تحتوى على الدهون والبروتينات والمعادن وتطرح الأشجار بعد 3 سنوات
موضوعات مقترحة
تتحمل ملوحة التربة حتى 2000 جزء فى المليون واحتياجاتها للمياه قليلة
يمكن زراعتها داخل المنازل وفوق الأسطح وعلى أسوار الشرفات
نجاح زراعة اللوز والفستق وعين الجمل فى سيناء وضعف التمويل أوقف المشروع
تختلف اسعار ياميش ومكسرات رمضان، كل عام بحسب تقلبات سعر الدولار عالميًا، ومدى توافر أنواع النقل والمكسرات لدى مناشئ الدول المنتجة والذى تعتبرها ثمار ذهبية تجلب لها ملايين الدولارات سنويا، مثل الهند وفيتنام واسبانيا والسعودية وكوديفوار وأمريكا والمغرب، وغيرها، وتستورد مصر ياميش ومكسرات كالفستق واللوز والجوز والبندق والكاجو وعين الجمل، بخلاف المشمشية والقراصيا والتين، بقيمة تتعدى الـ50 مليون دولار سنويًا، وتتفاوت اسعاره فى الأسواق المحلية بحسب المنطقة التجارية المعروضة فيها.
وتشهد هذا العام اسعار الياميش ارتفاعات لم يسبق لها مثيل بالأسواق وصلت إلى 20 % زيادة على اسعار العام الماضى، وذلك لتأثر المناشئ المنتجة بأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع سعر الدولار عالميا، بخلاف أزمة وباء كورونا الذى اجتاح العالم، وما زال يهدد بعض الدول، ولذلك انطلقت عدة مبادرات لزراعة اشجار المكسرات و، خاصة ان مناخ الأراضى المصرية يسمح بزراعتها بإنتاج مميز، حيث يمكن جَنْي الملايين من تصديرها إلى أسواق الدول العربية، وغيرها من دول الشرق الأوسط، بخلاف تحقيق الاكتفاء الذاتى للأسواق المحلية.
«الأهرام» تتلمس خريطة حصد ملايين الدولارات من إنتاج وتصدير ثمار الياميش في السطور التالية..
يقول مجدى توفيق، نائب رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، ان استيراد الياميش والمكسرات انخفض هذا العام بنسبة تزيد على 40 %، بالمقارنة بالعام السابق، الأمر الذى ادى لارتفاعات فى اسعار بعض الأنواع مثل القراصيا والمشمشية وعين الجمل والتين، الذى يتراوح سعره بين 250 و260 جنيها، فى حين تراوحت اسعار اللوز والبندق والكاجو بين 280 و320 جنيها، وما هو ما يؤكد ان انخفاض كمية المعروض بالأسواق ادت لأرتفاع اسعار الياميش والمكسرات.
ارتفاع اسعار الأسواق المحلية
وأضاف توفيق أن اسعار عين الجمل تتراوح بين 250 و260 جنيها، كما بلغ سعر الزبيب المستورد 120 جنيها، والبندق 280 جنيها، وارتفعت اسعار اللوز إلى 250 جنيها، بينما بلغ سعر الكاجو الامريكانى 360 جنيها، وجوز الهند 90 جنيها، لافتا إلى أن اسعار الياميش والمكسرات تتحدد تبعا للنوع ومكان منفذ البيع، حيث تختلف الأسعار داخل المحال التجارية والمولات التجارية باختلاف موقعها الجغرافى، بالإضافة إلى ان تجار الجملة يطرحون المكسرات المستوردة والياميش بأسعار مرتفعة نظرا لارتفاع سعر صرف الدولار، بجانب ضعف انتاجية المحاصيل والثمار عقب ازمة الحرب الروسية الاوكرانية، وارتفاع اسعار الدولار الجمركى، حيث بلغ سعر كيلو قمر الدين 45 و80 جنيها، والمشمشة والقراصيا وزن الجامبو 50 جنيها، وارتفعت اسعار التين المجفف إلى 80 جنيها، كما ارتفعت اسعار الزبيب المجفف إلى 160 جنيها للكيلو،
الانتاج المحلى والدولار
وعلق محمد رجب العطار على ازمة ارتفاع اسعار ياميش رمضان موضحا: ان ارتفاعات الأسعار سببها عدم وجود انتاج محلى لأى من اصناف الياميش المستوردة، وبالتالى يتحكم فى اسعار المكسرات سعر صرف الدولار وما يتأثر به من ازمات عالمية، خاصة أن نسبة الارتفاع فى اسعار اللوز والفستق والبندق والكاجو وعين الجمل، والقراصيا والمشمشية وغيرها لن يصل لـ 20 %، لافتا إلى انه لا يوجد اى احتكار لأصناف الياميش والمكسرات، بخلاف اصناف البلح المصرية المميزة والتى تحقق فيها مصر الاكتفاء الذاتى للأسواق المحلية وهى اصناف ذات جودة عالمية، بدليل زيادة معدلات التمور المصرية فى اسواق العالم، مع وجود صعوبة فى التلاعب بالأسواق او احتكار السلع، لأنها اصلا مطروحة فى الأسواق بنسب منخفضة، وان اى تاجر يحاول احتكار السلع الغذائية او الرمضانية يتعرض للمسائلة القانونية.
تراجع الأقبال على الشراء
وقال محمود الشيخ عضو شعبة العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة، ان شراء الياميش والمكسرات من اهم عادات المصريين على مر التاريخ، خاصة ان الإقبال عليها يتزايد كل عام، على الرغم من تراجع الاقبال على شراء الياميش هذا العام بنسبة 40 % بسبب ارتفاع الأسعار والازمة الاقتصادية العالمية خاصة فى سلاسل الإمداد للغذاء عقب احداث كورونا التى فرضت قيودا كبيرة على حركة التجارة والنقل والشحن الدولى، ثم اعقبها الحرب الروسية الأوكرانية، والتى كان لها تأثير كبير على انتاجية المناشئ العالمية لزراعة ثمار المكسرات والياميش والفاكهة وغيرها، لافتا إلى انه بالرغم من توافر بعض الأصناف من المكسرات والياميش محليا، فقد بلغت فاتورة استيراد ياميش رمضان ما يقرب من 50 مليون، وهو الامر الذى يطرح ضرورة زراعة اشجار ثمار المكسرات والياميش، وضخ عدد اكبر من الأصناف الجيدة محليا، لتقليل فاتورة الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتى، وبحث سبل التصدير للأسواق العربية والعديد من اسواق العالم.
فاتورة الاستيراد
واوضح الشيخ ان مصر منذ سنوات طويلة تعتمد على استيراد المكسرات والياميش والعديد من انواع الفاكهة المجففة، حيث ان بعضها لا يتم انتاجه محليا، وبعضها يتم انتاجه بنسب ضعيفة، ومع ذلك يتم استيراده، مثل البندق، والتمر الهندي، وجوز الهند بأنواعه، والصنوبر، والقراصيا، وقمر الدين بانواعه، بخلاف الكاجو، والفستق، واللوز، ولب اليقتين والمشمشية، والمكسرات المختلفة، بجانب بعض انواع من الفول السودانى، لافتا إلى أن تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء، أكدت أن واردات البندق من أهم السلع المستوردة، وبلغت قيمتها نحو 11 مليارا و825 مليون جنيه، خلال عام 2020، مقابل 11 مليارا و603 ملايين جنيه عن عام 2019، بزيادة بلغت 222 مليونا و432 ألف جنيه سنويا
ملايين الدولارات ونار الأسعار
وكشف متى بشاى رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين بالغرفة التجارية، ان فاتورة استيراد ياميش رمضان تصل لملايين الدولارات، حيث بلغت عام 2021 نحو 50 مليون دولار، و2022 بلغت 35 مليون دولار، وتقترب هذا العام من الـ 50 مليون دولار بالرغم من ضعف الكميات الواردة والمطروحة فى الأسواق، ولذلك ارتفعت الأسعار بنسبة تتراوح بين 10 و20 %، لافتا إلى ان سعر اللوز المستورد بلغ 300 جنيه للكيلو، مقابل 150 جنيها متوسط السعر العام الماضى، وارتفع سعر جوز الهند بأنواعه 100 جنيه بدلا من 70 العام الماضى، بينما بلغ سعر الفستق 400 جنيه وكان العام الماضى 220 جنيها، وكذلك البندق وصل إلى 350 جنيها وكان العام الماضى 160 جنيها، وتراوح سعر الزبيب من 130 إلى 150 جنيها.
مشروع قومى
ولفت بشاى إلى أن الاستثمار فى مجال زراعة المكسرات وثمار الياميش، يحتاج إلى تدخل الدولة كمشروع قومى قادر على جنى ملايين الدولارات من تصديرها بخلاف توفيرها للاسواق المحلية، خاصة ان مناخ الأراضى المصرية يسمح بزراعة محاصيل وثمار المكسرات، وهى اشجار تحتاج إلى 3 سنوات لطرح المحصول، وبكميات كبيرة، بخلاف ان تصديرها لأسواق الدول العربية ودول الشرق الأوسط، يدر ملايين الدولارات كعوائد تصدير، كما يوفر ما يقرب من 50 مليون دولار قيمة استيرادها للأسواق المحلية.
أجواء مناخية مناسبة
وقال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية بوزارة الزراعة، ان ثمار المكسرات وانواع الياميش والفاكهة المجففة، تحتوى على نسبة كبيرة من الدهون الأحادية والبروتينات والمعادن اللازمة للجسم، ولذلك بدأ بعض المزارعين فى زراعة اصناف كثيرة منها داخل المنازل وعلى الأسطح، بمعدات خفيفة، منوها بأنها تحتاج لتهيئة ارض جافة واسمدة مناسبة، لافتا إلى أنه مناخ الاراضى المصرية يسمح بزراعة اصناف عديدة من ثمار المكسرات مثل اللوز الهندى والتى تنتج من زراعتها بعد عامها الثالث 70 كيلو كل عام ويصل انتاج الكاجو والفستق من30 إلى 60 كيلو فى العام الرابع، وترتفع الانتاجية كل عام.
زراعات ناجحة
وأوضح فهيم ان مصر نجحت فى زراعة اشجار الجوز واللوز والفستق فى سيناء ومنطقة قناة السويس، من خلال مبادرة بعض علماء مركز البحوث الزراعية، بالتنسيق مع اكاديمية البحث العلمى، الذين قاموا بتعليم المزارعين كيفية زراعة أشجار الجوز وبعض الأصناف الأخرى بهدف تخفيض ملايين الدولارات التى تنفق كل عام لاستيراد المكسرات تلبية لاحتياجات الأسواق المحلية، وخاصة خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن المشروع استمر لمدة 3 سنوات فقط ثم توقف لضعف التمويل، وكان من المفترض ان يستمر المشروع لمدة 6 سنوات، خاصة ان اشجار الثمار والمكسرات تنتج بعد 3 سنوات ويزداد انتاجها فى السنة الرابعة، ثم يستمر فى الزيادة تدريجيا كل عام.
الزراعة المثالية
وأضاف رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية أن أراضى الواحات والوادى الجديد والصحراء الغربية تصلح بها زراعة العديد من اشجار المكسرات مثل اللوز والبندق والفستق بنظام الشتلات الفستق مع مراعاة عدم تجاوز الشتلة عمر سنتين بحد أقصى، حيث يتم زراعة الشتلة بمعدل 50 شجرة لكل 4200 متر مربع، كما يتم زراعة الأشجار على مسافة لا تقل عن 5م × 5م وأشتال ذكرية بمعدل شجرة ذكرية لكل عشر شجرات أنثوية، وذلك من خلال مشروع قومة تتبناه الدولة لزراعة مساحة متوسطة إلى من أشجار المكسرات، مثل الفستق والبندق والكاجو واللوز والفول السودانى وعين الجمل، لتغطية الطلب المتزايد على المكسرات محليا، تصديرها إلى العديد من الدول المحيطة حيث تصل عائدتها إلى ملايين الدولارات.
الأراضى المصرية
وكشف فهيم أن معظم دول الشرق الأوسط، تصلح لزراعة اشجار المكسرات وخاصة مصر، لكونها تحتوى على الموارد اللازمة والمناخ المناسب الحار والجاف صيفًا لنمو الأشجار ونضجها، والبارد شتاء وهو ما يوفر الحرارة اللازمة التى تحتاجها أشجار المكسرات المختلفة، ولذاك فأن مشروع زراعة اشجار المكسرات والياميش يمكن زراعتها بأراضى مختلفة فى مصر لافتا إلى مراعاة أن تكون الاراضى الزراعية فى مكان يسقط فيه الأمطار بمعدل لا يقل عن 350 م سنويا، بجانب ان تكون مساحة المشروع تبدأ من 10.000 متر وذلك لزراعة 5 انواع على الأقل من اشجار المكسرات.
زراعة 500 فدان
أما الدكتور رمضان عيسى الخبير الزراعى بالمركز القومى للبحوث، فنوّه بأنه تم زراعة 500 فدان من أشجار اللوز والفستق وعين الجمل، فى محافظات السويس ومنطقة القناة، ضمن مشروع تعاون بين صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، ووزارة الزراعة وأكاديمية البحث العلمى والمراكز البحثية بكليات الزراعة، لافتا إلى ان المساحات كانت موزعة على محافظات جنوب سيناء « برأس سدر والطور، ووادى فيران وسانت كاترين»، بخلاف محافظة السويس بشرق وغرب القناة «، بجانب محافظة الإسماعيلية «شرق القناة» وزرعت بالتتابع على مدى السنوات الثلاث من 2015 وحتى 2018، هذا بخلاف ما تمت زراعته سابقا ونجا من التقليع وذلك لاحتياج المزارعين الشديد لإرشادات وتوصيات خبراء زراعة اشجار المكسرات، حيث إن المشروع توقف بشكل نهائى عام 2018.
أزمة التمويل
وأضاف الدكتور رمضان، ان المشروع بدأ بدراسة علمية مولها المركز القومى للبحوث، برئاسة الدكتور سامى أبوريا، أستاذ قسم الفاكهة والخضر بالمركز القومى للبحوث، لتحديد امكانية نجاح زراعة اللوز وعين الجمل والفستق فى مصر، لهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى للأسواق المحلية وتوفير ما لا يقل عن 50 مليون دولار قيمة استيراده، بجانب تصديرها للأسواق العربية والأوروبية وجنى العملة الصعبة، باعتبارها احد ثمار الذهب كما يطلقون عليها فى الخارج، وذلك فى الفترة من 1992 وحتى 1998، حيث نجحت بالفعل زراعة هذه الاشجار وانتج ثمارها، ولذلك مولت أكاديمية البحث العلمى مشروع زراعة المحاصيل الثلاثة فى شمال وجنوب سيناء، خلال الفترة من 1998 حتى 2001، الأمر الذى ادى لنجاح المشروع و الإثمار بعد 16 شهراً فقط من زراعتها.
وأوضح أن ضعف تمويل المشروع ادى إلى توقف زراعة اشجار المكسرات والياميش، وبعد تدخل وزارة الزراعة لتمويل المشروع وانتظام مزارعى اشجار اللوز والفستق وعين الجمل فى تنفيذ ارشادات الخبراء لإنقاذ الشتلات وذلك خلال عام 2005 ، وسرعان ما توقف التمويل عام 2007، ليعاد مرة اخرى مرة اخرى بجهود الدكتور محمود سامى ابو ريا خبير زراعة اشجار الفاكهة والاستاذ المتفرغ بمركز البحوث، عام 2014 وبدأت الروح تعود لزراعات اشجار المكسرات لمدة 3 سنوات من 2015 إلى 2018، حتى توقف التمويل تماما وبالتالى توقف المشروع.
أرباح كبيرة
وكشف الدكتور محمد جمال ماضى أستاذ الاقتصاد الزراعى بالمركز القومى للبحوث، أن دراسة الجدوى لهذا المشروع أثبتت نجاحه، وعائده المادى المربح جدا، والذى كان يصل فى عام 2019 إلى 80 الف جنيه للفدان واليوم يتعدى 150 الف جنيه واكثر للفدان خاصة بعد ارتفاعات الأسعار الأخيرة، مضيفا ان الإثمار التجارى يبدأ من العام السابع على الزراعة، حيث تصل قيمة الشتلات وتكلفة حفر وإعداد الجور وشبكة الرى والعمالة وإيجار الأرض واستهلاك الكهرباء وغيره من مستلزمات زراعة الفدان، نحو 30 الف جنيه ألف جنيه مصرى على أساس انه تتم زراعة 168 شتلة فى الفدان على مسافة 5 أمتار ويبلغ العائد الصافى من الفدان نحو 150 الف جنيه أما عين الجمل فتبلغ تكلفة زراعة الفدان نحو 25 ألف جنيه على أساس انه تتم زراعة 100 شتلة على أبعاد 6 أمتار بين الشتلات و7 أمتار بين الصفوف، ويبلغ صافى العائد من الفدان نحو 120 ألف جنيه قابلة للزيادة فى ظل ارتفاعات الأسعار الحالية.
شراء المكسرات
وأوضح الدكتور جمال هبوط الاقبال لدى المواطنين على شراء المكسرات والياميش، حتى بلغت 50 % مقارنة بالاعوام السابقة، وذلك بحسب بيانات شعبة العطارة بالغرفة التجارية بالقاهرة، بسبب ارتفاعات الأسعار الكبيرة، حيث سجل كيلو الكاجو المحمص 320 جنيها، وزاد سعر كيلو عين الجمل المقشر إلى 280 جنيها، وبلغ سعر كيلو اللوز 280 جنيها، وزاد سعر كيلو البندق المقشر إلى 190 جنيها، مؤكدا ان فرصة انتاج ثمار المكسرات من اللوز والفستق وعين الجمل كبيرة فى الأراضى المصرية، وبالتالى زيادة فرص تصديرها إلى الأسواق العربية واسواق دول الشرق الأوسط الذين يعتبرونها ثمار الذهب، حيث تعتبر عامل رئيسى فى تنمية اقتصاديات العديد من الدول، وهو ما يجب ان تستغله مصر، خاصة انها تملك الأجواء المناخية اللازمة لزراعة اشجار المكسرات والياميش.