من المعروف أن الأعشاب تستخدم كنوع من أنواع الطب البديل في علاج بعض الأمراض؛ حيث يتم استخدام الأعشاب في علاج العديد من الأمراض.
موضوعات مقترحة
وتختلف الالتهابات الفيروسية عن الالتهابات البكتيرية، فلا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، وبالرغم من وجود أدوية مضادة للفيروسات، فإن هذه الأدوية لا تقوم بالتخلص من الفيروسات بشكل مباشر وإنما تقوم بالتخفيف من شدة الأعراض المرافقة لها.
ويرتكز علاج الفيروسات بشكل رئيسي على مناعة الجسم القوية؛ لذلك يتم استخدام بعض الأعشاب في علاج الفيروسات لقدرتها إما على تثبيط نمو الفيروس وإضعاف قدرته على العدوى أو تعزيز مناعة الجسم ضد هذه الفيروسات أو كليهما.
والجدير بالذكر أنه بالرغم من انتشار استخدام الأعشاب في علاج الفيروسات، فلا توجد دراسات بشرية علمية كافية توضح دور هذه الأعشاب وفائدتها في علاج الفيروسات.
وعلى جانب أخر، يرى البعض أن وصفات الطب الشعبي من الأعشاب تعزز المناعة في الجسم، معتقدين أنها تشكل طوق النجاة من الإصابة بالفيروسات بخاصة فيروس كورونا الذي ينشط خلال هذه الفترة لعدم استقرار الأحوال الجوية.
نشاط العدوى الفيروسية خلال فترة التقلبات الجوية
وبهذا الصدد، تقول الدكتور فاطمة علي أحمد، أستاذ كيمياء النبات ورئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة السابق بمركز بحوث الصحراء: في فترة تغيير الفصول سواء ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها تنشط العدوى الفيروسية ويكثر مع ذلك الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وفيروس كورونا، ومع استمرار وتزايد نزلات البرد أو الإصابة فيروس كورونا وهو ما يتطلب الحاجة إلى علاج قياسي للفيروس ويصلح تلف الأنسجة الناجم عن الفيروسات ويعزز مناعة المرضى.
نبات الشيح الحولي
وتابعت: ظهرت بعض العلاجات التي تعتمد على الأعشاب ومنها العلاج بنبات الشيح الحولي، وينتمي نبات الشيح الحَوْليّ إلى الفصيلة النجمية أو المركبة، وهو من أشهر فصائل الشيح، وهُو نبات حَولِيّ ذو رائحة عطرية، ينتشر في مختلف بلدان آسيا معتدلة المناخ، شمال أفريقيا وفي بعض أماكن أمريكا الشمالية، يعود النبات في أصوله إلى الصين؛ حيث استخدم منذ 168 عاماً قبل الميلاد، ويحتوى النبات على مادة الأرتميزنين؛ حيث كان أول اكتشاف له بالصين، والذي يعزى إليه الفاعلية في القضاء على طفيل الملاريا، ولكن النتائج لم تكن مثبتة علميا وإنما كانت دراسة مقارنة حيث أكدت أن الأرتميزنين يستطيع قتل طفيليات أخرى غير الملاريا، وكذلك قتل بعض الأنواع من البكتيريا الضارة، ولقد أوصت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بهذا النبات، والذي ينمو بكثرة في مدغشقر، بوصفه علاجا فعالا لمرض الملاريا، مضيفة إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه ما زال هناك حاجة للمزيد من الدراسات السريريّة وغيرها للتحقق من فعالية وسلامة استخدام شاي نبات الشّيح الحوليّ وأشكاله الأخرى، وأشارت أيضا الوكالة الفرنسية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية إلى أنه لم يثبت دليل على فاعلية تلك العشبة في علاج الملاريا.
تحذيرات منظمة الصحة العالمية
ولفتت أستاذ كيمياء النبات، إلى أن الافتقار في جميع أنحاء القارة الإفريقية للعلاج بالأدوية باهظة الثمن أدى إلى زيادة الاهتمام بما إذا كانت العلاجات العشبية التقليدية مفيدة، وظهر ذلك بعد أن ادعى رئيس مدغشقر، أندري راجولينا منذ فترة أن نبات الشيح الحولي يعد علاجا لفيروس كورونا، وقدم معهد مدغشقر للأبحاث التطبيقية، العلامة التجارية، ويسمى بالعلاج العشبي لفيروس كورونا، ويتكون المشروب العشبي من نبات الشيح الحولي، ويباع عبر مواقع التجارة الإلكترونية بزعم أنه علاج معجزة.
ولقد تم الإعلان في مدغشقر أنه أجريت جميع التجارب والاختبارات، وقد أثبتت فعاليتها في الحد من القضاء على الأعراض لعلاج المرضى الذين يعانون من المرض في مدغشقر، وبالفعل تم الإعلان عن شفاء حالتين، لكن حذرت من انتشار المعلومات الخاطئة والعلاج المعجزة المزعوم واستعمال هذا العلاج العشبي؛ حيث لا يوجد دليل يثبت أنه يعمل بالفعل ضد فيروس كورونا، ولا يوجد حتى الآن أي دليل على أن المركب النشط الأرتميزنين يمكن أن يعالج الفيروس، ولم يخضع لأي اختبارات علمية معترف بها دوليا، بل يمكن أن يعرض الإنسان أيضًا للخطر، وإضافة إلى خطر عدم الفاعلية، يمكن أن يمثل اللجوء إلى هذا النوع من المنتجات في العلاج الذاتي خطرا على الصحة ويمكن أن تؤخر العلاج الطبي اللازم في حالة الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا.
نجاح بروتوكول علاجي لمرضى فيروس كورونا يعتمد على الأعشاب
وأشارت الدكتور فاطمة إلى دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لأبحاث الصحة العامة؛ حيث أكد مجموعة من الباحثين بجامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية عن نجاح بروتوكول علاجي لمرضى فيروس كورونا يعتمد على الأعشاب في تسريع عمليات الشفاء للمرضى ورفع مناعتهم لمواجهه الفيروس عند الإصابة به، وقد كشف الباحثون بجامعة طيبة علاج (TaibUVID) كعلاج غذائي طبي قائم على الأدلة للقضاء على الفيروس باستخدام المنتجات الطبيعية لعلاج المصابين.
كما قام الباحثون بصنع بخاخات من الأعشاب أيضا للعلاج الموضعي للالتهاب الرئوي الذي يصيب حالات فيروس كورونا الشديدة وأكدوا أن هذا البخاخ يساعد على حماية الأنسجة الرئوية والآثار المضادة للفيروسات خاصة للمرضى الذين يعانون من سوء التنفس.
دعم الجهاز المناعي
وأوصت أستاذ كيمياء النبات، باتباع المنهج العلمي في التأكد من أن هذه الوصفات العشبية هي التي ساعدت في علاج بعض الحالات؛ حيث يحتاج الأمر إلى مزيد من إجراء التجارب على أعداد كبيرة من المصابين للتأكد من صحته، ولكن من الواضح أنه يتم دعم الجهاز المناعي خلال فترة الإصابة ببعض الأعشاب والمنتجات الطبيعية ومنها العسل والبابونج وحبة البركة وغيرها، والتي تساهم في تقوية الجهاز المناعي والمساهمة في حالات الشفاء.
الدكتورة فاطمة علي أحمد