من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان مرحلة المراهقة التي تعد من أصعب الفترات في حياة كل فرد، فهي التي يتحدد فيها الطريق الذي يسيره الشباب فيما بعد، وهي مرحلة الانتقال من الطفولة إلى الشباب، والتي تذخر بتوترات وأزمات نفسية تسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والعلاقات المضطربة حتى داخل العائلة، كل هذا وأكثر يتطلب الاهتمام من جانب المجتمع بهذه الفترة الأساسية فى حياة الشباب، خاصة أن الاهتمام الأكبر يكون دائمًا بمرحلتي الطفولة ثم الشيخوخة، وما بينهما من مراحل حياتية لا تحظى بنفس الاهتمام من جانب المحيطين وأفراد المجتمع.
وطبقًا لنصائح الدكتور ممدوح وهبة - رئيس الجمعية المصرية لطب المراهقة والعالم الكبير وصاحب المكانة المرموقة دوليًا فى هذا المجال - فإنه يؤكد أن كل ما يحدث في مرحلة المراهقة يؤثر في مستقبل الإنسان، وكل ما يحدث خلال الـ ١٠ سنوات «مرحلة المراهقة» يكون مؤثرًا جدًا على المراهق، معتبرًا هذه المرحلة أهم المراحل الحياتية للإنسان والمجتمع والأسرة والوطن، ولذلك يناشد دائمًا بالاهتمام بها حرصًا على مرورها بسلام.
الدكتور ممدوح وهبة لا يتوقف عند المشاهدة فقط؛ بل يقوم بالتوعية المجتمعية من خلال خطوات وأفكار وفعاليات كثيرة تساهم في التحفيز على الاهتمام بهذه القضية الملحة محاولا دعم المراهقين والدعوة لتفهمهم ومساندتهم، وذلك في كل الفعاليات التي يستحدثها أو يكون داعمًا لها من خلال الجمعية المصرية لصحة المراهقين والتي يرأسها وهبة منذ سنوات، وتقوم بدور مجتمعي بالغ الأهمية.
ولا يتأخر الدكتور ممدوح وهبة في تقديم كل ما يستطيع عمله من أجل التوعية دومًا لصالح أفراد المجتمع بشكل عام، وفئة المراهقين بشكل خاص، ومن المشروعات المهمة التي أتذكرها من بين أعمال كثيرة من فعاليات الجمعية تأتي لصالح المجتمع، حملة "بنوتي.. أمانة في رقبتي" والذي نفذتها الجمعية في محافظة بني سويف وقدمت خلالها معلومات ومهارات للفتاة الريفية حول الصحة الإنجابية، وكذلك تعزيز مكانتها المجتمعية وتحفيزها للعمل من أجل خدمة المجتمع وتحسين المفاهيم والممارسات الإنجابية سعيًا للارتقاء بهذه الفئة والمرحلة العمرية بين الفتيات.
أيضًا من الفعاليات العظيمة والمفيدة مجتمعيًا والتي تعمل بها حاليًا الجمعية المصرية لصحة المراهقين "المنتدى القومي لليافعين" والذي يجري الإعداد له على أكمل وجه.
وأعود لحديثي عن مرحلة المراهقة وأهميتها الكبيرة، فقد فسر الدكتور ممدوح وهبة كيفية التعامل مع المراهق وضرورة تفهم صفاته وخصائصه، واحتياجاته للرعاية الكاملة من الأسرة والمدرسة والأصدقاء والإعلام، لتظل مرحلة المراهقة هي أهم مرحلة في حياة الإنسان، وهي التي تتكون فيها شخصيته واتجاهاته ونجاحه وفشله وتستحق اهتمامًا أكبر.