تدور الكثير من الأمور في برشلونة هذه الأيام، حيث يحاول النادي التخلص من ورطة قضية "نيجريرا"، إضافة إلى موازنة كشوفاته المالية، والتخلص من الديون.
موضوعات مقترحة
وفي خضم كل هذه الأزمات، يظهر معدن أبناء النادي، الذي يتمتعون برابط قوي معه، حيث يساهمون في الاحتفاظ بتماسك الفريق، وفرصه في المنافسة على البطولات.
أحد أهم هؤلاء اللاعبين، هو سيرجي روبرتو، الذي أعلن برشلونة مؤخرا، تمديد عقده حتى صيف العام 2024، مع إمكانية إضافة عام إضافي، رغم أن اللاعب الإسباني، لم يخض الكثير من المباريات في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
كان روبرتو منسيا قبل انطلاق الموسم الحالي، وتوقع البعض أن يتخلى عنه برشلونة، وبيعه من أجل الاستفادة من ماديا، لكن المدرب تشافي هرنانديز كان له رأي آخر، حيث منح الإدارة الضوء الأخضر، للتفاوض معه ومحاولة إبقائه في النادي لأطول فترة ممكنة.
لم يكن قرار مستهجنا بالنسبة لتشافي، رغم أنه فاجأ عشاق برشلونة، فهو الذي لعب إلى جانب روبرتو في أيامه الأخيرة كلاعب في الفريق، وزكّاه ليكون خليفته داخل الملعب، إلا أن مجموعة من العوامل، مثل غياب الاستقرار والإصابات، حدت من ظهور اللاعب في المواسم الأخيرة، ليتحول إلى لاعب هامشي، لم يرغب الكثيرون في بقائه.
عند النظر إلى تشكيلة برشلونة، تجد الكثير من النواقص في مراكز لعب متعددة، والسبب الرئيسي في ذلك، يعود إلى قيام النادي بالتعاقد مع لاعبين انتهت عقودهم مع أنديتهم السابقة، بهدف توفير الأموال، في ظل المشاكل الاقتصادية التي تعصف بالبارسا، دون النظر إلى حاجات الفريق الفنية، ما يعني أن الصفوف اكتظت بلاعبين كثر في مراكز محددة، مع وجود نقص حاد في مراكز أخرى.
وربما لهذا السبب، كان تشافي مصرا على الاحتفاظ بروبرتو، لأن اللاعب الهادئ، يتمتع بميزة اللعب في أكثر من مركز، ولا يكترث لموقعه على أرض الملعب، طالما أن لديه دورا محددا في التشكيلة.
استعان تشافي بروبرتو كظهير على طرفي الملعب، كما أنه لجأ إليه كجناح في مناسبات قليلة، لكن يبقى مركز اللاعب الأساسي، هو وسط الميدان، حيث يستطيع فيه إظهار قدراته الفنية دفاعا وهجوما.
هذه القدرات بانت في اللقاء الأخير أمام ريال مدريد (2-1) بالدوري الإسباني، عندما احتل روبرتو موقعا في وسط الملعب، ليقدم مردودا جيدا، توّجه بإحراز هدف التعادل قبل انتهاء الشوط الأول.
خلال الموسم الحالي، لعب روبرتو 18 مباراة حتى الآن في الدوري، أحرز خلالها 4 أهداف وصنع هدفا واحدا، وهو ما يعد أفضل نتاج من الأهداف له في موسم واحد طوال مسيرته، علما بأنه لا يلعب بانتظام.
ورغم مشاركاته القليلة، تخطى روبرتو بالفعل عدد أهدافه في كل من الموسمين الماضي، حيث خاض في الموسم الماضي 9 مباريات فقط في الليجا، مقابل 15 مباراة في الموسم 2000-2021، بعدما أرهقته الإصابات المتكررة.
ويأمل روبرتو فيما تبقى من مسيرته مع برشلونة، صناعة لحظات جميلة جديدة، مثل اللحظة السريالية التي صنعها في الثامن من مارس/آذار العام 2017، عندما سجل هدف التأهل الحاسم في الوقت بدل الضائع، من إياب مواجهة ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان (6-1).