وسط صعاب الحياة.. وغلاء الأسعار.. وسط معاناة البشر.. ومحاولات لملمة معيشة أيامهم.. لك من إنسانة بسيطة تسعى مثلكم للملمة أيامها فى الحياة.. نصيحة من قلب محب ومخلص لله.. لا تيأس.. ابتهج للدنيا والحياة.. أغلق باب الحزن خلفك.. لا تجعله مواربًا.. وافتح قلبك للحياة.. هل ساقتك يومًا الأقدار للتأخر عن موعد الإفطار..؟! الأكيد وأنت تسير فى الشارع سيرًا على الأقدام.. وجدت من يقدم لك التمر.. أو كوبًا من العصير.. أو وجبة للإفطار..
وبالتأكيد شاهدت الكثير من موائد الرحمن التي تزين شوارع مصر في كل مكان.. عندما تنظر لأي من موائد الرحمن تجد شكلها منسقًا وجميلًا؛ العيش مغلف زجاجات المياه والعصائر تزين المائدة قبل موعد الإفطار بنصف ساعة تقريبًا.. ومع اقتراب موعد أذان المغرب تجد خيرات الله من كل نوع تملأ موائد الرحمن..
موائد جمال شكلها يفرح ويسعد قلوب المصريين.. لأنها موائد مفتوحة للجميع الفقير والمحتاج.. ابن السبيل واللى ماشى متأخر على الطريق.. كثير من سائقين النقل العام يركنون سياراتهم بجوار أقرب مائدة لأجل كسر صيامهم وتناول وجبة الإفطار.. ثم مواصلة مهام عملهم.. ربما يقول قائل: ولماذا الكلام عن هذا الأمر وهو أمر معتاد ومعروف يفعله المصريون كل عام.. فما الجديد؟!
أقول لكم الجديد أننا لابد أن نشعر ونسعد بالكثير من "الحاجات الحلوة اللى مليه مصر ومعششه" في أعماق نفس ووجدان كل المصريين.. عندما ترتفع الأسعار بهذا الغلاء الشديد، وتظل معها الرغبة في أنك تقدم شنطة رمضان.. أو أنك تعمل مائدة رحمن بالتأكيد "دي حاجة حلوة" داخل نفس وعقول المصريين فإحساسهم بالآخر لم يتأثر أو يتغير، رغم غلاء الأسعار وارتفاعها أضعافًا مضاعفة في كل شيء.. عندما يحدث كل هذا وسط صعاب ومعاناة الأسعار إذن أنت أكيد في مصر "اللي الحلو ماليها.. بس إنت إللي ناسيها"!!
عندما تشاهد مباراة الأهلي والهلال وبجوارك شخص زملكاوى يشجع الأهلى بحماس.. وآخر إسماعيلاوي متعصب علشان الأهلي يضيع الأهداف.. عندما الكل يحضن بعضه ويفرحون مع الأهلاوية، والجميع يسعد لأجل صعود الأهلي لدور الثمانية.. "يبقى الأكيد فيها حاجات كتير حلوة.. بس إحنا إللى ناسينها وعاملين نفسنا مش شايفنها ولا حسنها"..!
عليك من الآن تضع يدك على الجمال .. تغلق باب أحزانك.. فكر دائمًا في نصف الكوب الممتلئ.. ابحث عما يسعد قلبك.. واعلم جيدًا أن بلادك وأيامك.. "فيها حاجات كثيرة حلوة وجميلة بس إحنا إللى ناسينها ومش شايفنها".. وتذكر دائمًا أن أمرك أوله وآخره بيد الله الحق سبحانه وتعالى الذي لا يغفل ولا ينام.. لذا من قلبي أقول لكم.. لا تحزن.. وابتسم للحياة.
[email protected]