الجمهور هو العميل المستهدف من قبِل الإعلام، فالمحتوى الإعلامي وما يبث لنا ليس من قبيل الصدفة، بل يتم بطريقة مقننة، أي بث الأفكار والأخبار التي يودون ترويجها لأهداف تكاد تكون واضحة، وأهداف أخرى تكون غامضة، مما يجعلنا نُفكر قبل استقبال الخبر أو المعلومة أو الأفكار، فيما وراء الخبر أو المعلومة؟ فالإعلام يؤثر في الجميع أيا كان التأثير إيجابيًا أم سلبيًا، حتى من لم يتسن له استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سوف تصل إليه الإيجابيات أو السلبيات عن طريق زملائه وأصدقائه.
وسائل الإعلام من المعروف أنها ليست حيادية، فمن يتحكم في وسائل الإعلام هم مُلاكها، وبالتالي يجعلون قنواتهم لخدمة مصالحهم ولتحقيق أهدافهم، لذا فلكي نأخذ الجزء الإيجابي ونترك السلبي لابد أن يكون الشخص واعيًا وهو يتعامل مع وسائل الإعلام، والوعي قد يختلف من شخص لآخر، وكلما امتلك الفرد معلومات أكثر زاد وعيه، فالتربية الإعلامية التي من المهم دراستها للطفل في جميع المراحل التعليمية تساهم في رفع الوعي مما يقلل من النسبة السلبية لوسائل الإعلام.
فيجب أن يسأل الشخص نفسه وهو يتعامل مع الإعلام بجميع أنواعه: أولاً: من هم مُلاك القنوات؟ وما هي أهدافهم؟ وما هي توجيهاتهم؟ فالقنوات التابعة للدولة هدفها توعية المواطنين والحفاظ على الأمن القومي للدولة والحفاظ على الوحدة الوطنية والاهتمام بقضايا الوطن والمجتمع، ولكن ماذا عن القنوات الفضائية غير التابعة للدولة أو القنوات العالمية؟ هنا يجب أن يتحرى الفرد الدقة في البحث عن من يدير تلك القنوات؟ والأمر كذلك بالنسبة لوسائل الإعلام المقروءة كالجرايد، فهناك صحف قومية تابعة للدولة وهناك صحف معارضة، وكذلك الأمر بالنسبة للصفحات التي على وسائل التواصل الاجتماعي، فقبل قراءة أي خبر يتم تداوله يجب ألا يكتفي الفرد بقراءة العنوان فبعض الصحف تتخذ من العناوين وسيلة لجذب انتباه القُراء لتحقيق نسبة مشاهدة عالية والترويج لصفحاتهم بغض النظر عن مدى التأثير السلبي لذلك؟ والبعض الآخر يُحرف الكلام ليثير الرأي العام!
فعملية التواصل والترويج تمر بعدة مراحل: بداية الاتصال الذاتي أي اتصال الشخص بوسائل الإعلام، إذا توقفنا عند تلك المرحلة فقد سلمنا، أما إن انتقلنا للمرحلة التانية ألا وهي الاتصال الشخصي أي تداول الشخص ما قرأه وإرساله لآخر، هنا ننتقل لمرحلة أخطر ألا وهي الاتصال الجماعي: وهي تداول الأخبار عبر مجموعة من الأشخاص، سواء أكان التداول عبر الهاتف أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك اتصال جماهيري وهو تداول الأخبار أمام حشد من الناس أي الجمهور، عبر التلفاز على سبيل المثال، وأهمية التربية الإعلامية في أننا نستطيع حصر الخطر وتوقفه عند المرحلة الأولى أي الاتصال الذاتي ومنعه من الانتقال للمرحلة الثانية أي الاتصال الشخصي ومن ثم للمراحل الأخرى.
وحتى يتوقف الشخص عند مرحلة الاتصال الذاتي: يجب أن يسأل نفسه عدة أسئلة:
من مرسل الخبر؟ وما هو مصدر الرسالة؟ هل الخبر من جهة رسمية للدولة؟ وما هي أهداف الرسالة أو الخبر وأبعادها؟ ومن المستهدف من تلك الرسالة (أشخاص معينة أم شعب بأكمله)؟ ولماذا تم إذاعة تلك الخبر؟ وهل يفيدني الخبر؟ وما الفائدة العائدة من نشر مثل ذلك الخبر؟ وما الآثار الإيجابية والسلبية أي أبعاد نشر الخبر؟ هل تُسبب أضرارًا جراء نشرها وترويجها؟ ما نوع الإعلام؟ وما هي توجيهاته؟ فهناك إعلام رياضي، وهناك إعلام ثقافي، اجتماعي، تعليمي، إعلام مرأة، إعلام طفل وهكذا، أما عن توجيهات الإعلام: فهناك ما يُسمى بالإعلام الصادق، الإعلام الكاذب، إعلام يخاطب العقول، إعلام يثير الغرائز، إعلام حرب، إعلام فتنة وهكذا.
بعد الإجابة عن تلك الأسئلة يستطيع الشخص الانتقال للمرحلة الثانية أما التوقف عند المرحلة الأولى!. فيلعب الإعلام دورا مهما ومؤثرا في حياة الشعوب؛ وهو القادر على إيصال الرسائل الإيجابية وإعلام الشعب بالمشروعات القومية التي تتم في بلدنا الحبيبة مصر؛ فكل يوم يففتح الرئيس العديد من المشروعات التنموية القومية من قبلي لبحري، ولكن بعض الوسائل الإعلامية لا تتطرق لتلك المشروعات، وبالتالي لا يشعر بعض المواطنين بكم الإنجازات التي تتحقق على أرض الواقع ولو علم بها لتغيرت العديد من الأمور؛ في حين بعض الوسائل الإعلامية تتطرق للعديد من الأخبار غير الهادفة والتي لا تفيد المواطنين، بل من الممكن أن تثير غضب الشعب كالتطرق لحياة بعض المشاهير وتتبع أخبارهم التي لا فائدة منها؛ فيجب على جميع الوسائل الإعلامية الوطنية التركيز على المشروعات التي تمت وتتم وسوف تتم في مصر؛ ليعلم ويشعر بها الجميع وأيضاً تعتبر نوعاً من أنواع التصدي للشائعات السلبية التي تؤثر على الوطن.