خطر«الزومبي» يقترب.. ذوبان الجليد يهدد بعودة الفيروس بعد غياب كبير

1-4-2023 | 21:26
خطر;الزومبي; يقترب ذوبان الجليد يهدد بعودة الفيروس بعد غياب كبير الفيروس الزومبي
إيمان فكري

يبدو أن الحرب الشرسة بين البشر والفيروسات لن تنتهي، حذر فريق من العلماء من عودة "فيروس الزومبي" القاتل المجمد، تزامنا مع ذوبان الجليد في القطب الشمالي نتيجة التغيرات المناخية، فالذوبان السريع للتربة الصقيعة في القطب الشمالي يتسبب في إعادة إحياء المواد العضوية القديمة المحفوظة منذ آلاف السنين في طبقات التربة العميقة.

موضوعات مقترحة

ما هو فيروس الزومبي؟

فيروس الزومبي مختلف عن مفهوم الزومبي الذي نعرفه من أفلام الخيال العلمي، فهو فيروس ينقل بعض الأمراض من حالة الخمول إلى حالة النشاط، تم اكتشافه لأول مرة في سيبيريا، ويقال إنه يبلغ من العمر حوالي 50 ألف عام.

وظل الفيروس الزومبي مجمد وخامل تحت جليد القطب الشمالي، لعشرات الآلاف من السنين يختبئ في التربة الصقيعية، يتواجد على عمق 16 مترا تحت الجليد، ونتيجة للتغيرات المناخية المتسببة في إذابة الجليد توقع العلماء أن الوحش الصغير سيستيقظ وستنشط مرة أخرى بمجرد تعرضه للحرارة، ليعود استعدادا للظهور مرة أخرى من جديد.

وفيروس الزومبي قد ينقل نوعية خاصة من الأمراض في حالة نشاطه، لكن هل سينتشر كفيروس كورونا بسبب التغيرات المناخية، وإلى أي مدى سيكون مؤثرا على البشر في حالة انتشاره، وما أسباب ظهوره مرة أخرى، الإجابة على كل هذه التساؤلات نوضحها في السطور التالية.

أسباب ظهور فيروس الزومبي مجددا؟

عادة ترتبط الفيروسات والأمراض المعدية بتغيرات بيئية محددة، بحسب ما تناولته دراسة علمية لعالم الأحياء الدقيقة، جان ماري كلافيري"، وأكدت أن الذوبان السريع للتربة الصقيعية الموجودة بالقطب الشمالي تتسبب في إعادة إحياء المواد العضوية القديمة لمحفوظة في بواطن طبقات التبة العميقة منذ آلاف السنين، في حالة ذوبان الأنهار الجليدية أو الأرض المتجمدة نتيجة الاحتباس الحراري، والتي قد تنطلق في شكل "فيروسات الزومبي المعدية.

واختبر جان ميشيل كلافيري، الأستاذ الفخري للطب وعلم الجينوم في كلية الطب بجامعة إيكس مرسيليا في فرنسا، عينات مأخوذة من التربة الصقيعية في سيبيريا لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على جزيئات فيروسية معدية، وكان يبحث عما يصفه بفيروسات الزومبي، ووجد بعضها تحت الأرض على عمق 16 مترا".

وذكر "كلافيري"، أن الفيروسات التي تصيب الأميبا وما زالات معدية بعد فترة طويلة من تجميدها تدل على وجود مشكلة أكبر، مؤكدا من احتمال عودة هذه الفيروسات القديمة إلى الحياة، والتي تمثل تهديدا خطيرا للصحة العامة، لذا يجب الاحتراس من عودتها.

تأثير التغيرات المناخية على الفيروسات

وتتسبب التغيرات المناخية في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار الضعف في القطب الشمالي، المتمثل في التربة الصقيعية التي تشكل 25 %من نصف الكرة الأرضية، وهي باردة وخالية من الأكسجين، كما أن الضوء لا يخترقها.

ويحذر الخبراء من أن التغير المناخي، الذي يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة بمقدار الضعف في القطب الشمالي، قد يؤدي إلى عودة الفيروسات، التي يمكن أن تعرض صحة الحيوان والبشر للخطر بعد أن ظلت خامدة لعشرات الآلاف من السنين.

صراع البقاء للفيروسات

والفيروسات موجودة بالفعل فى كل مكان وهى أكثر تقدما من البشر حتى الآن، إذ يؤكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنها تفاجئهم كل حين بأشكال جديدة لفيروسات قديمة متحورة أو فيروسات جديدة وليدة متطورة، غاية فى الذكاء تجيد مهارة التطوير المستمر من أجل التفوق و البقاء تتعمد استغلال نقاط الضعف فى ضحاياها الذين لا يرونها ولكنها تراهم ولديها خبرات طويلة فى الهروب والتخفى والتحور والتجديد والهجوم.

ومع تغير المناخ، وارتفاع درجة حرارة الكوكب، وذوبان الجليد، أصبح البشر أمام تهديد بظهور فيروسات قديمة كانت متجمدة منذ آلاف السنين، ويوضح خبير المناعة، أن البكتيريا والفيروسات يمكنها البقاء على قيد الحياة لملايين السنين متجمدة في الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية والتربة الصقيعية ومع ازدياد الاحتباس الحراري فإنها أخذة في الظهور.

والفيروسات، هي كائنات متناهية الصغر لا يتجاوز قطرها من 20 إلى 300 نانوميتر ولا يتعدى في الفيروسات العملاقة الـ400 نانوميتر، وغالبا ما تكون فتاكة وتقتل ناقصي المناعة وتسبب تسمم الدم وحمى وإسهالي وداع وتشنجات، ففيروس كورونا بمفرده تسبب في قتل أكر من 6 مليون من البشر.

لماذا سميت بـ"فيروسات الزومبي"؟

ويقول "بدران"، أن فيروسات الزومبي هي الفيروسات التي تعود للحياة بعد موتها مرة أخرى، وهناك 13 فيروسا تم عزلها من سبع عينات من التربة الصقيعية في سيبيريا، وجميع هذه الفيروسات قادرة على شق طريقها إلى الكائنات وحيدة الخلية.

وتم التوصل إلى أن أصغر الفيروسات كان يبلغ من العمر 7 ألف عام ، لكن الأقدم تم تجميده قبل 48500 عام، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً لإنعاش فيروس الزومبي، وسميت الفيروسات المعزولة من التربة المتجمدة بالزومبي لخمودها التام بسبب التجميد الشديد وسرعان استعادة عافيتها بعد زوال البرودة، مثل عودة الموتى إلى الحياة كما يحدث في أفلام الرعب.

هل سيصيب "الزومبي" البشر؟

وفقاً لدراسة فرنسية، فالميكروب يتفرع لـ13 ميكروباً تم اكتشافها في سبع عينات، تصيب فقط كائنا مجهريا وحيد الخلية وهو الأميبا وفقاً للتجارب المختبرية حتى الآن، لذا فهي لن تشكل أي خطر على البشر أو أي كائن معقد آخر، إلا في حالة تطورها، لكنها إلى الآن في حالة سُبات حيوي.

التربة الصقيعية ثلاجة الفيروسات

تغطّي التربة الصقيعية 20% من أراضى النصف الشمالي للكرة الأرضية، وتعتبر كمجمدات طبيعية ضخمة عملاقة تتميز بدرجة حرارة منخفضة، وغياب الأكسجين، وهي معتمة لا يصلها الضوء، مما يجعلها بمثابة حاضنات مثالية للميكروبات، وربع أراضى نصف الكرة الشمالي تغطيها التربة الصقيعية.

وتعتبر التربة الصقيعة، بحسب خبير الأوبئة، مكان ممتاز يحافظ على الميكروبات التي تتوقف نشاطاتها بدون موتها، فهي تحتوى على العديد من الميكروبات المتجمدة التي ما زالت حية، والعديد من جثث وأجسام الحيوانات وبعضها حيوانات منقرضة، وجثث آلاف من البشر الذين مات بعضهم جراء أوبئة فتاكة سابقة.

مخاطر ذوبان التربة الصقيعية

  • زيادة مشاكل تغير المناخ

ترتفع درجات الحرارة في القطب الشمالي في الوقت الحالي بشكلٍ أسرع بـ4 مرّات من بقية الكوكب، مما يُضعِّف الطبقة العليا من التربة الصقيعية هناك ويهدد بذوبانها.

  • ذوبان المواد العضوية المجمدة

ذوبان الكثير من المواد العضوية المجمدة، و تحلل معظمها إلى ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يزيد من تأثير غازات الاحتباس الحراري.

  • إطلاق نفايات خطرة

إطلاق نفايات خطرة من حقبة الحرب الباردة ، مما يؤدي إلى الإضرار بالنظم البيئية وتعريض الحياة البرية للخطر.

  • عودة ظهور الفيروسات الكامنة

يمكن أن يستعيد الفيروس قوته ويصبح معديًا بمجرد إحيائه واستعادته للنشاط، مثل فيروس الجدرى، حيث لوحظ وجود فيروس الجدري في أجساد المدفونين في التربة الصقيعية، ولكن "تسلسلات جينية جزئية فقط" بحيث لا يمكن أن تصيب أي شخص.

ومع ذلك، فإن فيروس الجدري يعيش جيدًا عند التجميد عند درجة حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر، ولكنه يظل كذلك لعقود قليلة وليس لقرون .

كما يوضح خبير علم الفيروسات، أنه يمكن ظهور سلالات قديمة من فيروسات الإنفلونزا التي سببت أوبئة فتاكة مثل ضحايا الأنفلونزا الأسبانية التي قتلت حوالى 50 مليونًا سنة  1918.

  • تهديد الصحة العامة

يعيش في القطب الشمال 3.6  مليون شخص، لكن في عالم اليوم الفيروسات الجديدة أصبحت لا تعترف بالحدود وتعبر القارات، ولا نعرف ماهى سلوكيات الفيروسات العائدة للحياة في البشر حالياً، لذلك يجب الحذر وإتباع الإجراءات الوقائية من كافة الفيروسات.

المناعة الدرع الواقي للفيروسات

ويؤكد الدكتور مجدي بدران، أنه كان يعتقد في الماضي أن العدوى الفيروسية تسبب مرضًا حادًا، ولكن تم التعرف على العديد من التوابع المرضية لعدوى الفيروسات التي ربما تمر دون أعراض منها، فالعدوى بدون أعراض عدوى مستمرة والشفاء منها يعنى تخلص الجهاز المناعي من الفيروسات وأن الجسم أصبح خاليًا منها، ولهذا ستظل المناعة الدرع الواقي من الفيروسات.

وحتى الآن أي وباء سينجم عن الميكروبات المسببة للأمراض التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، يمكن السيطرة عليها بسرعة بالعديد من الأدوية الحديثة المتوفرة حالياً، لذلك يجب الحد من تغير المناخ لمخاطر ذلك على التوازن البيولوجى على كوكب الأرض.


الفيروس الزومبيالفيروس الزومبي
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة