تحل اليوم ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، تلك الحرب التي أسماها المصريون حرب العزة والكرامة، بعد استعادتهم عبرها أرض سيناء الحبيبة التي سُليبَت في 1967م وسُلبت أيضًا الجولان من سوريا، والضفة الغربية من الأردن، إلا أن مصر، الدولة الوحيدة التي استعادت أرضها، وعلمت العالم كيف تُدار الحروب، ولقنت العدو الإسرائيلي ، درسًا لن ينساه في كيف يكون النصر بعد الهزيمة التي بقيت مرارتها 6 سنوات منذ 1967م تحمل فيها الشعب المصري أزمات متتابعة كانت في مقدمتها نقص الأكل والأغذية لكنه وكعادته، لم يتذمر، بل وقف بطلًا ينضم بصلابته وإرادته إلى صفوف القوات المسلحة التي اقتنصت النصر في 1973م وأعادت للأمة العربية كرامتها، ولعل في ذكرى انتصارات هذه الحرب المجيدة دروسًا مستفادة يتقدمها الصوم، أسمى العبادات البدنية الذي كان مفتاح النصر في حرب أكتوبر 1973م ومعه هتاف (الله أكبر) الذي كان صرخة مدوية هزمت بقوة الإيمان - التي انطلقت منها - العدو الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
موضوعات مقترحة
حرب العاشر من رمضان
يقول اللواء سمير فرج، الخبير العسكري، ومدير الشئون المعنوية الأسبق، إن العاشر من رمضان، أغلى ذكرى عزيزة على الشعب المصري في العصر الحديث، لأنها محت هزيمة 5 يونيو 1967م، وأعادت للقوات المسلحة كرامتها، وحققت انتصارًا على العدو الإسرائيلي الذي لا يُقهر.
ويضيف مدير الشئون العسكرية الأسبق، أن انتصار العاشر من رمضان، أعاد لمصير سيناء العزيزة، قائلًا :" في 1967 خسرت مصر سيناء، وخسرت سوريا الجولان، وخسرت الأردن الضفة الغربية، ولكن الدولة الوحيدة التي استعادت أرضها هي مصر.
انتصار مصر في حرب العزة والكرامة
استعادة سيناء
ويشير الخبير العسكري، إلى أن مصر استعادت سيناء العزيزة في حرب العاشر من رمضان، بالمعركة السياسية التي أدارها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وبالحرب القانونية التي أدارها الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بعودة طابا، وبما فعله الرئيس السيسي العام الماضي بعودة سيادة القوات المسلحة حتى الحدود الدولية لمصر في سيناء، لأن معاهدة كامب ديفيد كانت لا تعطي لمصر الحق إلا في التواجد في المنطقة أ ولكن اليوم مصر أصبحت تسيطر على سيناء بالكامل.
ويقول الخبير العسكري، إن من أهم الدروس المستفادة من انتصارات العاشر من رمضان، أننا قدمنا دروسًا جديدة في العلم العسكري في العالم، لافتًا في ذلك إلى قصة إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات أمام بورسعيد، الأمر الذي غير مفاهيم التسليح، والتكتيكات العسكرية البحرية، في العالم كله.
انتصار مصر في حرب العزة والكرامة
مفاهيم القتال
ويضيف اللواء سمير فرج، أن إنشاء حائط الصواريخ المصري، غير مفاهيم الدفاع الجوي في العالم كله، وأن عبور المشاة بدون دبابات لقناة السويس، وصد الاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية، أيضًا غير مفاهيم القتال في العقائد العسكرية، في العالم كله.
الشعب المصري
ومن هنا تأتي أهمية حرب العاشر من رمضان، عسكريا، وسياسيا، أما على المستوى الاجتماعي، فقد كان للشعب المصري، بحسب اللواء سمير فرج، دور كبير في هذه الحرب، حيث تم تهجير مدن بالكامل، بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، ولم يتضرر أحد، ولم يتذمر أحد، علاوة على تحمل الشعب المصري 6 سنوات في حرب الاستنزاف من نقص الأكل، والأغذية، ولم يتذمر أحد، قائلًا: " كل ذلك أدى إلى نجاح حرب أكتوبر، في العاشر من رمضان".
كورونا والحرب الروسية الأوكرانية
ويقول اللواء سمير فرج، من خلال "بوابة الأهرام"، في هذه المناسبة، وهذه الذكرى الغالية للنصر العظيم، إن الشعب المصري تظهر قوته في الأزمات، وفي عام 1965 م، في سنوات حرب الاستنزاف، ظهر معدن الشعب المصري، الذي تحمل إلى أن جاء نصر العاشر من رمضان، وحاليًا نحن في أزمة اقتصادية عالمية، بسبب فيروس كورونا الذي لحقت به الحرب الروسية الأوكرانية، نحن بحاجة إلى أن نتحمل هذه الأزمات المستوردة، وأن نقف مع الدولة كما حدث في حرب العاشر من رمضان.
اللواء سمير فرج
الصيام وانتصارات العاشر من رمضان
ويقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن نصر الله عز وجل للمصريين في حرب العاشر من رمضان، ومن عاونهم من شرفاء العرب، يأتي امتدادا لانتصارات باهرة في شهر رمضان، وعلى رأسها معركة بدر، وفتح مكة، ويرتبط هذا ببركة صدق النية، وإخلاص الطوية لله عز وجل، بأداء أسمى العبادات البدنية، ألا وهي الصيام.
الأزهر الشريف
ويضاف إلى ذلك، بحسب أستاذ الشريعة الإسلامية، الإيمان الراسخ بيقين التوكل على الله عز وجل، مع الأخذ بالأسباب، فالجيش المصري، وهم خير أجناد الأرض، أخذ بالأسباب الحسية بمختلف أنواعها، والمعنوية، كذلك، فقد بذلت الشئون المعنوية مع الأزهر الشريف، تعبئة صادقة، طيبة، لحض الجنود على الاستبسال، استردادا للأرض، ودفاعا عن العرض .
نصر اكتوبر العظيم
التصدي لشائعات العدو
يتابع أستاذ الشريعة الإسلامية فيقول، معلوم أن العقلاء والفطناء، يأخذون العبر، والعظات، من الأحداث، فمن ذلك الأخذ بالأسباب، فمنذ الاستعدادات، وحروب الاستنزاف من الرئيس جمال عبدالناصر، رحمه الله، والاستعدادات الجادة ذات الفطنة، من الرئيس محمد أنور السادات، رحمه الله، وتعاون جميع أفرع أسلحة القوات المسلحة، والروح الجهادية الحقة، وصمود الجبهة الداخلية للشعب المصري، الذي وقف بصلابة وراء القيادة السياسية، وتحمل ما لم يتحمله بشر من ضآلة بعض المواد التموينية، والتصدي لإشاعات العدو الصهيوني، والبسالة، والبراعة، في المقاتل المصري، وأيضا التلاحم العربي، وهذا يعطي القدوة والأسوة للمستضعفين في الأرض، مثل الفلسطنيين في الأراضي المحتلة .
الدكتور أحمد كريمة
وتأتي الاستعدادات المتواصلة لخير أجناد الأرض، والتدريبات، والعيون الساهرة، ومحبة الجندي المصري للرئيس عبدالفتاح السيسي، وزياراته التفقدية للمواقع العسكرية، وللشرطة المدنية، لتعطي نموذج رعاية القائد، للاستعدادات العسكرية في السلم، والحرب، على السواء.