سامح شكرى: هناك رغبة لتطوير العلاقات واستعادة الثقة على المستوى السياسي والاقتصادي
موضوعات مقترحة
السفير حسين هريدي: أمر جيد أن تعود العلاقات لتصبح علاقات بين دولتين لهما مصالح إستراتيجية فى الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
تشاووش أوغلو: نعمل على ترتيب لقاء قريب بين الرئيسين السيسي وأردوغان
جاءت زيارة وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو إلى القاهرة، وتصريحاته لتؤكد أن القاهرة وأنقرة، تسعيان لبدء صفحة جديدة فى العلاقات، لكن على أسس واضحة، من عدم التدخل فى الشئون الداخلية، ومراعاة المصالح لكلا البلدين، وهى خطوة ستتبعها خطوات مقبلة عديدة.
وأكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه أمر جيد أن تعود العلاقات بين مصر وتركيا، لتصبح علاقات طبيعية بين دولتين لهما مصالح إستراتيجية فى الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وأن تعمل هذه العلاقات فى إطار ميثاق الأمم المتحدة، وقواعد ومبادئ القانون الدولى.
أوضح السفير هريدى، أن مستقبل العلاقات، سيتوقف على موعد انتخابات الرئاسة التركية، والانتخابات العامة فى تركيا مايو المقبل، وبالتالى فعلينا أن ننتظر، ولا نعلق آمالا كبيرة على الموضوع، وننتظر نتائج هذه الانتخابات، لأن ذلك هو ما سيؤثر على كيفية إدارة تركيا لعلاقاتها، ليس فقط مع مصر، إنما مع الدول العربية ودول الشرق الأوسط، وهو ما سيكون له تأثيره أيضا على كيفية تعامل الحكومة التركية الجديدة، مع الأزمات الإقليمية فى ليبيا وسوريا والعراق، وطبيعة تعاملها مع تلك القضايا.
وحول إذا ما كان تحسن العلاقات المصرية - التركية، سيصب فى صالح ملفات، مثل الملف الليبى والسورى، أشار السفير حسين هريدى إلى أن موقف مصر من هذه الملفات معروف، والمهم أن نرى تغيرات فى الموقف التركى، وأعتقد أنه من الصعب تغيير الموقف التركى بالنسبة لليبيا، مثل أن توافق على سحب قواتها أو سحب ما تسميه بالمستشارين العسكريين، وهى تدعى أنها وقعت اتفاقية مع الحكومة الليبية، وبالتالى فهى لا تعتبر أن المستشارين التركيين قوات أجنبية، وكذلك هل من الممكن أن تتراجع تركيا عن اتفاقية تعديل الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا، ثم مذكرة التفاهم التى وقعتها فى العام الماضي، حول التنقيب عن البترول فى هذه المنطقة.
وأضاف أن هناك طلبا تركيا للتعاون مع مصر فى مجال الطاقة، وهو موضوع شائك، لأن البلدين عليهما أن يحددا المنطقة الاقتصادية بينهما، كما يوجد مطلب تركى للانضمام لمنطقة الغاز فى شرق البحر الأبيض المتوسط، موضحا أنه بصفة عامة، فإن هذه الزيارة تبشر بمرحلة جديدة فى العلاقات، سيكون عنوانها عودة العلاقات المصرية - التركية إلى طبيعتها وليس أكثر من ذلك.
والجدير بالذكر أن وزيرى الخارجية عقدا مؤتمرا صحفيا مهما، عقب مباحثاتهما الأحد الماضى، كان أهم ما فيه تعبير الجانبين عن سعادتهما لاستعادة مسار العلاقات، حيث أكد شكرى أهمية إطلاق استعادة مسار تلك العلاقات بين البلدين فى كل المناحى، وبدء مرحلة جديدة يكون لها مردودها الإيجابى على الشعبين لتحقيق مزيد من الاستقرار.
وأشار إلى أن هناك مباحثات تجرى حاليا، لرفع العلاقات إلى مستوى سفراء، حيث إنها حاليا فى مستوى قائمين بالأعمال، مؤكدا أن البلدين يصلان إلى رفع المستوى، وفقا لما سيأتى به هذا المسار من نتائج إيجابية.
وأوضح شكرى، أنه تم بحث الأوضاع الفلسطينية والأوضاع فى سوريا وليبيا والعراق، وكذلك العمل على مواجهة التحديات المشتركة ومكافحة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار والقدرة المشتركة لدى البلدين للتوصل إلى حلول للمشاكل القائمة، مضيفا أنه تم أيضاً بحث الأزمة الروسية - الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية والإقليمية على المستوى الدولى، وتم تبادل حديث معمق طرح فيه كل طرف رؤيته للأوضاع القائمة، وكيفية تجاوز العقبات لاستعادة الاستقرار ومواجهة التحديات.
وقال شكرى: إن هناك رغبة لتطوير العلاقات واستعادة الثقة على المستوى السياسى والاقتصادى، وقد حرصت مصر دوما على ألا يتم التأثير على نطاق العلاقات الاقتصادية، بل العكس قد نمت تلك العلاقات، حيث وصل التبادل التجارى بين البلدين إلى 9 مليارات دولار، وحجم الاستثمارات التركية فى مصر 2,5 مليار دولار، ووجود رجال الأعمال الأتراك، محل رعاية واهتمام، بخاصة أن العلاقات الاقتصادية تعود بالنفع المتبادل على البلدين.
ومن جانبه ذكر تشاووش أوغلو، وزير خارجية تركيا، أن هناك سعيا لترتيب قمة قريبة فى مصر، بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وقال وزير الخارجية التركى: “إنه جاء إلى مصر للعمل، وبحث ماذا يمكن أن تقدمه كل دولة، وذلك من خلال استمرار التواصل واللقاءات الثنائية بين مسئولى الدولتين للوصول إلى ما نسعى إليه”.
وأشار أوغلو، إلى أنه على الرغم من مرور العلاقات بين البلدين بفترة جمود فإنها دائما كانت علاقات مشتركة وقوية.
وأوضح وزير الخارجية التركى، أنه تم بحث القضية الفلسطينية، خاصة فى شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، وقال: “نسعى ألا تكون هناك اضطرابات فى المسجد الأقصى وفلسطين خلال هذا الشهر”.
وأضاف: “تواعدنا أن نكون يدا واحدة فى تقوية المساعى للعمل على ذلك».
وأشار وزير الخارجية التركى، إلى أن المباحثات تناولت الأزمة الروسية - الأوكرانية والمساعى، التى يمكن أن تقوم بها الدولتان، مشيرا إلى أن الحرب الروسية - الأوكرانية أثرت على بلدينا، محذرا من أن هذه الحرب يمكن أن تتسبب فى أزمة نووية، وقال: “ونسعى كلانا للعمل على الوصول لاتفاق”.
ولفت وزير الخارجية التركى تشاووش أوغلو النظر، إلى أن المباحثات تناولت أيضا الوضع فى العراق وسوريا ومكافحة الإرهاب الموجود فى سوريا الذى يعد قضية حساسة.
وقال أوغلو: “تحدثنا عن التنسيق لعقد لقاء قريبا بين الرئيسين ونسعى لتحقيق ذلك، كما تحدثنا عن تبادل الزيارات على المستوى الاستخباراتى، وعما يمكن بذله فى المرحلة المقبلة”.
وأضاف: “نسعى إلى لقاء قمة، قد يكون قبل أو بعد الانتخابات التركية”. وتابع: “يتم حاليا التنسيق والإعداد لهذه القمة، مؤكدا أن استعادة وتطبيع العلاقات، بعد تسع سنوات من التوقف، يجب أن تلقى كل الترحيب والسعى وسنعمل على تحقيق ذلك”.
وقال أوغلو: “إن استثمارات قوية بين البلدين، حيث حث الشركات التركية على زيادة ومضاعفة استثماراتها فى مصر” وأشار إلى أن الصادرات المصرية فى تركيا، تعد من أكبر الصادرات، معربا عن سعادة الحكومة التركية بهذا .
ولفت النظر إلى وجود استثمارات مصرية كبيرة فى تركيا، وهى نقطة يجب إلقاء الضوء عليها، معربا عن أمله فى تقوية وزيادة حجم هذا التعاون، وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ونوه الوزير التركى إلى أهمية العمل على تنمية قطاع السياحة بين البلدين، كما أكد أهمية عودة العلاقات الثقافية مرة أخرى، وقال: “نتمنى أن يتم مرة أخرى افتتاح المركز الثقافى التركى فى الإسكندرية”.