تشجيع الأطفال على الصيام في شهر رمضان، يعتبر خطوة ضرورية يجب أن تبدأ من الصغر لكن هناك بعض الأخطاء والأخطار التي تحدث عند اختيار سن خاطئ للبدء في الصوم، لذلك على الوالدين معرفة العديد من النصائح المهمة عندما يكون الطفل في سنة أولى صيام، لذلك من الضروري تجنب بعض الأخطار الواجب الحذر منها.
موضوعات مقترحة
نصائح سنة أولى صيام وعلامات تضطر الطفل في الصيام
يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية والأمم المتحدة، إن تعويد الطفل على الصيام في شهر رمضان يبدأ من خلال محاكاة المحيطين، وهو ما يسمى مرحلة القدوة والتقليد، حيث يقلد الطفل فعل السلوكيات كالكبار ويحدث ذلك حتى قبل السن المسموح له فيه بالصيام، لذلك إذا كان للطفل القدرة على الصيام فيجب تركه في حالة أن ذلك لا يضر بصحته في السن الصغير ، وفي المقابل لا يفضل إجبار الطفل على الصيام ولكن يجب التعامل معه تدريجيا في التعود على الصيام.
الدكتور جمال فرويز
"ولكن لا يعني البدء في تعويد الأطفال على الصيام أن لا يتم البدء في ذلك في سن صغيرة مثل مرحلة الحضانة على سبيل المثال، وعند التعود على الصيام يجب ألا يتم صيام الطفل لليوم كاملا، ولكن يجب التدرج بالصيام من الفجر حتى صلاة الظهر أولاً ثم في أيام الأخرى يمتد الصيام إلى العصر حتى نصل بالطفل إلى الصيام حتى أذان المغرب، ولا نستعجل في تطبيق هذا التدرج حتى لا نرهق الطفل.
ويكمل: إنه من الضروري تشجيع الطفل عند التعود على الصيام، من خلال الترغيب في إعداد الوجبات التي يفضلها على الإفطار، وكذلك يجب تشجيعه من الأسرة والثناء عليه بعد الصيام، ويجب مراعاة معرفة نفسية وعقلية الطفل وبناء عليها، يمكن البدء بالصيام عن الأطعمة أولا في بداية الصيام وفي المرحلة الثانية يتم منع المشروبات بعد ذلك، مع التركيز في اختيار الأغذية التي يحتاجها الطفل لكي تمده بالطاقة وخاصة عند تناول وجبة السحور، من خلال التنوع في العناصر الغذائية المقدمة للطفل، مع الابتعاد عن الأطعمة التي تتسبب في عطش الطفل،كما يجب ألا يقتصر الصيام على التعود فقط على منع الطعام والشراب، لكن يجب التعود أيضا على حب الطاعة والترغيب فيها، ويحدث ذلك من خلال اصطحاب الطفل إلى الصلاة وسماع الخطب التي تحببه في الطاعات.
متى يصبح الصيام خطرا على الطفل؟
تقول الدكتورة إيمان فودة أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس، إنه من الضروري تعويد الطفل على الصيام في شهر رمضان، لكن علينا الانتباه أن بعض الأطفال تتعرض للخطر عند الصيام، ومن هذه المخاطر التي قد تظهر ويتم بعدها توقف الصيام ، وهي إذا شعر الطفل بخمول واضح هنا ينبغي على الأم أن تراقب الحالة الصحية لطفلها أثناء صيامه، مع ضرورة كسر الصيام ، إذا وجدت أن الطفل يعاني من الدوخة أو الصداع أو التعب، وإذا ظهرت عليه أعراض النوم المتواصل لساعات طويلة أثناء النهار وهو صائم، مما يحتم ضرورة الانتباه بمتابعهة العلامات الخطر على صحة وجسم الطفل خاصة إذا كان الطفل يعاني من أمراض مزمنة.
الدكتورة إيمان فوده
"كما يجب الحذر عند ظهور الإرهاق الشديد على الطفل، وخاصة عند التعرض للشمس وعند الاستيقاظ المتواصل وعدم النوم لساعات كافية وخاصة مع أجواء رمضان مما يعرض الطفل إلى الإرهاق الشديد، ومن هنا يجب تجنب نقص السوائل في جسم الطفل وتقديم الأغذية التي تمده بالطاقة في وجبة السحور التي يجب ان تكون متنوعة، مع منع زيادة عدد الأصناف المقدمة للطفل من السكريات بأنواعها والإفراط فيها لأنها خطر على صحة الطفل، خاصة إذا كان الطفل يعاني من السمنة.
العمر المناسب لصيام الأطفال
وتشير الدكتورة إيمان فودة أستاذ طب الأطفال، إلى أن أفضل سنا لصيام الطفل، هو سن العاشرة لأنه هو العمر المسموح فيه بصيام شهر رمضان، حيث إن الطفل قبل سن العاشرة يحتاج إلى تناول الأطعمة والمشروبات الصحية على مدار اليوم، وذلك بهدف الحفاظ على معدل نموه، كما يفضل أن يهتم الآباء بتدريب أطفالهم على صيام رمضان خلال فترة الإجازة، حتى لا يواجه الطفل صعوبة كبيرة عند التعود على الصوم أثناء تواجده في المدرسة، ومن الضروري التحدث مع الطفل في سن السابعة عن كيفية الصيام وفوائده لصحة الجسم.
هل يصوم الطفل المريض بالأنيميا؟
تقول الدكتورة إيمان فودة استشاري طب الأطفال، يعاني مريض الأنيميا من فقر الدم، مما يؤثر الصيام على حالته عند تجاهل إرشادات الطبيب، لذلك تجب معرفة بعض التعليمات التي يجب عدم تجاهلها عند صيام الأطفال المصابين بالأنيميا، ومنها إن الأنيميا إذا كانت نسبتها 10 فيما فوق فهنا يصوم الطفل ولن يتعرض لأي مشكلة، أما الأطفال المصابون بأنيميا درجتها أقل من 10 يتم منعهم نهائيا من الصيام ، حتى لا تحدث مضاعفات شديدة للطفل خاصة أنه لن يقوى على الصيام في تلك الحالة.
ولكن من الضروري حرص الطفل على تناول الأدوية المقررة لعلاج الأنيميا تحت استشارة الطبيب، مع إعطاء الطفل الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الحديد كالكبد، والعسل الأسود، والجرجير سواء على مائدة الإفطار والسحور، وذلك بهدف إعطاء الجسم الحديد الذي يحتاجه لأنه يساعد في علاج الأنيميا وتجنب الأعراض وحدتها في أثناء الصيام.
وتكمل: استشاري طب الأطفال، أنه يفضل عدم وجود مجهود زائد للأطفال المصابين بالأنيميا في نهار رمضان لتجنب زيادة المضاعفات.
نصائح غذائية للأطفال الصائمين في رمضان
يقول الدكتور أحمد إسماعيل استشاري التغذية العلاجية، يجب عند تقديم وجبات للطفل الصائم، أن تكون الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية والمعادن للطفل وذلك على الإفطار والسحور، مثل الخضراوات والفواكه والبقوليات ومنتجات الألبان.
الدكتورأحمد إسماعيل
كما يجب الحفاظ على ترطيب جسد الطفل، من خلال تناول 8 إلى 12 كوبًا من المشروبات الصحية للطفل يوميا ، خاصة الماء والعصائر الطبيعية غير المحلاة، وذلك في الفترة ما بين الإفطار والسحور، بهدف حماية الطفل وتقليل خطر إصابته بالجفاف، كما يفضل طهي الأطعمة المقدمة للطفل بطرق صحية، مثل السلق أو الشوي، لأن القلي يكسب الطعام نسبة عالية من الدهون المشبعة ويزيد محتواه من السعرات الحرارية.
ويكمل: أنه من الضروري إعطاء الطفل الفواكه أو الشوكولاتة الداكنة أو الزبادي المحلى بعسل النحل، مع الابتعاد عن إعطاء الطفل الحلويات الرمضانية، ويفضل تأخير وجبة السحور للطفل، لضمان عدم شعوره بالجوع أثناء الصيام.
الصيام باختلاف بنية الأطفال
يقول الشيخ علي مصطفى من علماء الأزهر الشريف، إن السن الذي يبدأ الوالدان فيه بتعليم أولادهما الصيام ، هو سن الإطاقة للصيام، وهو يختلف باختلاف بنية الولد، وقد حدده بعض العلماء بسن العاشرة، كما لا يجب الصيام على الطفل الصغير حتى يصل سن البلوغ ، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ»، ورغم ذلك فينبغي أمر الصبي بالصيام حتى يعتاده، ولأنه يكتب له الأعمال الصالحة التي يفعلها.
الشيخ علي مصطفى
ونظرا لأن المسلم مخاطب ومكلف من وقت بلوغه أن يلتزم بهذه الأركان التي منها صيام شهر رمضان ويكون البلوغ بالاحتلام أو بلوغ خمس عشرة سنة قمرية حتى لو لم يحتلم.
حكم صيام الطفل قبل البلوغ
يقول الشيخ على مصطفى ، حول حكم صيام الطفل قبل البلوغ، أن التكليف عموما مرتبط بالقدرة على التكليف، وهذا مرتبطا بالبلوغ والعقل، كما أنه من المحبب أن نعوِد الأطفال قبل البلوغ على الصلاة والصيام، وكذلك اصطحابهم في العمرة أو الحج دون إجبار أو إرهاق.
كما اختلف الفقهاء في سن التكليف لصيام للأطفال، حيث أكد المالكية وبعض الحنفية أن من بلغ خمس عشرة سنة قمرية؛ فقد بلغ سن التكليف كما عند جمهور أهل العلم من الشافعية والحنابلة، وبذلك يوجب عليهم صيام رمضان، وعلى من أفطر أياما في هذه السن يجب عليه قضاؤها قبل مجيء رمضان الذي يليه، وأن يقضيه قبل دخول رمضان المقبل، فإذا فرط في القضاء حتى دخل عليه رمضان فعليه مع القضاء الكفارة الصغرى، وهي إطعام مسكين عن كل يوم، عند جمهور أهل العلم، ومنهم المالكية كما جاء في الموسوعة الفقهية والتي جاء فيها " اختلفوا فيمن أخر قضاء رمضان حتى دخل رمضان آخر بغير عذر، هل تجب عليه الفدية مع القضاء أو لا؟ فذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشّافعية والحنابلة، إلى لزوم الفدية مع القضاء، وهي إخراج طعام عن كل يوم.
إجبار الطفل على صيام رمضان
ويضيف الشيخ على مصطفى ، من المستحب أن نحفز الأطفال على الصيام منذ صغرهم ونعودهم عليه، من خلال التدرج في عدد ساعات الصيام، حيث يمكنهم أن يصوموا نصف مدة الصيام المقررة شرعا، ثم الصيام ليوم كامل، مع إفطار اليوم الذي يليه، وذلك حسب طاقتهم واستطاعتهم، وذلك حتى يسهل عليهم الصيام عندما يكلفون به، لأنهم تعودوا على حب عبادة الصيام منذ صغرهم فيحرصون عليها بأنفسهم عندما يكبرون ولا يضيعونها، وهذه الطريقة تكون أفضل من إجبار الطفل على الصيام .
طرق تعويد الأطفال على الصيام
ويقول الشيخ علي مصطفى، هناك عدة طرق يتم إتباعها لكي ينتظم الطفل في أمور الصيام ، منها:
1-الحديث مع الأطفال بفضائل الصيام وأنه سبب مهم من أسباب دخول الجنة، وأن في الجنة باباً يسمى الريان يدخل منه الصائمون
2-صيام بعض النهار، وتزداد المدة شيئاً فشيئا.
3- التعويد المسبق على الصيام ، كصيام بضعة أيام من شهر شعبان ؛ حتى لا يفاجئهم الصوم في رمضان .
4- تأخير السحور إلى آخر الليل، ففي ذلك إعانة لهم على صيام النهار .
5- الثناء عليهم أمام الأسرة عند الإفطار، وعند السحور ، فمن شأن ذلك أن يرفع معنوياتهم.
6- بذل روح التنافس لمن عنده أكثر من طفل ، مع ضرورة عدم تأنيب المتخلف .
7- إلهاء من يجوع منهم بالنوم ، أو بألعاب مباحة ليس فيها بذل جهد ، كما كان الصحابة الكرام يفعلون مع صبيانهم ، وهناك برامج أطفال مناسبة، وأفلام كرتونية محافظة في القنوات الإسلامية الموثوقة ، يمكن إشغالهم بها.
8- من الضروري اصطحاب الأب لأطفاله بعد صلاة العصر للبقاء في المسجد لقراءة القرآن، وذكر الله.
9- تخصيص الزيارات لأسر يصوم أولادهم الصغار بهدف تشجيع الأطفال على الاستمرار في الصيام.
ولكن علينا أن ننتبه إذا ظهرت أعراض الجهد على الطفل هنا لا يجب الإصرار على إكمال الصوم ؛ حتى لا يتسبب ذلك في كرهه للصيام والعبادة ، حتى لا يتسبب له في الكذب، أو في حدوث مضاعفات مرضية، رغم أنه قد يكون في مرحلة عمرية يعتبر ليس من المكلفين فيها، لذلك يجب عدم التشدد في أمر الطفل بالصيام.
نصائح لتدريب الطفل على صيام رمضان
ويضيف الشيخ علي مصطفى، أن هناك بعض الطرق التي تساعد على تدريب الطفل على صيام شهر رمضان، وهي كالتالي
1- تحدث مع الطفل عن فضائل الصيام، وأنه سبب مهم من أسباب دخول الجنة من يسمى "الريان" يدخل منه الصائمين.
2- تزكية روح المنافسة بين الطفل وبين أقرانه أو من هم دون سنه.
3- يجب الابتعاد عن التأنيب ومعايرة الطفل بأنه فاطر، في حالة إذا ما تخلف عن الصيام أو صام للظهيرة، مع عدم السماح لأحد أن يفعل ذلك معه.
5- تدريب الطفل على الصوم الصحيح والصلاة معا، حتى يتعود على ذلك.
6- ساعد الطفل في التغلب على جوعه من خلال إلهائه بالنوم، أو بألعاب ليس فيها بذل مجهود، أو بمشاهدة أفلام الكرتون.
7- استغلال وقت الصيام في تشجيع الطفل على عمل الخير، ومن الضروري أن تخبر الطفل أن عمل الخير في رمضان يُضاعف من أجر الصائم مثل قراءة القرآن، وصلة الأرحام، ومساعدة الأم بالمنزل.
8 – ومن الضروري تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الطفل، فيما يتعلق بالصوم أنه ليس مجرد جوع وعطش، ولكن الصيام هو البعد عن كل ما يغضب الله، مع ضرورة التحلي بمكارم الأخلاق.
9- الإفطار مع العائلة في وقت المغرب، حتى ولم يكن صائما أو أنه قد صام ساعات قليلة.
10- ترغيب الطفل على الصيام من خلال السماح له بأن يدعو أصدقاءه للإفطار معه يوما ولو حتى خارج المنزل.