تطورت صناعة الفانوس بشكل كبير، وتعددت أنواعه وطرق تشغيله، بخاصة مع اهتمام بعض الدول بصناعة الفانوس وتصديره إلى بلادنا، ما خلق منافسة حادة بين الفانوس المصرى بشكله التقليدى، وبين الفانوس العصرى بتجهيزاته المبهرة التى تجذب إليه الأنظار لقدرته على الحركة، وترديد الأغانى وتنوع إضاءته التى تعتمد على البطاريات، وعلى الرغم من الكثير من التحديات التى تواجه صناعة الفانوس فإنه يظل رمزا لشهر رمضان المبارك.
موضوعات مقترحة
«بوابة الأهرام» التقت عم جمال صابر محمود، أشهر صانعي الفوانيس فى منطقة القيسارية بمدينة سوهاج، للتعرف على كيفية صناعة الفانوس، ومراحل تطوره، وقدرته على المنافسة فى عصرنا الحالى.
مهنة صناعة الفانوس
يقول جمال صابر، إنه ورث المهنة من والده وجده منذ طفولته، حيث كان يقضى وقته عقب انتهاء يومه الدراسى فى ورشة جده، ليشاهده وهو يصنع الفانوس، بينما يقوم والده بمساعدته، وظل عشقه للمهنة يتعمق بداخله حتى انتهى من دراسته عام 1975، وحصل على دبلوم الصنايع، واتخذ قراره بأن تكون مهنته هى نفسها مهنة والده وجده، بخاصة أنه أتقن الكثير من فنونها خلال سنواته الماضية.
تطور صناعة الفوانيس
ويشير «جمال» إلى أن صناعة الفانوس مرت بالعديد من المراحل للخروج به من الشكل النمطى القديم، والتى كان الفانوس فيها عبارة عن علبة من الصفيح المغلقة، ولها باب يفتح لتوضع بداخله شمعة، وليس له أى شكل جمالى يميزه، ومع مرور السنين ظهرت الحاجة إلى تغيير شكل الفانوس، حيث تم دمج الزجاج مع الصفيح، مع عمل بعض الفتحات التي توفر التهوية لتساعد الشمعة على الاستمرار فى الاشتعال، ثم بدأت مرحلة أخرى تم فيها تشكيل الصفيح وتلوين الزجاج، ووضع بعض النقوش والأشكال المرتبطة بشهر رمضان، كالهلال والنجمة، لافتا إلى أن كافة أعمال التطوير والتغيير تتم يدويا، مما يتطلب أيدى ماهرة فى صناعته باستخدام المخلفات الزجاجية والمعدنية.
مراحل إنتاج الفانوس المصري
وعن مراحل إنتاج الفانوس، يقول «جمال» إن الفانوس الواحد يمر بخمس مراحل حتى يخرج فى صورته النهائية، تبدأ بقص وتشكيل الصفيح، ومرحلة تقطيع الزجاج حسب النوع والمقاس، ومرحلة اللحام، ومرحلة التلوين، ثم تركيب اليد التى يعلق منها الفانوس، وكل مرحلة من هذه المراحل يختص عامل فى الورشة بالقيام بها، ومع مرور السنين ظهر الفانوس الكهربائى المصنوع من البلاستيك، والذي يعتمد في إضاءته على حجر البطارية واللمبة بدلا من الشمعة، ثم توالت الاختراعات مع دخول الصين فى عالم صناعة الفوانيس، ليظهرالفانوس الصينى، الذى يجمع بين الإضاءة والأغانى الرمضانية، كما اتخذ الفانوس الصينى أشكالاً تختلف عن شكل الفانوس الذى اعتدنا عليه، لدرجة أنه أصبح قريبا من اللعبة التى يلهو بها الأطفال.
معوقات صناعة الفانوس
وعن معوقات صناعة الفانوس، يقول عم جمال إن المشكلة التى تمثل أبرز عوائق صناعة الفانوس هى أنها صناعة موسمية ترتبط بشهر رمضان الكريم، وهذا أدى إلى قلة الصناع الذين يمتهنون هذه المهنة لعدم قدرتهم على العمل طوال العام، وارتفاع يومية العامل، كما أن ارتفاع تكلفة المادة الخام أدت إلى ارتفاع تكلفته، واتجاه الناس إلى شراء الفانوس الصينى بشكله الجذاب، وإمكانياته المرتفعة، مما أدى إلى انخفاض نسبة المبيعات إلى 60% خاصة مع ارتفاع سعره الذى يتراوح ما بين 40 الى 200 جنيه حسب حجم الفانوس.
احتفاظ الفانوس المصري بمكانته رغم التحديات
ويؤكد «جمال» احتفاظ الفانوس المصرى بمكانته رغم هذه التحديات، فى ظل إقبال المواطنين على شرائه سواء كانوا مسلمين أو أقباطا، وهذا ليس غريبا على المجتمع المصرى الذى يحتفل بجميع المناسبات سواء كانت تخص المسلمين أو الأقباط، ويكفى أن يعرف الجميع أن هناك بعض الأقباط يقومون بشراء الفوانيس وتقديمها كهديا لإخوانهم المسلمين، فضلا عن قيام بعض السائحين الصنيين بزيارته فى الورشة ، للتعرف على أسرار مهنة صناعة الفوانيس، ونقل هذه الخبرات لبلادهم للعمل على تطوير صناعة الفانوس.
مراحل صناعة فانوس رمضان
مراحل صناعة فانوس رمضان
مراحل صناعة فانوس رمضان
مراحل صناعة فانوس رمضان
مراحل صناعة فانوس رمضان