شهر الطاعات وتجنيد الطاقات.. كيف تفوز بثواب رمضان وتتجنب الوقوع في محظورات الصيام؟

22-3-2023 | 19:14
شهر الطاعات وتجنيد الطاقات كيف تفوز بثواب رمضان وتتجنب الوقوع في محظورات الصيام؟أجواء شهر رمضان الكريم
داليا عطية

حل شهر الصوم، شهر الإحسان، شهر الخير والبركات، شهر رمضان الكريم الذي تنزلت فيه الملائكة، وأنزل الله فيه القرآن، وجعل فيه ليلة القدر، وخصص للصائمين باب في الجنة لا يدخل منه أحد غيرهم، وشهر رمضان شهر القرب من الله عز وجل، وشهر الطاعات والحسنات والتوبة والمغفرة، وحتى يفوز المسلم بثواب وفضل الشهر المبارك، تقدم "بوابة الأهرام"، مميزات الشهر الكريم والمستحب فيه وكيف كان يستقبله الرسول الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، فضلًا عن المحظورات التي تفسد الصيام.

موضوعات مقترحة
أجواء شهر رمضان الكريم

فضائل الشهر الكريم

من المقرر شرعا، بحسب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، أن هناك خصوصية لبعض الأزمنة، وبعض الأمكنة، وبعض الأشخاص، وبعض الأوقات، وقد جمع الله فضائل وشمائل لشهر رمضان، وهو سيد الشهور، وفيه قمة القربات، والعبادات، والطاعات.

باب الريان

وقد نبأ الله في شهر رمضان، النبي محمدا، صلى الله عليه وسلم، في ليلة القدر الأولى، في غار حراء، وجعل الله تعالى بابًا اسمه الريان، من أبواب الجنة، يقول الحديث الشريف، إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد.

كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟

ومن أجل ذلك، كان النبي صلى الله عليه وسلم، يبشر المسلمين بقدوم شهر رمضان، وكان يغتنمه بصيام نهاره، وقيام ليله، ومدارسة القرآن الكريم فيه.

ماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان؟

وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يبذل الجود في شهر رمضان، والسخاء، روى البخاري في صحيحه، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيُدارسه القرآن، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسَلة"

أجواء شهر رمضان الكريم

كيف تغتنم شهر رمضان ؟

وأجزاء رمضان، سواء بالليل أو النهار، يقول عنها أستاذ الشريعة الإسلامية، إنها أجزاء مُفضّلة، مُشرّفة، تُغتنم في تلاوة القرءان، والأذكار الشرعية، والأدعية المأثورة.

تجنيد الطاقات للفوز بالحسنات

يقول أستاذ الشريعة الإسلامية، على الإنسان أن يستشعر في شهر رمضان، أنه في (متجر الصالحين، وميدان المتسابقين، ومغتسل التائبين، وهو معسكر إيماني لتجنيد الطاقات، وتعبئة الإرادات، وتقوية العزائم، لتحصيل الآمال الكبار)، لافتًا إلى الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كانت أول ليلة من رمضان، نادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر)، رواه بن ماجه.

سابقوا إلى مغفرة من ربكم

يتابع أستاذ الشريعة الإسلامية، فيقول، هذا هو المِنهاج، والمأمول في شهر رمضان المبارك، من الذين يُطبّقون قول الله تعالى :"وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"، وقول الله تعالى :" سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم". 

فاستبقوا الخيرات

يشير أيضًا أستاذ الشريعة الإسلامية إلى قول الله تعالى :" وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا، فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ، أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا، إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، وقوله عز وجل :" خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ".

إطعام الطعام

ويخاطب أستاذ الشريعة الإسلامية، من خلال "بوابة الأهرام"، القادرين من الناس، ممن لديهم القدرة المالية على مساعدة الغير ومد يد العون لهم، بإطعام الطعام، في هذا الشهر الكريم المبارك، الذي تتضاعف فيه الحسنات، ويتضاعف فيه الأجر والثواب، قائلًا :" في الظروف التي تمر بها البلاد والعباد حاليًا، أدعو القادرين ماديًا لإطعام الطعام، خاصةً للأسر المتعففة".

أجواء شهر رمضان الكريم

فعل الخيرات

ويلفت في ذلك، أستاذ الشريعة الإسلامية، إلى الحديث الشريف، من نفَّسَ عن مسلمٍ كُربةً مِن كُربِ الدُّنيا، نفَّسَ اللَّهُ عنهُ كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومن يسَّرَ على مُعسرٍ في الدُّنيا، يسَّرَ اللَّهُ عليهِ في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَترَ على مُسلمٍ في الدُّنيا، سترَ اللَّهُ علَيهِ في الدُّنيا والآخرةِ، واللَّهُ في عونِ العَبدِ، ما كانَ العَبدُ في عونِ أخيهِ.

محظورات الصيام

ويحذر أستاذ الشريعة الإسلامية، من محظورات الصيام، التي تفسده على صاحبه، وتفقده الأجر، أو تقلل من الثواب، وهي سلوكيات وعادات مكروهه لما لها من أثر سلبي وسيء على النفس البشرية، وعلى الإنسان الذي يُلقى بها، وهي الغيبة، والنميمة، والكذب، والغش، والضيق، ومساوئ الأخلاق.

الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: