نافالني ينتصر في جبهة هوليوود

21-3-2023 | 17:19
الأهرام العربي نقلاً عن

إلكسي نافالني، محام روسي، يقضى عقوبة السجن أحد عشر عامًا في سجن من سجون روسيا، بتهمة جنائية حسب رواية روسيا الرسمية.

 تخلع عليه وسائل الإعلام الغربية لقب «ناشط سياسي» كوظيفة معتمدة، وتصفه بالأيقونة الليبرالية!

 فريق صحافي استقصائي من قناة «سي. إن. إن» الأمريكية ينتج  فيلمًا وثائقيًا بعنوان «نافالني»، تستقبله المهرجانات السينمائية الدولية باحتفاء إعلامي وثقافي، ويفوز بالجوائز الكبرى.

هوليوود، مدينة السينما العالمية تضع بصمتها الأخيرة، وتمنحه جائزة الأوسكار في الدورة الخامسة والتسعين، كأهم فيلم وثائقي، وبصمة هوليوود تختلف عن أي بصمة أخرى، وعن أي مهرجان سينمائي آخر حتى لو كان دوليًا.

فجائزة الأوسكار من هوليوود هي جسر الخلود، فور الحصول عليها يصبح أي ممثل، أو مخرج، أو موسيقي، أو كاتب سيناريو، في مصاف القديسين، ونافالني يحوز اللقب الآن.

قبل اندلاع المسألة الأوكرانية بقليل، كنت تناولت بالكتابة قصة نافالني، مسمار جحا الغربى فى بلاد الروس، وكيف أن الغرب يصنع أبطالا على المسرح الدولي، ويمنحهم الجوائز، ويصل بهم إلى مرتبة القداسة، لأهداف كان قد وضعها منذ زمن بعيد للهيمنة على ثقافات الشعوب، وتغييرها بالثورات الملونة أو الفوضى أو المنشقين.

 كان نافالني أحد الداعمين للربيع العربي عام 2011، وهدد السلطة الروسية آنذاك بأنها ستواجه مثل هذا الربيع، بعد تصريحاته تلك وصفته وسائل الإعلام الغربية بأحد الليبراليين الأتقياء.

وصف الليبرالي التقي قد لا يكون دقيقًا، فالليبراليون الروس يصفونه بالقومي المتعصب، ودعوا منظمة العفو الدولية إلى حذف اسمه من قائمة الأولى بالرعاية، كأحد الليبراليين الأتقياء، وبالفعل حذفته المنظمة من سجلات الأتقياء، فقد اكتشفت أنه “قومي” يحب بلاده، وأنه يدعم ضم القرم إلى روسيا.  

صناع فيلم نافالني لم يخرجوا عن سياق غربي معتاد، طالما استمر هذا الاعتياد بنفس الأدوات دون تغيير، حين يقرر الغرب صناعة نجوم «الانشقاق».

يكشف كتاب “من يدفع  للزمار - الحرب الباردة الثقافية - المخابرات المركزية الأمريكية وعالم الفنون والآداب” للباحثة البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز، وترجمه إلى العربية منذ سنوات طويلة، الكاتب والمترجم طلعت الشايب، أن الغرب يصنع الأسماء الكبيرة فى ظلام الغرف المنسية، ويجعلنا نتخذها أيقونات نبوية!

من المدهش أن يفاجأ أي شخص بالاحتفاء بالسيد نافالني، فقد استطاع الغرب وبنفس الأدوات أن يدفع المئات من الكتاب السوفييت إلى الانشقاق، ويمنحهم الجوائز الدولية، وينشر أشعارهم، ورواياتهم على نطاق واسع، ويصورها سينمائيا، ويمنحهم جوائز نوبل للآداب.

يقول ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن فوز فيلم نافالني الوثائقي بجائزة الأوسكار يظهر مدى التسييس الذي تخضع له جوائز الأوسكار في هوليوود، وأنها معتادة على التسييس.

كان نافالني قد تعرض إلى التسميم في روسيا، وعولج فى ألمانيا، وعاد إلى روسيا، وتم القبض عليه بتهمة جنائية، لكن الغرب لا يرغب في تصديق هذه الرواية، فالسيد نافالني أيقونة جديدة تضاف إلى سلسلة طويلة من المنشقين، ولا يجوز التفريط في الأيقونات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة