Close ad

«مجمع السخنة».. نقلة فى صناعة السماد.. يوفر 7 آلاف فرصة عمل ويزيد العائد الدولاري من التصدير

20-3-2023 | 16:43
;مجمع السخنة; نقلة فى صناعة السماد يوفر  آلاف فرصة عمل ويزيد العائد الدولاري من التصديرافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة
متابعة: علاء عبد الحسيب
الأهرام التعاوني نقلاً عن

 يمنع الاختناقات الموسمية في منظومة التوزيع يغطى احتياجات المشروعات القومية ويقلل فاتورة إنتاج المحاصيل 

موضوعات مقترحة

الخبراء والمختصون والمعنيون بالقطاع الزراعي في مصر، اتفقوا جميعًا في أكثر من لقاء وحدث على حزمة من المحاور والتوصيات المهمة لتوطين صناعة السماد في مصر، ومواجهة الأزمات المتكررة والاختناقات المتعلقة بعجز الأسمدة التي يشهدها القطاع الزراعي كل موسم.

وكان على رأس هذه المحاور أهمية التوسع في إنتاج وتصنيع السماد، والاعتماد على بدائل قوية للسماد وما أكثرها، علاوة على إلزام القطاع الخاص بتخصيص المقررات المطلوبة للسوق المحلية، ودعم فاتورة الصادرات المصرية من السماد لأسواق العالم.

لكن يبدو أن المحور الرئيسي والأهم الاعتماد على التصنيع المحلي وتوفير المقررات المطلوبة للمزارعين كان الأهم، وقد كانت أولى خطوات الحكومة في هذا الصدد الإعلان عن افتتاح أكبر مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية التابع لشركة النصر للكيماويات الوسيطة بالعين السخنة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار رجال الدولة المصرية.

ولعل افتتاح مشروع بهذا الحجم لإنتاج السماد الأزوتي، كان بداية موفقة وقوية في تاريخ الدولة المصرية لزيادة حجم الإنتاج، وتوفير المستلزمات الزراعية المطلوبة التي تغطي احتياجات حزمة المشروعات الزراعية القومية، والتي نجحت الدولة المصرية السنوات الأخيرة في تنفيذها، على رأسها مشروع الدلتا الجديدة في قلب صحراء الضبعة، وأراضي مشروع استزراع واستصلاح الـ1.5 مليون فدان، ومشروع الـ100 ألف فدان صوبة زراعية التي نجحت الدولة في افتتاح مراحله الأولى بمنطقتي العاشر من رمضان ومنطقة قاعدة محمد نجيب العسكرية في منطقة الحمام، إضافة إلى المناطق والمشروعات التي تم زراعتها مؤخرًا في الوادي الجديد وتوشكي، والمناطق الجديدة بمحافظات الصعيد.

مشروع مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة الذي تم إنشاؤه على مساحة 285 فدانًا، يستهدف مواجهة أزمة نقص المقررات، وتوفير احتياجات آلاف الأفدنة بالمناطق الجديدة والمشروعات الزراعية القومية التي نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، كما تم تجهيزه بأحدث معدات التصنيع والتقنيات المتطورة في مجال إنتاج السماد بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية، كما يضم المجمع 6 مصانع متنوعة لإنتاج أصناف مختلفة من السماد، ويستهدف دعم السوق المحلي بالكميات المطلوبة، إضافة إلى التصدير للخارج لتقليل الاعتماد على الدولار، وإدخال العملة الصعبة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم.

المشروع العملاق تديره شركة النصر للكيماويات إحدى أهم الشركات التابعة لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، وهي رائدة في إنتاج وتصنيع الكيماويات والسماد في مصر ومنطقة الشرق الأوسط يصل حجم إنتاجها من السماد ما يقرب من مليون و720 ألف طن سنويًا، كما يضم مجموعة من المصانع، عبارة عن مصانع متخصصة في تصنيع العديد من المنتجات المتعلقة بهذا التخصص، منها إعادة تصنيع خام الفوسفات والاستفادة منه في تصنيع وإنتاج السماد، إضافة إلى مقر لمحطة متكاملة لتحلية المياه القادمة من البحر الأحمر، إضافة إلى إنشاء منطقة متخصصة في أرض المجمع لاستخدامها في تصدير المنتجات، كما تمتلك الشركة مجموعة من المصانع المتخصصة في إنتاج الغازات الطبية والمبيدات الحشرية، والمنسوجات والورق والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية للمستشفيات.

المرحلة الأولى من مجمع مصانع الأسمدة بالمنطقة الصناعية في العين السخنة كان قد تم افتتاحها منذ أربع سنوات، كما يتنوع إنتاج المجمع لمجموعة من المنتجات السمادية الفوسفاتية، منها إنتاج الأمونيا واليوريا وحامض النيتريك ونترات النشادر والنشادر الجيرية، حيث يستهدف مصنع الأمونيا إنتاج 400 ألف طن سنويًّا ومصنع إنتــاج اليوريا السائلة بطاقة 300 ألف طن سنويًّا ومصنع إنتاج اليوريا المحببة بطاقة 300 ألف طن سنويًّا إلى جانب مصنع إنتاج حامض النيتريك بطاقة 165 ألف طن سنويًّا ومصنع إنتاج نترات النشادر بطاقة 200 ألف طن سنويًّا، ومصنع إنتاج نترات النشادر الجيرية لأول مرة في مصر بطاقة 300 ألف طن سنويًّا.

السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أكد أن تشغيل مجمع الأسمدة الأزوتية بالمنطقة الصناعية في العين السخنة، إنجاز حقيقي وكبير في تاريخ القطاع الزراعي، كما يعكس قوة الإرادة السياسية الحقيقية للنهوض بالقطاع الزراعي، والتوسع في إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية، وذلك بالتزامن مع المشروعات الزراعية القومية التي نفذتها الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كما أن التوسع في المشروعات التي تخدم القطاع الزراعي خطوة مهمة تساهم في تعزيز إنتاجية المحاصيل الزراعية، وزيادة حجم الصادرات إلى أسواق العالم، موضحًا أن تأمين المخزون الإستراتيجي من غذاء المصريين يبدأ من استقرار القطاع الزراعي، وتوفير كافة المستلزمات والإمكانيات التي تحقق النهوض بأبنائه لزيادة إنتاجية المحاصيل الإستراتيجية والأساسية. 

في الاتجاه المقابل، أكد الدكتور أحمد كمال خبير الاقتصاد الزراعي أن نقص السماد أزمة عالمية يشهدها العالم، وقد تفاقمت بعد الأحداث العالمية الأخيرة التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية خاصة، كما أن روسيا من أكبر الدول المنتجة والمصدر للسماد في العالم، ومن هنا كان التفكير من الدولة المصرية ضرورة التوسع في إنتاج الأسمدة لسد احتياجات المشروعات الزراعية، خاصة مع تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه مجمع الأسمدة الأزوتية بمنطقة العين السخنة بأن مصر تسابق الزمن لإدخال مشروعات استصلاح الأراضي للخدمة بمساحة 3.5 مليون فدان، مشيرًا أن شركة النصر للكيماويات أحد أهم الشركات التابعة لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة يبلغ بمليون و720 ألف طن سنوياً من الأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية والأزوتية لخدمة قطاع الزراعة بمصر، ولتصدير الفائض إلى نحو 56 دولة.

وأضاف الدكتور كمال، أن وزارة الزراعة ممثلة في منابرها البحثية عليها دور كبير في دعم جهود الدولة للنهوض بالقطاع الزراعي، والتوسع في تصنيع المستلزمات الزراعية الأساسية بشكل عام، والحقيقة لقد حقق مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة خلال السنوات الأخيرة طفرة بحثية كبيرة في إنتاج التقاوي، ونجح في استنباط أصناف من تقاوي القمح قادرة على الوصول بإنتاجية الفدان لـ24 إردبًا، كما أن أهمية إنشاء مثل هذه المشروعات القومية العملاقة تكمن في بُعد آخر، وهو توفير المئات من فرص العمل للشباب، حيث أكدت التقارير أن مجمع الأسمدة الأزوتية، يوفر هذا المجمع 20 ألف فرصة عمل خلال مراحل الإنشاء، كما يوفر 1000 فرصة عمل مباشرة و6 آلاف فرصة عمل غير مباشرة «خادمة» خلال مراحل التشغيل والإنتاج، منوهًا بأن زيادة إنتاج مصر من الأسمدة الأزوتية يدعم خطة الدولة في النهوض بالمحاصيل الإستراتيجية.

وأشار إلى أن مصر لديها قدرة على سد احتياجات السوق المحلي من الأسمدة إذا تم توزيع جميع الإنتاجية على السوق المحلي، لكن في ظل التغيرات الاقتصادية وارتفاع سعر السماد عالميًا تتجه الشركات إلى قطاع التصدير خاصة من الأسمدة الأزوتية، وبالتالي فإن ظهور أي أزمة في نقص مقررات الأسمدة لا يعني نقص الكميات، وإنما يعني زيادة حجم التصدير إلى الخارج، وعدم التزام الشركات بالحصص المقررة للسوق المحلي المتفق عليها، حيث هناك اتفاق بين الحكومة المصرية وبين شركات السماد في مصر يلزم القطاع الخاص بتوريد جزء من الإنتاج للجمعيات الزراعية بالسوق المحلي، وفي حالة عدم الالتزام توقع غرامة مالية على غير المتلزمين، وهنا يلجأ أصحاب المصانع إلى سداد هذه الغرامة مقابل تصدير السماد وتحقيق الربح، مطالبًا بتشديد العقوبة على المخالفين وغير المتلزمين بالحصص المقررة للسوق المحلي.

حسب الدكتور أحمد كمال فإن السوق العالمي في حالة تعطش للسماد، وإنشاء مجمع عملاق في مصر لإنتاج الأسمدة الأزوتية قد يجعل مصر في مقدمة الدول المصدرة للسماد، موضحا أن مصر أمامها فرصة كبيرة لتصدير السماد إلى السوق الأوربي  ودول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط أيضًا، لكن في نفس الوقت هذه الخطوة تحتاج إلى حزمة من الإجراءات الموازية لدعم القطاع الخاص للنهوض بصناعة السماد، وربما يأتي على رأس هذه الإجراءات، دعم المصنعين ببرامج تمويل مدعمة يستطيعون من خلالها تحديث خطوط الإنتاج، ومواكبة تطورات التصنيع التي تم إدخالها في سوق السماد، دعم المصانع بالوقود والكهرباء بأسعار خاصة تساعدهم في تغطية تكاليف الإنتاج، وتوفر لهم عائد اقتصادي مناسب، التوسع في الشراكات بين القطاع الخاص والدولة عن طريق توفير أماكن مخصصة لتصنيع السماد، وإسناد تشغيلها وإداراتها للعاملين بالقطاع، لزيادة إنتاجية مصر من السماد.

 

«قاعدة بيانات»واستكمل قائلًا: «نحتاج وبشكل عاجل إعداد منظومة متكاملة ببيانات ومعلومات القطاع الزراعي في مصر، يتضمن المساحات الزروعة ونوعية المحاصيل سواء في أراضي الدلتا القديمة أو المناطق الجديدة والمشروعات الزراعية القومية التي نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، وذلك لقدرة تحديد الاحتاجات الفعلية للسوق المحلي من السماد، وضبط منظومة التوزيع، إضافة إلى تجنب حدوث أي أزمات، مضيفًا أن منذ تحرير سعر السماد في مصر بعد عام 1995 كان البنك الزراعي يتنبي وقتها منظومة توزيع المقررات بالتنسيق مع الجمعيات الزراعية، إلى أن أبرمت الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة الاتفاق مع شركات السماد للالتزام بمقررات السوق المحلي، لكن ظلت هذه المعادلة تعمل دون ضوابط أو قاعدة بيانات واضحة بإجمالي المساحات ونوعية المحاصيل المنزرعة على مستوى محافظات مصر. 

 

 «العائد الدولاري»على صعيد متصل، أكد الدكتور أحمد شلبي الخبير الاقتصادي، أن إنشاء مجمع الأسمدة الأزوتية الذي افتتحه الرئيس السيسي مؤخرًا في منطقة العين السخنة، فرصة قوية لزيادة «العائد الدولاري» من قطاع التصدير إلى أسواق العالم، خاصة مع الطلب العالمي الذي يشهده السوق العالمي، كما أنها نقطة تحول بيرة في توطين صناعة إستراتيجية كبيرة كصناعة الأسمدة لديها القدرة على تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتوفير المئات من فرص العمل للشباب، إضافة إلى إحياء العديد من الصناعات التكميلية كصناعة الورق والنقل وغيرها، وتحقيق المنافسة العالمية بين مصر والشركات المنتجة للسماد، موضحًا أن دخول الدولة في صناعة الأسمدة خطوة مهمة تحقق الاستقرار في السوق المحلي، وتقلل حدوث أي أزمات أو اختناقات متوقعة في منظومة توزيع السماد على المزارعين. 

 أما الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي فأشار إلى أن افتتاح مجمع الأسمدة الأزوتية بالعين السخنة في هذا التوقيت نقلة حقيقية في صناعة السماد في مصر، خاصة مع انخفاض أسعار الغاز عالميًا إحدى أهم الركائز الأساسية التي تدخل في هذه الصناعة الضخمة، وهو ما يعني نجاح الدولة المصرية في تحويل هذا الانخفاض لقيمة مضافة من خلال التوسع في صناعة السماد، وبالتالي فإن عائدها على المستوى العالمي سيحقق عائدا اقتصاديا كبيرة للدولة المصرية، وينعش حركة التصدير لأسواق العالم في ظل الظروف العالمية الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم، أما على المستوى المحلي، كما أن افتتاح هذا المجمع سيكون داعما للمشروع القومي العملاق الـ1.5 مليون فدان، وتلبية احتياجات القطاع الزراعي بشكل عام بالمقررات المطلوبة من مقررات السماد على مستوى الجمهورية.

«توفير مستلزم هام من مستلزمات الإنتاج الزراعي كالسماد وبأسعار مناسبة للمزارعين يعني تخفيض تكاليف الإنتاج، ومن ثم انخفاض سعر السلعة النهائي للمستهلك المحلي، كما يحقق العائد المناسب للمزارع، إضافة إلى قدرة الدولة على مواجهة التضخم الاقتصادي وارتفاع أسعار الحاصلات الزراعية التي يشهدها عالم».. هذا ما استكمل به الدكتور النحاس كلامه، مؤكدا أن الحرب الروسية الأوكرانية ساهمت وبشكل كبير في نقص السلع والمنتجات، وأدت لعجز شديد في سوق مستلزمات القطاع الزراعي، خاصة وأن روسيا من أكبر الدول المصدرة والمنتجة للسماد في العالم، وبالتالي فإن إنشاء مجمع الأسمدة الأزوتية العملاقة فرصة كبيرة لزيادة الصادرات خاصة وأن مصر تحتل المركز السادس عالميًا بين كبرى الدول المنتجة لسماد اليوريا. 

على الجانب الآخر أعلنت جامعة سوهاج على لسان رئيسها الدكتور مصطفى عبد الخالق تلبية دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي وجهها خلال افتتاحه مشروع مجمع الأسمدة الأزوتية بزيارة الشباب للمشروعات القومية، حيث بدأت إدارة الجامعة التجهيز لإعداد أول فوج من طلاب الجامعة لعمل عدد من الزيارات الميدانية للمشروعات القومية التي نفذتها الدولة المصرية على مستوى المحافظة، وذلك لغرس الانتماء الوطني لدى الأجيال الجديدة، وتعريفهم بإنجازات الدولة الكبيرة في مختلف مجالات التنمية، مشيرًا إلى أن إدارة الجامعة وضعت برنامج متكامل للطلاب لزيارة عدد من المشروعات القومية والتنموية التي يتم تنفيذها علي أرض المحافظة، والمتمثلة فى القرى الـ181 والتى يتم تنفيذ مشروع تطوير الريف المصري «حياة كريمة» بالقرى الأكثر فقرًا. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة