بعد صراع دام لأكثر من 3 سنوات، يبدو أن فيروس كورونا بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة ليودع العالم ويتحول إلى فيروس عادي أشبه بالأنفلونزا الموسمية، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن خطر كوفيد-19 قد يتراجع هذا العام إلى حد يصبح فيه شبيها بخطر الأنفلونزا الموسمية، ليطوي العالم صفحة الجائحة نهائيا مع نهاية عام 2023.
العالم يودع كورونا
وقال مدير الطوارئ لدى المنظمة، مايكل راين، إن هذا العام بدأنا نصل إلى مرحلة النظر فيها إلى كوفيد-19 مثلما ننظر إلى الأنفلونزا الموسمية، كخطر على الصحة وفيروس سيستمر بحصد أرواح، ولكن أيضا كفيروس لا يعرقل المجتمعات، فالعالم أصبح في مكان أفضل حاليا من أي وقت مضى خلال الجائحة، مؤكدا: "سنكون قادرين هذا العام على القول إن كوفيد-19 انتهى باعتباره حالة طوارئ عامة تثير قلقا دوليا".
وكانت العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، اتجهت إلى مرحلة التعايش مع فيروس كورونا وتلاشت القيود المتخذة، ومنها إنهاء الإلزام باستخدام الكمامات والرجوع إلى الحياة الطبيعية لما قبل كورونا، بعد مرور أكثر من 3 سنوات على بدء الجائحة التي أربكت العالم بأسره وأثرت بشكل عميق على الأفراد والمجتمعات والبلدان، وأصبح الشعار الثابت خلال الفترة القادمة هو احتواء الفيروس وكبحه بالتعايش، واعتباره مثل أدوار البرد.
4 ملايين إصابة في 27 يوما فقط
وسجلت حالات كورونا الجديدة، خلال الفترة من 13 فبراير وحتى 12 مارس الجاري، 4.1 مليون إصابة جديدة و28 ألف حالة وفاة حول العالم، ليتخطى إجمالي الإصابات حول العالم حاجز الـ675 مليون إصابة، و6.8 مليون حالة وفاة، بحسب تقرير مستجدات كورونا بمنظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن هناك انخفاضا في الإصابات والوفيات بنسبة 40% و57% على التوالي وذلك مقارنة بالفترة السابقة.
نهاية الجائحة تلوح في الأفق
ويتساءل البعض، كيف ينتهي فيروس كورونا في ظل زيادة عدد الإصابات في الفترة الأخيرة، ليجيب الدكتور إسلام عنان أستاذ علم انتشار الأوبئة، قائلا، إن الإصابات بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة معظمها من خفيفة إلى متوسطة، ونجد أن الوفيات انخفضت بشكل كبير جدا، وذل بسبب أن تحورات أي فيروس تحدث لكي يستطيع الفيروس استكمال دورة حياته، فيبدأ شكله بالتغير لكي يكون لديه قدرة في الانتشار، ولكنه كلما تحور يكون أضعف ليستطيع المصاب التغلب عليه.
ونجد في التاريخ الخاص بالفيروس والأوبئة التي مرت على العالم، أن أي جائحة ظهرت بسبب فيروس تستمر من عامين إلى ثلاث أعوام على الأكثر، والتحورات تضعف الفيروس حتى تنهي، فيؤكد الدكتور إسلام عنان، أنه على سبيل المثال فإن متحور أوميكرون لفيروس كورونا، رغم سرعة انتشاره إلا أنه لا يشكل خطر ولا يسبب الوفاة، وذلك بسبب عدد من الأسباب الخاصة بتحورات الفيروس نشرحها في السطور التالية.
أسباب اقتراب نهاية كورونا
ظهور متحورات لأوميكرون، كان تحور لفيروس كورونا لكي يستطيع الانتشار ومقاومة اللقاحات، فهو لديه قدرة على الهروب من اللقاح، ولكنه ضعيف جدا، فالأعراض أخف والإصابات ليست بخطيرة إلا نسبة بسيطة جدا، ويكون معظمها من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ولكن لا يوجد خطورة من هذا المتحور نهائيًا، لذلك يمكننا التأكد أن نهاية كورونا اقتربت.
ويؤكد أستاذ علم الأوبئة، أن ظهور متحورات أوميكرون كانت بمثابة بداية النهاية لجائحة كورونا، والعودة إلى الحياة الطبيعية، واعتبار الفيروس مثل الأنفلونزا الموسمية، ولكن لابد من مرور هذه الفترة بأمان لكي نخرج من باب النهاية للجائحة بسلام، وذلك عن طريق الالتزام بالإجراءات الاحترازية وهو ما يجعل هناك قدرة على قتل الفيروس والسيطرة على متحوراته.
كما أن بروتوكول علاج كورونا يتم تحديثه كل فترة على مستوى العالم، وتم إضافة أنواع جديدة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع نسبة الشفاء من فيروس كورونا ومتحوراته، في وقت قصير، فعلى الرغم من أن متحور أوميكرون أقوى ثلاث مرات من متحور دلتا من حيث الانتشار، إلا أنه سهل علاجه ونسبة الشفاء منه كبيرة جدا، وتقترب أعراض الإصابة به بأعراض نزلات البرد، فسنشهد متحورات في المستقبل، ولكن ستكون أقل خطورة من كورونا، ليصبح الفيروس شبيه بالإنفلونزا التي نتعايش معها منذ سنوات طويلة.
العالم يسدل ستار الجائحة نهاية العام
وعلى الرغم من أن العالم سيسدل ستار الجائحة هذا العام، إلا أن هذا لا يعني اختفاء فيروس كورونا أو القضاء عليه، حيث يوضح "عنان"، أن كورونا ستنتهي كجائحة فقط، ولكنها ستظل كمرض مستوطن مثل أدوار البرد، خاصة أن المتحورات المنتشرة حاليًا أعراضها تشبه أعراض البرد، كاحتقان في الأنف وصداع ورشح وتكسير وهمدان الجسم وغيرها من الأعراض الأخرى.
وتوقع الدكتور إسلام عنان، أن تنهي منظمة الصحة العالمية بنهاية عام 2023 تصنيف فيروس كورونا بأنه وباء عالمي علميا، فمن المتوقع أن تكون الموجات القادمة لفيروس كورونا أخف من الماضية، خاصة أن التطعيمات قللت من نسبة الذهاب إلى المستشفيات بالموجة الماضية، والتي وصلت لـ2% فقط نسبة الإشغالات في المستشفيات.
كورونا أصبح مرضًا موسميًا مستوطنًا
واتفق معه الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، حيث أكد أن كورونا لم تعد تشكل خطرا نظار لارتفاع نسب التطعيم وازدياد المناعة المجتمعية، ومن المتوقع إغلاق ملف الوباء نهائيا هذا العام خاصة مع نهاية فصل الصيف المقبل، ليكون الفيروس مثل الأنفلونزا الموسمية، وهذا هو حال الجوائح حول العالم التي عادى تستمر من سنتين إلى ثلاث سنوات.
أهمية اتباع الإجراءات الوقائية
ومع ارتفاع عدد الإصابات عالميا بفيروس كورونا هذه الفترة، نصح الأطباء بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية خلال هذه الفترة الراهنة وارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي مع تقليل الكثافات في كل مكان، وإتباع روشتة تقوية المناعة بالأكلات والرياضة والمشروبات الصحية.