- التغيرات المناخية أثرت سلبياً على موسم القمح العام الماضى أما الموسم الحالى فالطقس جيد وملائم لتحقيق إنتاجية عالية استمرار المرور على حقول القمح للتأكد من عدم إصابته بالأصداء والمكافحة السريعة ظهور إلى مرض جميع مراحل القمح من التجهيز حتى الحصاد مرتبطة ببعضها لتحقيق إنتاجية عالية لا جدوى من التسميد خلال فترة طرد السنابل وسوء عمليات الحصاد تقفز بالفاقد إلى 23% من المحصول لالتأخر فى حصاد القمح يتسبب فى تساقط السنابل وفرط الحبوب عدم اتباع السياسة الصنفية عند زراعة القمح سبب رئيسى لانتشار الأمراض الفتاكة.
موضوعات مقترحة
«وَهُوَ الَّذِى أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَىْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِى ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» ذُكر نبات القمح فى القرآن الكريم نظراً لأهميته وقيمته، وفى مصر نعتمد عليه بشكل كبير ونستهلك منه كميات ضخمة، وهذا ما يدفعنا إلى استهلاك إنتاجنا واستيراد كميات كبيرة أخرى، ومن خلال هذا التقرير نتعرف على المعاملات السليمة لنبات القمح خلال هذه الأيام، ونصائح مهمة للحصاد والدراس والتخزين، حتى يقل الفقد والهدر فى هذا المحصول المهم.
قال الدكتور تامر عبدالفتاح وكيل معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، إن تأثير تغير المناخ تأثر به موسم القمح العام الماضى، حيث تأخر موسم حصاد القمح «المحاصيل الشتوية»، مما أدى إلى تأخر زراعة المحاصيل الصيفية، مضيفاً أن حتى الآن المحاصيل جيدة والطقس ملائم لتحقيق إنتاجية عالية.
مرحلة الطرد
-
وأضاف وكيل معهد المحاصيل الحقلية، أن نبات القمح حالياً فى مرحلة الطرد وتسير بشكل جيد، مضيفاً أنه من أهم الأشياء المرور على القمح، للتأكد من عدم إصابته بأى نوع من الأصداء، لأنها تؤثر بشكل كبير على الإنتاجية، حيث أصيب محصول القمح العام الماضى بالأصداء فى وجه بحرى. ونوصى بالمرور المستمر للتأكد من سلامة المحصول، ووجهنا على مستوى عالٍ من خلال وسائل الإعلام ومديريات الزراعة والجمعيات الزراعية، بالالتزام بالسياسة الصنفية لمحصول القمح فى وجه بحرى، بعدم زراعة الأصناف التى تصاب بالأصداء حتى لا يتأثر المحصول.
وكشف أن هناك بعض الشركات توزع تقاوى صنف جيزة 12 على الفلاحين ولا تهتم بالسياسة الصنفية، وبعض الفلاحين يزرع من الحبوب التى لديه وهذا من أسباب تعرض المحاصيل للإصابة بالأصدأ، حيث وجهنا بعدم زراعة صنف جيزة 12 فى وجه بحرى, نظرا لارتفاع مستوى البرودة والرطوبة، واقتصار زراعته فى وجه قبلى فقط، والبعض زرع هذا الصنف وتمت إصابته بالصدأ ما أدى إلى إصابة بعض الأصناف الأخرى.
وأضاف أن هناك بعض المزارعين قام بزراعة نبات القمح فى وقت مبكر عن الموعد المحدد للزراعة، فتعرض لدرجات حرارة عالية وخصوصاً مع تأخر فصل الشتاء، وهذا سوف يؤثر بالطبع على إنتاجية المحصول، مضيفاً أن المحاصيل تتأثر ببعض العوامل الأخرى من كثرة الحشائش أو التأخر فى الرى أو أرض بها نسبة ملوحة وهذه حالات فردية، مضيفاً أن الأصناف التى تم تسجيلها مؤخراً مستوى النبات جيد وتبشر بإنتاجية عالية.
من جهة أخرى قال الأستاذ الدكتور مسعد محمد محمود عبد العليم رئيس بحوث بقسم بحوث القمح فى معهد البحوث الحقلية، إن هذه الفترة هى مرحلة طرد السنابل فى نبات القمح، لذلك يجب على المزارع مراعاة تجنب تعطيش القمح والرى فى الوقت المناسب، موضحاً أن التوصيات الفنية من مرحلة التحضر حتى الزراعة، وخدمة النبات ومقاومة الحشائش والأمراض والرى والتسميد حتى الحصاد، جميعها مرتبطة ببعضها لتحقيق إنتاجية عالية، متابعاً فى حالة اتباع التوصيات السليمة تصل كل مرحلة فى وقتها، ويعرف مواعيد الرى والتسميد المناسب، وعند اتباع هذه التوصيات يجد أنه فى وقت طرد السنابل موعد للرى.
وأضاف رئيس بحوث القمح، أنه عند وصول مرحلة تكون السنبلة مرحلة الطرد وما قبلها مباشرة، لا جدوى للتسميد لأنه لا يفيد النبات بشىء، ويتكلف الفلاح بشراء أسمدة وهى لا تفيد النبات فى هذه المرحلة، لأن الغذاء يكون حُمل فى الساق والأوراق ويُكون المخازن وهى الحبوب ويطرد فيها الغذاء.
وأوضح عبد العليم، أنه لابد أن يراعى الفلاح الرى خلال فترة الخماسين لأن الرياح تؤثر بشكل كبير، حيث يخطئ البعض ويروى خلال الرياح، ويؤدى هذا إلى عدم استقامة النبات وإصابته بالرقاد، وهذا يؤثر على المحصول، لذلك يجب مراعاة وقت الرى عند هدوء الرياح، وهذا أصبح سهلاً كثيراً الآن من خلال متابعة هيئة الأرصاد الجوية ومعرفة الوقت المناسب للرى، لأن التأخر يوم أو يومين خلال هذه المرحلة أفضل من الرى خلال الرياح، موضحاً أنه يجب عدم الإسراف فى مياه الرى، ويمكن للفلاح أن يحدد مدى احتياج النبات للرى من خلال جفاف الأرض وظهور الشقوق أو التفاف النبات الذى نعرف من خلاله عطش المحصول.
الصدأ البرتقالي
-
وأشار إلى أنه يجب متابعة النبات بصفة مستمرة، والسير فى الحقل، والتأكد من سلامة القمح من الإصابة من الصدأ البرتقالى، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة أنواع من الأصداء تصيب القمح وهى: الصدأ الأصفر ويكون فى البدايات، وخلال هذه الفترة يمكن الإصابة بالصدأ البرتقالى، وآخرها يمكن الإصابة بالصدأ الأسود، متابعاً أن أشدها خطورة الصدأ الأصفر أو المخطط، الذى يصيب النبات بشكل كامل وتكون الإصابة مبكراً وأمامه فرصة كبيرة لانتشار الإصابة، أما الصدأ البرتقالى فيصيب الأوراق، أما الصدأ الأسود يأتى فى أواخر الفترة قبل الحصاد والأكثر شيوعاً ويصيب الساق، ومن الممكن أن يصيب السنبلة وهذا الصدأ خطير جداً، لأنه ممكن أن يدمر المحصول لكن غير منتشر فى مصر، وهذه الأصداء لها رش علاجى وليس لها رش وقائى، متابعاً أن اتباع السياسة الصنفية له دور كبير بعدم الإصابة بهذه الفطريات.
تفحم السنابل وقال إن مرض التفحم الذى يصيب نبات القمح تظهر العلامات عند طرد السنبلة، وتكون مغطاة بجراثيم الفطر ويكون عبارة عن مسحوق أسود، وهذه الجراثيم تتطاير من الرياح والهواء، وهى من الجراثيم المعدية وتكمن خطورتها أنها تسكن بجوار الجنين ولا تظهر على الحبوب بعد الدراس، وتمكث فى الحبوب وتنشط عند زراعة الحبوب فى الموسم الجديد، ويقضى على السنبلة.
وأكد عبد العليم، أن عند بدء اصفرار آخر سلمة التى تحمل السنبلة، يتم فطام النبات لأنه فى هذه الفترة لا يصل غذاء إلى للسنبلة، وبعدها يتم اصفرار الساق والأوراق والسنبلة، ويدخل مرحلة الحصاد.
وقال رئيس بحوث القمح: عند الحصاد يجب تجنب الفقد، لأن الفقد يكلفنا كمية كبيرة من المحصول على مستوى الجمهورية، مع تجميع الكميات نجد الفاقد كثيراً وهناك دراسة ذكرت أن الفقد يصل لـ23% من المحصول، ولكى نقلل نسبة الفقد يجب أن لا يتأخر المزارع فى حصاد المحصول، لأن النبات بعد الدخول فى مرحلة النضج يدخل مرحلة خطيرة وهى تقصف السنبلة وسقوطها على الأرض، وهذا يزيد الهدر ويفقدنا جزءاً من المحصول، وهذه كلها أمور واضحة بالنسبة للفلاح ويعرفها من خلال الطرق التقليدية، وهى اصفرار جذع الساق وسهولة حصاده وهذا مهم فى الحصاد اليدوى، ولابد أن يراعى أن يكون الحصاد مبكراً، لأن الرطوبة الليلية تمنح النبات تماسكاً ومرونة، وتقلل من تقصف السنبلة، ويتوقف الحصاد عند الساعة العاشرة صباحاً عندما تشتد حرارة الجو التى تؤثر على تماسك السنبلة، وبالتالى تتقصف ويكون هذا من أسباب الهدر، مضيفاً أن أى حصاد بالماكينات تكون نسبة الفقد به أقل ما يكون.
أغطية ومفارشوأشار إلى أنه بعد حصاد المحصول وعندما نصل لمرحلة دراس المحصول، يجب أن يكون هناك غطاء أو مفرش خلف الدراسة، ونعمل كرسى من القمح وفى نهاية الدراس تكون السنابل التى تقصفت على المفرش، وبالتالى تسهل عملية جمعها ودراسها، ويقل الفقد، مشيراً إلى أن جرن القمح يفضل أن يكون فى الحقل لأن نقل المحصول من حقل لحقل يزيد من الفقد، وفى حالة الدراس بالكومبين يجب أن يوضع مفرش على الأرض عند تعبئة الأجولة، كما يجب اختيار الأجولة السليمة حتى تتحمل التحميل والنقل والتنزيل.
وأوضح أن هناك بعض الممارسات الخاطئة التى يقوم بها بعض الفلاحين عند الحصاد، وهى التأخر فى الحصاد بعد النضج التام، لأن النبات يصل فيها إلى مرحلة فرط الحبوب، والتأخر فى الدراس يعرض النبات لنفس المشكلة، ومن الممارسات الخاطئة الضم وقت الظهر وهذا يزيد من الفقد، فيجب الحصاد والضم فى الصباح الباكر أو بعد العصر.
وأكد رئيس بحوث القمح، أنه عند التخزين وقبل التوريد للمطاحن يجب على الفلاح أن يراعى أن تكون الأجولة من الخيش، لأنها أفضل من النايلون، لأن أجولة الخيش بها تهوية جيدة ويكون هناك تبادل للهواء داخل الأجولة والهواء الذى فى الخارج، ولا ترفع درجات الحرارة ولا الرطوبة، لأن حبوب القمح تتأثر بحالة الجو، أما أجولة النايلون تتسبب فى رفع درجة الحرارة والرطوبة والإصابة بالعفن أو إصابته بالسوس، مؤكداً أنه يجب اختيار المكان المناسب الذى يكون خالياً من الماء والرطوبة، أن يكون فى الظل ويكون جيد التهوية وبعيداً عن الحشرات والقوارض، وخصوصاً الفئران والطيور، وإذا كانت الكميات كبيرة لا يتم رصها فى صفوف قليلة يجب أن يتم رصها صفوف غير مرتفعة وبينها فواصل «فراغات» حتى يدخل الهواء للحبوب، لأن الرطوبة والحرارة تتسبب فى إصابة الحبوب بالعفن أو السوس خلال فترة قليلة، حيث إنه فى حالة التخزين السىء من الممكن أن يصاب المحصول بالأضرار خلال أسبوع على سبيل المثال، متابعاً أن الفلاح المصرى لديه الخبرة الكبيرة التى تمكنه من التخزين الجيد.
الأراضى الفقيرة
-
وأضاف عبد العليم، أن نجاح زراعة القمح فى الأراضى الجديدة يتوقف على خدمة المحصول، حيث إن هذه الأراضى فقيرة فى العناصر الغذائية، فإذا تم الاهتمام بالمحصول مراعاته والتسميد الجيد ومنحه العناصر الغذائية التى يحتاجها المحصول، تكون الإنتاجية جيدة، متابعاً أنه مع الوقت وتكرار الزراعة تكتسب هذه الأراضى عناصر غذائية من جذور النباتات، ويعود هذا على الزراعات المقبلة وتكون أفضل مع الوقت، مضيفاً أن زراعة القمح فى الأراضى الرملية والجيرية مهم جداً، ويعتبر جزءاً مهماً فى خطة التوسع الأفقى وزيادة الإنتاج.
مركب الطين
-
وأوضح رئيس بحوث القمح، أن الأراضى القديمة تمتلك مركب الطين الذى يحتفظ بالعناصر الغذائية المفيدة للنبات ويضخها للنبات، موضحاً أن الأراضى الرملية لا تحتوى على مركب الطين ولذلك تفقد قيمته، لذلك نقول عليها فقيرة فى العناصر الغذائية ولا تحتفظ بالرطوبة، عكس الأراضى الطينية التى تحتفظ بالرطوبة، ويتم التغلب على هذه المشكلة من خلال زراعة الأصناف التى تجود زراعتها فى هذه الأراضى وتتحمل درجات الحرارة، وعلى سبيل المثال فإن صنف قمح مصر 1 وجيزة 171 يجيد فى زراعة هذه الأماكن، وهناك أصناف تتحمل نقص كميات المياه وفى نفس الوقت اتباع نظم الرى حديثة حتى لا نفقد كميات مياه كبيرة، والاهتمام بمعرفة أنواع الأسمدة التى يحتاجها المحصول والكميات المناسبة والمواعيد بانتظام.
المواعيد المضبوطة وكشف أن التأخر فى زراعة القمح يؤدى إلى انخفاض المحصول، لذلك يجب الالتزام بالمواعيد المضبوطة لأن الفلاح لن يتمكن من رى وتسميد القمح قبل ميعاد السدة الشتوية فتتعرض للعطش لمدة طويلة، وهذا يؤثر على قلة التفريع، ويؤدى إلى قلة عدد السنابل وقلة عدد الحبوب، كما يؤدى تأخر الزراعة إلى تعرض النبات أثناء مرحلة طرد السنابل وامتلاء الحبوب إلى رياح الخماسين وارتفاع حرارة الجو وزيادة البخر فى الوجه البحرى، ويؤثر هذا على ضمور السنبلة والحبوب، كما يؤثر هذا على فترة النمو الخضرى وقلة السنابل وانخفاض وزن الحبة، لأن الحرارة ورياح الخماسين الساخنة تتسبب فى ضمور الحبوب، ويتعرض المحصول للمن والأمراض الفطرية.
وأضاف عبد العليم، محصول القمح يتعرض للفئران خلال مراحل نموه ويؤثر على الفقد أيضاً، لذلك يجب المقاومة المستمرة للفئران من خلال نظافة الحواف والترع من الحشائش، وهدم جحور الفئران أو تغريقها بالماء لقتل الفئران الصغيرة، ويجب الاهتمام بوقاية المحصول من خلال استخدام المبيدات المسيلة للدم، وهذه المبيدات موجودة فى الجمعيات الزراعية، وهى عبارة عن طعوم، وتوجد طرق أخرى مثل استخدام المصائد الحية أو القاتلة والألواح اللاصقة، ويجب أن تكون بشكل جماعى حتى يتم القضاء على انتشار الفئران.
إنتاجية مرتفعة
-
وذكر رئيس بحوث القمح، أن المن من الحشرات التى تصيب القمح وخصوصاً فى مناطق مصر الوسطى والعليا، وتقد تصيب بعض مناطق الوجه البحرى والإصابة المبكرة وعدم المكافحة السريعة يؤثر على المحصول بشكل كبير قد تؤدى إلى فقد يصل لـ25% من المحصول، ويكون أخطر فترة فى الإصابة قبل مرحلة طرد السنابل لأنها تتسبب فى ظهور الندوة العسلية، والتى تعمل على تأخر طرد السنبلة وتقزم النبات، وبالتالى تؤثر على المحصول، ويجب عدم رش مبيدات فى حالة ظهور الإصابة بعد طرد السنابل لأن الإصابة تكون قليلة.
وقال من أسباب الوصول إلى إنتاجية مرتفعة يجب استخدام بذور ذات جودة عالية ومنتجة بطرق زراعية صحيحة والأصناف الموصى بها من قبل مركز البحوث الزراعية والسياسة الصنفية للمحصول، لضمان نمو قوى وصحيح للنباتات، ويجب تحسين جودة التربة وتغذيتها بالمواد العضوية والأسمدة المناسبة لتحسين نمو النبات، والاهتمام بالرى بكميات كافية من الماء وبطريقة صحيحة لضمان نمو قوى وصحيح، ومتابعة النباتات باستمرار واتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الآفات والأمراض المختلفة التى بالطبع على إنتاجية المحصول، وإزالة الحشائش بانتظام حول النبات حتى يتمكن من الحصول على كل العناصر الغذائية والمواد اللازمة لنموه، وحصاد المحصول فى الوقت المناسب لتجنب فقدان الحبوب أو تعرضها للتلف، واستخدام المكينة الحديثة فى الرى والحصاد.