انتشرت مؤخرًا في الشوارع المصرية خاصة بين الأطفال والتلاميذ في المدارس "الطقطيقة أو البندول" وهي لعبة مصنوعة من البلاستيك، وعبارة عن كرتين من البلاستيك ترتبطان معا بحبل ينتهي بحلقة معدنية، ويتم اللعب بها بتحريك الحبل بسرعة ليتسبب ذلك في اصطدام متكرر سريع للكرتين اللتين تصدران صوتا عاليا عند تصادمهما.
موضوعات مقترحة
وأصبحت هذه اللعبة قلقا في الشارع المصري وسببا رئيسيا للمشاجرات، وظهرت هذه اللعبة في مصر عام ٢٠١٧ ووقتها تسببت في مثل هذه المشكلة الحالية، وتم جمعها من الأسواق لما تسببه من مشاكل في الشارع، واليوم عادت من جديد هذه لتثير الأعصاب.
وقد تصدرت لعبة "الطقطيقة أو البندول" مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الشكوى من هذه اللعبة وانتشارها بشكل كبير وطالب الكثير بمنعها من الأسواق.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور علاء الغندور استشاري التأهيل النفسي السلوكي، لـ"بوابة الأهرام": إن اللجوء لمثل هذه الألعاب يكون تحت بند السلوك العدواني الذي نشأ نتيجة بعض حالات العنف الأسري، أو التفكك الأسري، أو تعرضهم للتنمر من الأكبر والأقوى، والحرمان من أشياء كثيرة داخل المنزل وخارجه، ومن المؤسف أن يقوم الأطفال بتقليد بعضهم البعض في استخدام كل وسائل العنف والتنمر وبدون سبب.
وتابع: ومن المؤسف أن الأطفال في عمر 3 سنوات أصبحوا يقلدون من هم أكبر منهم في التنمر ضد من هم أصغر أو أقصر أو أضعف، ولقد تطور الأمر بأنهم يستمتعون بهذا التنمر ويبدعون في استخدام أدوات جديدة للتنمر، ومنها بعض الألعاب مثل "الطقطيقة أو البندول" متسببين في إزعاج من حولهم و ليجدون إشباع وشعور بالسعادة لمجرد إزعاج الآخرين من هذه الأصوات الصادرة من هذه الألعاب.
ويرجع الغندور الأسباب وراء انتشار هذه الظاهرة أيضا استخدام الألعاب الإلكترونية على الهاتف المحمول واستخدام هذه الألعاب للقتل والعنف، والتي كان نتيجتها الجرأة الشديدة في ارتكاب أي سلوك عدواني وهذه الجرأة جعلتهم لا يخافون أي شخص، وأصبح شعارهم لم يعد يعنيهم أن يتألم الآخرون بسبب سلوكياتهم العدوانية والمهم أن يضحكوا بسخرية على الآخرين.
ونوّه استشاري التأهيل النفسي والسلوكي، من هنا نطلق ناقوس الخطر لكل المسئولين عن التربية والتعليم في الدولة بأن هذا الجيل الصغير مهدد أو مرشح لكي يكونوا بلطجية عند الكبر وأزواجا فاشلين عند الزواج وآباء فاشلين إذا أنجبوا أطفالا فلم يجدوا من يقدم لهم العلم التربوي والتوجيه لكي يكونوا أصحاء فكريا ونفسيا وسلوكيا، وهذا مرجعه إلى إصابتهم باضطرابات نفسية من الطفولة بسبب الاعتداءات العنيفة عليهم في المنزل وفي المدرسة وفي الشارع.
وأوصى الغندور بضرورة التأهيل النفسي والفكري والسلوكي والتربوي للأم والأب والمعلم، فضلا عن ضرورة أن يكون هناك كُتّاب تربويون يتحدثون عن التربية التربوية بأسلوب سهل بسيط يفهمه الأطفال.
كما طالب الغندور بتغيير شكل الدراما والمسلسلات وذلك عن طريق التركيز على النماذج الإيجابية والشخصيات الناجحة وبناء القدوة وإيقاف العنف في المسلسلات إلا بشكل مبسط يمكن أن يلقي الضوء على قضية أو جريمة دون سرد التفاصيل-محاكاة الجريمة-، والتركيز على حصول الضحية على حقها بشكل كامل وشرح كامل لتربية الأطفال بشكل كامل في المسلسلات، لافتًا إلى أن من الملاحظ سطحية تفكير الأطفال وعدم تعليمهم أو توجيههم أو تنمية مواهبهم الرياضية أو الفكرية في البيت والمدرسة والنوادي.
وناشد الغندور وزيري التعليم العالي والتربية والتعليم، بضرورة تعيين كوادر جديدة في المدارس والجامعات من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين المحترفين وعليهم تقديم دورات متقدمة في هذه التخصصات لكي يساهموا في مساعدة الأطفال بالتوجيه وحل المشاكل النفسية والأسرية.
الدكتور علاء الغندور
وفي السياق ذاته، وصف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن استخدام الأطفال والمراهقين لمثل هذه الألعاب هو نوع من الفراغ والإلهاء وإزعاج الآخرين، ويكون ذلك بغرض التنمر.
ويرجع فرويز السبب أيضا لاستخدام هذه الألعاب هو وعدم التواصل مع الأسرة أن من يستخدم هذه الألعاب التي تصدر أصوات مزعجة يعاني من اضطراب التواصل.
وحذر استشاري الطب النفسي من استخدام تلك الألعاب؛ حيث أنها تثير الجهاز العصبي اللاإرادي وزيادة الاضطراب بالنسبة لمن يسمع هذه الأصوات الصادرة عن هذه الألعاب، لتتسبب في حدوث التوتر والصداع وانتشار الأمراض النفسية والعصبية، فضلا عن أنها تؤثر على خلايا المخ.
الدكتور جمال فرويز