يعتبر "الدريس" وهو حصاد البرسيم الحجازي ومن قبله القمح قديمًا جدًا واحدًا من أهم الأعلاف التي توصل إليها الفراعنة من مخلفات الحصاد واستخدموه في تربية الحيوانات والدواجن.
موضوعات مقترحة
وتدل النقوش الفرعونية على الكثير من أعمال الحصاد، وعلى الاستفادة من خيرات الجُرن، وتخزين خيرات زراعات الشتاء للصيف.
ومرت صناعة الأعلاف في مصر بعدة مراحل، بداية من الاستفادة من أعلاف المعاصر، حتى تكوين الشركات ففي عام 1945م تكونت بالإسكندرية أول شركة لإنتاج علف الحيوان في مصر على أُسس فنية وعلمية هي (شركة مصر لعلف الحيوان)، وقد قامت هذه الشركة بإنتاج تركيبات متنوعة من أعلاف لمختلف أنواع الحيوانات ولمختلف أغراض الإنتاج ونشطت في عمل دعاية واسعة لأعلافها لدى المربين كان من نتائجها أن قفز توزيعها، وقامت بالتصدير لأوروبا، وكان الاعتماد على زراعة البرسيم في الشتاء.
وفى ذات العام 1945م تكونت شركة النيل الزراعية، وقامت شركة الملح والصودا المصرية، بإنشاء أكبر مصنع لعلف الحيوان في الشرق الأوسط وقتئذ، وقد أدى التهافت على كسب بذرة القطن وكثرة الطلب علية مع قلة الكميات الناتجة منه إلى ارتفاع سعره وخلق سوق سوداء لتداوله فتدخلت الحكومة.
وقامت وزارة التموين بوضع نظام لتوزيعه على التجار والمربين والجمعيات التعاونية وكذلك الشركات ، وفى خمسينيات القرن الماضي صدرت القوانين المنظمة لتداول بذرة القطن المكونة للعلف حيث صدر القانون رقم 21 لسنة 1957م، وهو أول قانون يصدر في مصر لتنظيم صناعة وتجارة علف الحيوان كما قامت وزارة التموين بإصدار القرار رقم31 لسنة 1957م لتنظيم تداول العلف ما يقضى بحظر الاتجار في كسب بذرة القطن إلا بعد تصنيعه علفا للحيوان، حيث بادر كثير من الانتهازيين ومعظمهم من تجار الكسب السابقين بإنشاء مصانع علف بدائية وغير جادة وذلك بهدف الحصول على حصص من الكسب وبيعها دون تصنيع في السوق السوداء فأزداد عدد المصانع بدرجة كبيرة وأرتفع إلى 1558 مصنعًا.
وقررت الحكومة في عام 1959م قصر التصنيع والاتجار في العلاف على الشركات المساهمة والجمعيات التعاونية، وأن تكون العلاف الناتجة في صورة مضغوطة، وبالتالي انخفض عدد مصانع نشرة وزارة الزراعة المصرية ستينيات القرن الماضي والتي تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات منها، حيث حددت الاستفادة من الدريس، وخاصة البرسيم مؤكدة على أنه نافع كمادة علف للحيوانات الماشية والدواجن، وأضافت أن الطريقة القديمة في عمل الدريس طريقة غير جيدة تفقده الكثير من قيمته الغذائية، فلابد من تجفيف الدريس، حيث يمكن تقليل الفاقد والدريس الذي يمكث مدة طويلة دون أن يجف يفقد الكثير بسبب البكتريا.
وقالت الزراعة أن الكميات التي تعطى الدريس للحيوانات تختلف، حيث تعطى البقرة والجاموسة بين كيلو جرام واحد و6 جرامات، لذا أصبح الدريس مناسبًا للحيوانات الصغيرة التي لا تتحمل كسب القطن مع تكملة الحيوان بالبروتين.
وأوصت الزراعة أن يكون الدريس في نفس الحقل كما يمكن نقله في جوال، مؤكدة أنه إذا قطعت النباتات قبل الأزهار لعمل دريس تكون منخفضة القيمة الغذائية، لذا يستحسن عدم ترك الدريس يجف في الحقل ونقل الدريس وهو محتفظ بلونه الأخضر، وأن يكون مكان التخزين جافًا غير رطب ومحكم الغلق مع خلط الدرس بالأعلاف المركزة كي تسبب زيادة في البروتين في اللحوم والدواجن.
الدريس في أرشيف الصحف المصرية
الفلاح وموسم الحصاد