«فيروس الالتهاب الكبدي سي»، من أكثر الأمراض خطورة، وشيوعًا، حيث يتسبب فيروس التهاب الكبد سي، في التهاب حاد ومزمن على السواء، وعادة ما تكون الالتهابات الحادة غير مصحوبة بأعراض، بل ومعظمها لا يؤدي إلى مرض مهدد للحياة، فنجد حوالي 30% (15-45%) من الأشخاص المصابين بالعدوى يتخلصون تلقائياً من الفيروس في غضون 6 أشهر بعد الإصابة بالعدوى دون الحصول على أي علاج.
موضوعات مقترحة
أما النسبة المتبقية، أي 70% (55-85%) من الأشخاص المصابين بالعدوى، فتتحوّل العدوى بفيروس التهاب الكبد C لديهم إلى إصابة مزمنة، ولدى هؤلاء المصابين بالتهاب مزمن، تتراوح نسبة خطر الإصابة بـ"تشمّع الكبد" بين 15% و30% خلال 20 سنة.
أعراض الإصابة بفيروس سي
وبهذا الصدد، يقول الدكتور محمد عز العرب، استشاري الباطنة والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، لـ "بوابة الأهرام": تتراوح فترة حضانة التهاب الكبد C بين أسبوعين و6 شهور، وفي أعقاب الإصابة بالعدوى الأولية، لا تظهر أي أعراض بنسبة 80% من الأشخاص المصابين بها، مضيفًا أما بالنسبة لمن يعانون من أعراض حادة فقد تظهر عليهم هذه الأعراض متمثلة في الآتي:
1- ارتفاع في درجة الحرارة.
2- الشعور بالتعب.
3- فقدان الشهية.
4- الغثيان، والقيء.
5- آلام في المعدة.
6- تغيير في لون البول "اللون الداكن"، والبراز" شاحب اللون".
7- آلام بالمفاصل.
8- بهتان واصفرار البشرة وبياض العينين.
طرق انتقال عدوى فيروس سي
وعن كيفية انتقال عدوى فيروس سي، يوضحها، استشاري الباطنة والكبد، يمكن أن يتنقل فيروس الالتهاب الكبدي سي عن طريق الدم وتكون في أغلب الأحيان بالطرق الآتية:
- إعادة استخدام الأدوات والمعدات الطبية للشخص المصاب أو غير المعقمة تعقيما جيدًا خاصة أدوات الأسنان والحلاقة.
- نقل الدم من الشخص المصاب لشخص سليم دون إجراء تحليل فيروسات للدم قبل نقله.
- تعاطي المخدرات عن طريق الحقن وذلك بإعادة استخدامها لأكثر من شخص.
- نقل فيروس الالتهاب الكبدي سي من الأم المصابة بالفيروس إلى جنينها، كما يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق الاتصال الجنسي بين المصاب والشخص السليم.
ولفت عز العرب بأن عدوى الالتهاب الكبدي لا تنتقل عن طريق لبن الأم، أو الطعام، أو شرب المياه، أو المخالطة العابرة مثل العناق والتقبيل، و تقاسم الشخص المصاب بالعدوى الأطعمة والمشروبات مع غيره.
الدكتور محمد عز العرب
ومن جانبه، يضيف الدكتور أشرف أحمد إبراهيم، استشاري الباطنة والكبد، أن فيروس الالتهاب الكبدي سي يعتبر من الأمراض الصامتة لوقت طويل، وهذا ما يجعل له تأثير أكثر على باقي أعضاء الجسم للشخص المصاب بل وتترك له تأثيرًا قويًا على الصحة العامة وتتمثل في:
1- «الكبد المُتندب»، وهو الذي يخفض كفاءته الوظيفية داخل الجسم بنسبة كبيرة.
2- تراجع وظيفة الكبد بالكامل ليصبح عاجزًا عن أداء مهامه الحيوية والإصابة بما يعرف بـ"الفشل الكبدي".
3- تزايد احتمالية الإصابة بالسرطان الكبد نتيجة الإصابة بفيروس سي.
ويوضح، استشاري الباطنة والكبد، أن الفيروس لا ينتقل من شخصِ لآخر عبر السعال أو اللمس أو المصافحة أو العناق، ولكنه ينتقل عبر الدماء الملوثة فحسب، لهذا يحظر استخدام أدوات المريض الشخصية، أو مشاركة الإبر أو المقصات أو أمواس الحلاقة أو أي أداة يُحتمل أن تعرض صاحبها للجرح ومنها فرشاة الأسنان لأنه بالإمكان انتقالها عبر نزيف اللثة، مؤكدًا على ضرورة أخذ احتياطات الشريك المصاب بالفيروس مع شريكه الغير مصاب في العلاقة الخاصة نظرًا لإمكانية انتقاله للشخص السليم، مع التشجيع المستمر ممن يحيطون به للعلاج وتقديم الدعم المعنوي له.
ونوّه الدكتور أشرف أحمد إبراهيم، أن الخطة العلاجية المقترحة لمريض فيروس الالتهاب الكبدي سي، تعتمد على عدة متغيرات منها الصحة العامة للمريض، ومدى تضرر الكبد، مشيرًا إلى أن هناك مضادات الفيروسات لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر لتنقية الجسم من الالتهاب تمامًا، وأما الخضوع لزراعة الكبد ولكنها يمكن أن تكون هناك احتمالية بسيطة في عودة فيروس سي ليهاجم الشخص المصاب من جديد.
كما يمكن العلاج بالوقاية عبر أخذ التطعيمات الخاصة بنوعي التهاب الكبد A و B.
الدكتور أشرف أحمد إبراهيم