دخل "الدجاج الأبيض" والذي نطلق عليه شعبيًا "الفراخ البيضا" مصر منذ فترة، إلا إنه ازداد شيوعا في خمسينيات القرن الماضي؛ ليكون للإرشاد الزراعي دوره في تعريف الفلاحين بكيفية تربية "الدجاج الإفرنجي" بجانب البلدي، حيث ابتكر المهندس الزراعي عبد الغنى بدوي، حديثًا باللهجة العامية بعنوان "أنا وكتكوتي"، كي يشرح للفلاحين كيفية التعامل مع الدجاج الإفرنجي.
موضوعات مقترحة
ويؤكد كتاب "أساسيات تغذية الدواجن" تأليف كلا من: الدكتور أسامة الحسيني، والدكتور صلاح الدين أبو العلا، أن هناك عدة أنواع من الدجاج في مصر، منها: البلدي، والفيومي، والهندي، والدندراوي، والشركسي، ومن السلالات المصرية "الفيومي، والدندراوي"، ويشمل البلدي كافة أنواع الدجاج المنتشر في البلاد، وليس له سمات أو صفات واضحة، إلا إن حجمه صغير، وهو المصدر الأساسي للحم.
أما البيض الفيومي فيُعرف بـ "البيجاوي"، ولا أحد يعرف دخوله مصر، فبعضهم يرجعه إلي حملة نابليون بونابرت، وبعضهم يرجعه إلى محمد على باشا، الذي جعله يعيش في دار الرمادي في الفيوم حتى لا يختلط بدجاج وادي النيل، أما الدندراوي فهو لا يتواجد إلا في دندرة بقنا، وهو من أشهر الدجاج في الوجه القبلي بالصعيد، وله لحية من الريش وألوانه تتنوع ما بين الأحمر والأبيض والرمادي وهو أكثر، وإنتاجه من البيض قليل.
وتبذل وزارة الزراعة مجهودات لتحسين السلالة الدندراوية، وقد استنبطت منه سلالات، أما الهندي فقد استورد من الهند، ودخل مصر للمُضاربة، وعلي مظهره التحدي، وكذلك الشركسي الذي يستخدم كثيرا في إنتاج اللحم.
وتقول نشرة وزارة الإرشاد الزراعي الشهرية عام 1961م، والتي تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات منها:"كنا ثلاثة أنا وهو والكتكوت، وكان الاجتماع على المصطبة أمام منزله وكنا نتكلم مع المزارعين، وقد سأل عزام المهندس الزراعي عن كيفية تربية الفراخ، وهل الفراخ البلدي أفضل أم الإفرنجي؟".
وكشفت المجلة أن الفلاحين قاموا بشراء الكتاكيت الإفرنجي من محطة التربية الزراعية، وقاموا بحقنها ضد الشوطة (الكوليرا)، إلا إنها منذ 6 أشهر لم تتحسن، كان على المهندس الزراعي أن يسأل عن طعام الدجاج الإفرنجى؟ ليُفاجأ أن الفلاحين يقومون بإطعامها بالدرة، وأنها تسرح باقي النهار لتأكل في الشوارع وأكوام السباخ والقمامة المنتشرة في القرى، وهنا قال لهم المهندس الزراعي وعلى لسان الكتكوت:"الغالي ثمنه فيه، وأن الفراخ البلدي فراخ صغيرة الحجم ولا تزيد عن 4 أرطال، أما الفراخ الإفرنجي تصل لنحو 8 أرطال، وهى تحتاج نظافة من كنس العشة بمادة مطهرة ورش الجدران، وهى تأكل خلطة مُعينة".
وقال المهندس الزراعي للفلاحين، أن هناك أُسس لنجاح تربية الدجاج الإفرنجي منها تربية النوع الممتاز في صفاته، والاعتناء بالعليقة والرعاية الصحية وتحصينها من الأمراض مع الاستشارة الدائمة للمهندس الزراعي أو الطبيب البيطري.
نشرة الإرشاد الزراعي خلال الخمسينيات
نشرة الإرشاد الزراعي خلال الخمسينيات