عودة العلاقات بين السعودية وإيران مؤشر لعصر جديد

12-3-2023 | 18:03

خبر عودة فتح السفارات بين السعودية وإيران بشرة خير للعرب وللعالم؛ إذ تبشر بتراجع عصر القطب الواحد وسيطرة أمريكا والغرب على كثير من السياسات في العالم بوجه عام والعالم العربي بوجه خاص؛ وهي سياسات كانت في مجملها تعتمد على إشعال الحروب والنزاعات والفرقة، خاصة في وطننا العربي والشرق الأوسط؛ حيث يلاحظ تزايد الحروب مع تزايد الثروة؛ حيث مع ارتفاع أسعار النفط بعد حرب أكتوبر 1973 بدأت الحروب في هذه المناطق بداية من حرب إيران والعراق، ثم احتلال وتحرير الكويت.. وغيرها من حروب، ثم أخيرًا كان هناك مخاوف كبيرة وأحداث تثير القلق حول حرب محتملة وخطيرة بين العرب وإيران، والملاحظ أن معظم هذه الحروب المستفيد الأول منها هو بائع السلاح، ثم دولة الاحتلال، والخاسر الأكبر هم العرب وإيران.

وبغض النظر حول الاختلافات القائمة والمشروعة ضد النظام الإيراني إلا أنه من مصلحة الجميع الحوار والجلوس إلى مائدة الحوار لحل هذه المشاكل؛ لأنه يربطنا بإيران دين واحد ومصالح مشتركة برغم كل الخلافات، كما أن الحرب تعنى خسائر كبيرة للطرفين والمستفيد الأكبر ليس العرب أو إيران مهما كانت النتائج.

وهناك قضية أخرى مهمة في مجال عودة العلاقات أن هذا الاتفاق تم تحت رعاية دولة الصين، وهذا أيضًا مؤشر معم جدًا يبشر بعصر جديد يقوم على التفاهم والسلم لمصلحة الجميع، بينما العصر الأمريكي كان يعتمد إلى حد كبير على تعمد إثارة المشاكل والحروب؛ للاستفادة من مبيعات السلاح، وتحقيق مصالح أخرى معظمها يصب في مصلحة العدو، وهذه خطوة جديدة وحميدة من النظام الصيني؛ لحماية المصالح المشتركة والتحرك خارج الحدود؛ للوصول إلى وفاق وحماية المصالح المشتركة للجميع وقطعت الطريق على من يدبر لإشعال نار الحرب والفتنة في المنطقة، وهنا أيضًا على الجميع الحرص؛ لأنه من المتوقع أن يكون هناك من يحاول إفساد هذا التصالح، ويسعى لإثارة الفتن من جديد، وتبقى هذه الخطوة مهمة ومبشرة بنظام دولي جديد، وغروب عصر الهيمنة الأمريكية على العالم، وبرؤية واضحة للمصالح المشتركة، وأهمية الحوار بشرط أن يكون تحت رعاية دولة كبرى مثل الصين؛ لضمان استمرار وحماية مثل هذه الاتفاقيات، وبالطبع هذه الخطوة ليست مهمة فقط في منع الحرب وحماية الأرواح؛ بل سيكون لها أبعاد ومؤشرات اقتصادية مهمة لعصر جديد وسياسات عالمية وإقليمية جديدة، تكون أكثر عدالة وسلام عن العصر الأمريكي.

والواضح أن هذه الخطوة لن تقتصر على العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية فقط؛ بل هي بداية لعصر جديد من علاقات التقارب وحسن الجوار بين الدول العربية ودولة إيران.

وعلى الجميع أن يدرك أن مكاسب السلام والحوار بوجه عام أفصل للجميع من الحرب وخسائرها، وأعتقد أن عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران خطوة تاريخية فارقة؛ حيث ستكون بداية عصر جديد للشرق الأوسط والعرب؛ بل وللصين والعالم، وبالطبع تحسب للقيادات الثلاث في المملكة العربية السعودية وإيران والصين، والأهم الحفاظ على هذه الخطوة وحمايتها من أي مؤامرات قد تصطنع لعرقلة هذه الخطوة المهمة..

والله ولي التوفيق 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: