تعمل الدولة المصرية على توفير الأمن الغذائي خاصة فيما يتعلق بتنمية الثروة الحيوانية بكافة محاورها، وفي الفترة الأخيرة أثيرت مخاوف وتساؤلات في الشارع المصري، بشأن مدى تأثر اللحوم المستوردة من البرازيل، بعد انتشار مرض جنون البقر.
موضوعات مقترحة
وفي هذا الشأن أكدت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن حالة جنون البقر التي ظهرت في البرازيل على عِجل ذكر عمره 9 سنوات، ليست بالخطيرة، ولكنه حدث نتيجة خلل في دماغ الحيوان وتبين أنه غير معدٍ لحيوان آخر، وبالتالي فإن اللجنة العلمية قررت استمرار استيراد الحيوانات واللحوم، وفقا للضوابط البيطرية الصحية الموضوعة والمتبعة، ولا داعي للقلق، وبالتالي فإن مصر مستمرة في استيراد اللحوم البرازيلية.
مصر تتابع الموقف الصحي
يقول اللواء الدكتور إيهاب صابر، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إن اللحوم البرازيلية والتي جرى السماح لها بدخول الأراضي المصرية آمنة تماما، وإن هيئة الخدمات البيطرية بها وحدتين تتابعان الموقف الصحي والوبائي العالمي، ولدينا لجان تفتيش على اللحوم في بلد المنشأ.
وتابع: يتم الكشف على الحيوانات والأوراق التي تم التعاقد عليها وفقا للاشتراطات العالمية، ويتم نقل الحيوان إلى الحجر البيطري لمدة من 30 إلى 40 يوما قبل تواجده بالأسواق، ويجب أن يكون متوافقة مع الأسواق، ولدينا فترة كبيرة للفحوصات، والتأكد من مطابقة الاشتراطات قبل وصول الحيوانات المتعاقد معها إلى السوق المصرية، مؤكدًا استبعاد أي حيوان غير صالح، وبالتالي فإنه لا يتم شحن أي حيوانات من أي دولة على المراكب إلا بعد مراجعة دقيقة وبشروط معينة من اللجان العلمية، كما أن الحيوانات تخضع للكشف الطبي لمدة 40 يوما قبل شحنها إلى مصر.
استمرار استيراد اللحوم البرازيلية
وأوضح ، صابر، أن اجتماع اللجنة المعنية بمتابعة ظهور مرض جنون البقر بالبرازيل، أسفر عن مواصلة جلب اللحوم البرازيلية، خاصة أنه لن يتم استيرادها من الولاية الموبوءة بالمرض- بارا-، وأن هذه الحالة الوحيدة ظهرت من بين 200 مليون رأس ماشية، لافتًا إلى وجود لجان تتابع عن كثب جودة اللحوم، سواء الحية أو المذبوحة قبل توريدها إلى مصر.
وأكد رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن وزارة الزراعة تتخذ كافة الاحتياطات المطلوبة لتطبيق معايير السلامة في استيراد اللحوم، مشيرًا إلى أن دور الهيئة هو سلامة وصحة الأغذية من أصل حيواني.
اللواء الدكتور إيهاب صابر
الدولة تقوم بكافة الاختبارات على جميع رؤوس الماشية المستوردة
ويتفق الدكتور أحمد عبد الحفيظ، أستاذ رعاية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، مع اللواء الدكتور إيهاب صابر، بأن الدولة تقوم بكافة الاختبارات على جميع رؤوس الماشية الوارد إليها سواء رؤوس حية أو لحوم عن طريق لجنة مختارة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، بالإضافة إلى إمكانية القيوم والإشراف بذبحها بالخارج.
بعض الأمراض يتم القضاء عليها بمجرد أن يتم تسوية اللحم
وأوضح أستاذ رعاية الحيوان، أن هناك بعض الأمراض يتم القضاء عليها بمجرد أن يتم تسوية اللحم وتصبح آمنة تماما، ولكن هناك بعض الأمراض لا تختفي بالتسوية مثل الديدان الشريطية وديدان الساركوسيست، فهذه اللحوم لابد وأن تُعدم لذلك نجد أن الأطباء البيطريين بالمجازر يقوم بإعدام بعض الأجزاء، لافتًا أن هناك أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان.
جنون البقر
أما عن ظهور مرض جنون البقر في دولة البرازيل وتأثير ذلك على اللحوم، يوضح الدكتور أحمد عبد الحفيظ، ثبت أن هناك حالة واحدة من 200 مليون رأس ماشية مصابة بالمرض، وهذا الرقم لا يذكر، فضلا عن أن مصر تقوم باستيراد لحوم مجمدة وليست حية فلا خوف من ذلك، مشيرًا منذ فترة طويلة وذلك الأخذ بالاعتبار الدول المربية للماشية في أكل الحيوان لمساحيق اللحوم والتي تتسبب في مرض جنون البقر.
وأكد الدكتور أحمد عبد الحفيظ أن الدولة تعمل لصالح المستهلكين وتوفير اللحوم لهم بسعر مناسب.
الدكتور أحمد عبد الحفيظ
تخفيف الأعباء على المواطنين
الدكتور أشرف كمال اقتصاد الزراعي، يعتمد الأمن الغذائي على ثلاثة محاور رئيسية أولها الإتاحة وتعني توافر المعروض من السلعة سواء من المصادر المحلية أو عن طريق الاستيراد من الخارج وثاني تلك المحاور هو قدرة المواطنين على الحصول على الغذاء وذلك بأن تكون أسعاره في متناولهم، وثالث المحاور هو سلامة الغذاء للاستهلاك من الناحية الصحية.
وأكد أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن الدولة في مصر تعمل على تحقيق هذه المحاور الثلاثة للأمن الغذائي خاصة محور الإتاحة، ومن المعلوم أن لدينا عجزا لإنتاج اللحوم الحمراء عن تلبية احتياجات السوق المحلي، وفي ظل الارتفاع الحادث في أسعار اللحوم والدواجن، فإن الدولة تلجأ في سد هذا العجز من المنشئ الخارجي الشهيرة في تصدير تلك المنتجات ومنها " البرازيل" وهي من أكبر مصدري اللحوم في العالم وذلك حرصا من الدولة على تخفيف الأعباء على المواطنين خاصة وأننا على أعتاب شهر رمضان الكريم.
الدكتور أشرف كمال