حادث عقر مدير البنك الذي هجم عليه كلب من فصيلة البيتبول، ظل خلال الأيام الماضية حديث «السوشيال ميديا» وتصاعدت وتيرة الهجوم على أنصار تربية الحيوانات بالمنازل، وكانت الردود سريعة من ملاك الحيوانات الذين وجهوا الاتهامات ضد الخائفين من حيواناتهم مادحين إياها ولسلوكها، فيما وقف بالمنتصف أصحاب أصوات العقل الداعين لتنظيم عمليات تربية الحيوانات ووضع ضوابط مشددة لحماية أصحابها أولا والمحيطين أيضا.
موضوعات مقترحة
شروط يجب الالتزام بها عند تربية الحيوانات بكل أنواعها في المنازل
يقول الدكتور أحمد أبو شنب عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين السابق، إن هناك شروط يجب الالتزام الحيوانات بكل أنواعها في المنازل واقتنائها في العموم موجود منذ بداية الخلق، ولكن هناك شروط يجب الالتزام بها عند اتخاذ قرار بتربية حيوان في منزلك وأهمها هو الثقة من أنك تستطيع الالتزام بواجباتك تجاه هذا الحيوان، لذلك يجب على من يقوم بتربية واقتناء الحيوانات بمنزله التأكد من القدرة على الالتزام المادي اللازم للإنفاق على احتياجاته من طعام وعلاج وترفيه، وهي الأمور المهمة له، كذلك لا بد أن يتوافق أسلوب حياتك مع تربية هذا النوع تحديدا من الحيوانات، فتربية الحيوان في المنزل أشبه بوجود طفل لا يتقدم في العمر، يحتاج للرعاية ولا يستطيع التعبير عن احتياجاته.
وتابع، بالنسبة لتربية الكلاب فهي مخلوقات مليئة بالحيوية والطاقة والحب تجاه أصحابها، ويجب عليها أن تتدرب يوميا وتخرج من المنزل على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، وإن كانت تربية حيوان بمثابة وجود طفل في المنزل، فإن الكلاب ينطبق عليها هذا الأمر بشكل خاص، فهي تصاب بالاكتئاب إن تركها أصحابها أو خاصموها، لذا فهي مثالية للعائلات خاصة تلك التي لديها أطفال، وللأشخاص الذي يعملون من المنزل.
الضغط والعنف والتعذيب يولد شعور بالغضب والعدوانية للحيوان ضد أي شخص
وأشار أبو شنب، إلى أن الضغط والعنف والتعذيب يولد شعور بالغضب والعدوانية مما يجعل رد فعل الحيوان عدواني وذو طابع هجومي، بل ويبدأ بالهجوم ويكون نتاج ذلك حوادث لا يحمد عقباها وكان آخرها حادثة رئيس البنك الذي هجم عليه كلب من فصيلة البيتبول؛ حيث إن كلب البيتبول ذو عضلات قوية على الرغم من قصره.كما أن فكيه من نوع فريد، وهذا النوع عندما يهاجم بالقفز والهجوم من الرقبة، وهذا النوع لم يظهر في مصر منذ 25 عاما، وهناك بعض الدول حظرت هذا النوع منها كندا، لافتًا أن الحوادث لن تنتهي طالما من يقومون على تربية الحيوانات لا يستطيعون السيطرة عليها.
أكاديميات تدريب الكلاب غير معتمدة
وأوصى أبو شنب، لمن يريد تربية الحيوانات وعلى وجه الخصوص الكلاب الحصول على رخصة له فلا يوجد قانون يسيطر على هذه الفئة، منوهّا أن كافة أكاديميات التدريب الخاصة بالكلاب غير معتمدة وغير مصنفة وهذه الكيانات ليس هناك قانون منظم لها، بالإضافة إلى عدم وجود جهات رقابية عليها.
وينصح الدكتور أحمد أبو شنب، مربي الحيوانات المنزلية بالسيطرة عليها فإذا فشل مربيها في السيطرة عليها أصبحت سلاح فتاك وإذا شعر بالخوف على مربيه فقد السيطرة عليه، لذا يجب أخذ ذلك في الاعتبار عند قرار تربية الحيوانات المنزلية.
أحمد أبو شنب
استخدام الحيوانات في ارتكاب الجرائم
ومن الناحية القانونية، يرى المستشار الدكتور أحمد القرماني، الخبير القانوني وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، يمكن استخدام الكلاب في ارتكاب الجرائم، وبالتالي يعتبر أداه من أدوات الجريمة، كأن يستخدم الجاني الكلب لإرهاب الغير أو لتسهيل السرقة أو في أعمال البلطجة فإذا نتج عن استخدام الكلب جرح أو قتل أو ترهيب أو إيذاء الغير يعاقب بالعقوبات المقررة لجريمة القتل والبلطجة أو الجرح أو إحداث عاهة مستديمة وبجانب العقوبات الجنائية يجوز للمضرور إقامة الدعوى المدنية للمطالبة الحائز والمسيطر علي الكلب بالتعويض المدني.
القانون رقم 60 لسنة 1948
المادة (1): كل حيوان شرس أو عقور أو هائج يوجد على هذه الحالة في طريق أو مكان عام أو يكون قد أصاب إنساناً أو حيواناً بضرر بسبب تلك الحالة يضبط ويوضع تحت المراقبة الصحية البيطرية مدة لا تزيد على خمسة عشر يوماً، على أن يكون حجزه في إحدى الشفخانات البيطرية أو التابعة للرفق بالحيوان، وإذا اضطر لحجزه محلياً فيكون بمنزل صاحبه في القرية حتى يتسلمه مفتش بيطري المديرية أو المركز.
وإذا تعذّر ضبط الحيوان وثبت هياجه وأن تركه يؤدي إلى إصابة إنسان أو حيوان أو إحداث تلف جسيم، جاز لجهة الإدارة إعدامه في الحال، وفي هذه الحالة يحرر محضر يثبت فيه الأضرار التي أحدثها الحيوان ويوقّع عليهم من أمر بإعدامه وشهود الحادث.
المادة (2): متى ثبت أن الحيوان متأصلة فيه طباع الشراسة أو العقر أو الهياج بدرجة خطرة ولا يرجى شفاؤه يُعدم أو يُذبح على حسب الأحوال، ويكون إثبات هذه الحالة بواسطة لجنة تُشكّل من مفتش بيطري المنطقة أومن ينوب عنه ومن مفتش بيطري المحافظة أو المديرية والمفتش البيطري المحلي، ويعلن قرار اللجنة إلى صاحب الحيوان بالطرق الإدارية ولا يُقبل الطعن فيه بأي وجه.
المادة (3): إذا قررت اللجنة إعدام الحيوان أو ذبحه وجب تنفيذ قرارها فوراً وتسليم اللحوم إذا كانت صالحة للأكل، وكذلك الجلد إلى صاحب الحيوان أو بيعها لحسابه.
المادة(4): إذا قررت اللجنة علاج الحيوان بطريقة خاصة فعلى صاحبه تنفيذ هذا القرار وإلا تولى قسم الطب البيطري العلاج على نفقة صاحب الحيوان.
المادة (5): تكون مؤونة الحيوان أثناء مدة المراقبة أو مدة العلاج على نفقة صاحبه طبقاً للتعريفة التي يصدر بها قرار من وزير الزراعة.
المادة (6): على صاحب الحيوان أداء المبالغ المستحقة في خلال خمسة أيام من تاريخ طلبها وإلا جاز بيع الحيوان بالطرق الإدارية للحصول على تلك المبالغ، وإذا نفق الحيوان أثناء مدة المراقبة أو تقرر إعدامه أعفي صاحبه من جميع النفقات.
المادة (7): في جميع الأحوال التي يُعدم أو يُذبح فيها الحيوان طبقاً لأحكام هذا القانون لا يكون لصاحبه الحق في أي تعويض.
المادة (8): لا يترتب على تطبيق هذا القانون أي إخلال بأحكام القانون رقم22 لسنة 1905 بشأن الكلاب وداء الكلب بالنسبة إلى الحيوان الكلب والمشتبه في إصابتها بداء الكلب.
المادة (9): على وزيري الزراعة والداخلية تنفيذ هذا القانون كلٌ منهما فيما يخصه ويعمل به من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية، ولوزير الزراعة أن يصدر القرارات اللازمة لتنفيذه.
إعادة النظر في قانون اقتناء وحيازة الحيوانات الخطرة
وطالب القرماني، المشرع المصري بإعادة النظر في تجريم اقتناء وحيازة الحيوانات المفترسة، وجعلها جناية وظرف مشدد لأية جريمة مرتبطة أو مقترنة بها بسند أن حيازة واقتناء الحيوانات المفترسة خطر على الإنسان والأموال.
المستشار الدكتور أحمد القرماني
لا ضرر ولا ضرار
ومن الناحية الدينية، يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الضرر الواقع من تربية الحيوانات بالمنزل متوقع، وبطبيعة الحال القاعدة الفقهية تقول "لا ضرر ولا ضرار"، وأيضا دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح؛ لأن الحيوانات يتوقع منها الأذى لمروضها أو مالكها، أو مربيها، وهذا تعذيب لها وإعادتها لمواطنها الأصلية أنفع لها.
وأشار أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية، أن هناك إسراف وتبذير في مسألة تربية الحيوانات حاليا لأنه ليست هناك فوائد من اقتنائها وعلى مربيها حتى لو كان لاتجار، ينبغي أن يراعي هذه الأمور، وبناء عليه يمنع ويحظر تربية الحيوانات والطيور المفترسة، ويلاحظ أن العدوانية الفطرية في الحيوانات والطيور متأصلة فربما أنها تعود إلى فطرتها الأصلية من العدوانية.
حكم تربية الكلاب
وعن حكم تربية الكلاب في الدين، يوضح الدكتور أحمد كريمة، إن كانت تربيتها لأغراض الصيد أو الحراسة لا بأس، إنما إذا كانت الأمور للتدليل والمباهاة فهذا يندرج تحت السفه والتبذير.
الدكتور أحمد كريمة