التمر من الأطعمة المشهورة والمحببة وتحديدا في شهر رمضان الكريم، نظرا لمذاقه الرائع واحتوائه على العديد من العناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم، لكن على الجانب الآخر قد يسبب العديد من المخاطر الصحية، ولكن هل يصل الإفراط في تناول التمر خلال شهر رمضان إلى حدوث الوفاة ؟ وهل يؤثر على وظائف الكلى؟
موضوعات مقترحة
أسئلة متعددة يجيب عليها خبراء وأطباء التغذية لـ "بوابة الأهرام":
تقول الدكتورة هالة عسكر استشاري التغذية جامعة الملك عبد العزيز، إن الإفراط في تناول التمور يكون أكثر ضررا في حالة مرضى السكر، ولكن الإفراط فيه لا يؤدي للوفاة ولكن قد تحدث لمريض السكر غيبوبة ومن السهل إنقاذه منها، والمشكلة الأخطر من ذلك أن التمور تحتوي على أملاح معدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيم والفوسفور .
الدكتورة هالة عسكر
ويعتبر البوتاسيوم الموجود في التمور أكثر خطرا في مرضى الكلى، نظرا لأن كمية البوتاسيوم لديهم تكون مرتفعة، ولذلك عندما يتناول مرضى الكلى التمور يسبب لهم البلح مشاكل صحية كثيرة تتطلب تدخلا طبيا بعد ذلك، نظرا لأن التمور تحتوي أملاحا وهي تختل داخل الجسم نتيجة زيادة نسبة البوتاسيوم عن الحد الطبيعي، ولكنها مشاكل لا تؤدي للوفاة ولكنها تتسبب في نسبة ارتفاع البوتاسيوم في الجسم لأنها قد تؤدي إلى وجود عبء على الكلى خاصة لمرضى الكلى قد تصل إلى حدوث اضطراب أكثر في وظائف الكلى.
كما أن المشكلة تزيد لدى مرضى الكلى عند تناول التمور، نظرا لأن لديهم البوتاسيوم مرتفع من الأساس، لذلك عندما يتناولون بوتاسيوم أكثر خارجيا ولا يستطيع صرفه فهنا تزداد كمية البوتاسيوم على الجسم، مما يسبب زيادة العبء على الكلى ويسبب ضعفا في وظائف الكلى.
وتشير الدكتورة هالة عسكر، أن الأشخاص الذي لديهم معدل سكر تراكميا مرتفعا لا يفضل لهم تناول تمر كثيرا، نظرا لاحتواء التمر على سكريات وكربوهيدرات عالية، لذلك لا يسمح بتناول التمر لمرضى السكر التراكمي فوق الــ 7 لكن الأشخاص الذي لديهم وزن زائد أو لديهم نسبة سكر بسيط، ويمكن أن يتناولوا التمر بنسب بسيطة لا تزيد عن 3 ثمرات.
كما أن ارتفاع السكر لا يسبب الوفاة مباشرة، لأنه قد يصاب بغيبوبة سكر هنا يتم إنقاذ المريض، لذلك يجب أن نهتم أنه عند تناول أي شيء من الطعام يجب الاهتمام بتناول أي طعام ب كمية بسيطة بتوازن واعتدال.
وتنوه، أن التمور تحتوي على عنصر غذائي مهم من الفيتامينات ومن الأملاح المعدنية، ويعتبر التمر له قيمة غذائية وشبعية عالية أي يحقق الشعور بالشبع، أيضا تناول التمور يحسن المزاج لأنه يحتوي على مادة تسمى التربتوفان، وهذه المادة تساعد على تحسين الحالة المزاجية، ونرى ذلك عندما نفطر بعد الصيام في رمضان خاصة عند الإفطار على التمر، ويلاحظ أننا نكون متوترين من الصيام لكن مع تناول التمر تتحسن حالة الصائم جدا.
كما أن التمر مفيد ومغذ للمرأة الحامل وللجنين، ونتيجة تناول البلح أثناء الحمل يولد طفل هادئ أي أن التمر يحتوي على مواد تساعد على الهدوء.
يقول الدكتور سيد عوض أستاذ تكنولوجيا الأغذية، بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، من الممكن أن تحدث الوفاة بسبب تناول التمور، ولكن ذلك يحدث مع مرضى السكر فقط بسبب غياب الإنسولين لديهم خصوصا أثناء نومهم، لكن ما دون ذلك تكون مشاكل صحية يمكن علاجها.
الدكتور سيد عوض
ولكن في حالة من يعانون من مستويات السكر في الدم العادية، يجب أيضا معرفة.
ويشير الدكتور سيد عوض، أن الإفراط في تناول التمور لا يسبب الوفاة فقط لمرضى السكر أثناء النوم، ولكن قد يمتد الأمر لأكثر من ذلك، ورغم أن التمر يعتبر مصدرا ممتازا للألياف، والتي بشكل مفاجئ يمكن أن يكون لها تأثير عكسي في هذه الحالة، وذلك في حالة إذا لم تكن قد تناولت بالفعل ما يكفي من الألياف، فإن تناول الكثير من التمر يعني ببساطة تناول الألياف بكميات زائدة ويمكن أن يؤدي هذا التدفق المفاجئ إلى مشاكل في البطن مثل الإمساك والانتفاخ.
كما يمكن أن يؤدي التمر إلى الحساسية، ويمكن أن تسبب الحساسية الربو، فمن الأفضل أن يتوخى الأفراد المعرضون للإصابة مزيدًا من الحذر في الواقع، حيث يعاني 70-80٪ من المصابين بالربو من الحساسية من المواد المحمولة بالهواء، مثل العفن الموجود أيضًا في التمور المجففة الشبيهة بالفاكهة.
كما يعتبر الطفح الجلدي أحد الآثار الجانبية نتيجة الإفراط في التمور، حيث يمكن أن تسبب الفاكهة المجففة مثل التمر طفح جلدي.
ويشير رغم أن التمر غني بالألياف، كما أنه مرتفع نسبيا في السعرات الحرارية وكثافة الطاقة، ويمكن أن يساهم في زيادة الوزن بشكل لا مثيل له، حيث تحتوي حبه التمر الواحدة على 2 إلى 2.8 سعرة حرارية لكل جرام، مما يعني ببساطة أنها أطعمة ذات طاقة متوسطة الكثافة ويمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن.
ويعتبر التمر مصدرا جيدًا للفلور وهو مفيد جدًا للأسنان، لأنه يقوي الأسنان ويمنعها من التسوس، ولكن قد تصاب الأسنان بالتسوس، لأن التمر غني بالسكر والكربوهيدرات.
كما يعد تناول التمر مع الماء أمرا سيئا، لأنه يمكن أن يؤدي إلى الانتفاخ، وفي الوقت الحالي لا أحد يعرف السبب الحقيقي وراء ذلك لكن الدراسات أشارت إلى أن سبب الانتفاخ قد يكون بسبب تكون الغازات نتيجة التفاعل بين مستويات السكر العالية في التمر والماء.
لذلك ينصح بتجنب شرب الماء فور تناول التمر، لأنه يمكن أن يسبب السعال، وإذا كنت على وشك الاستمتاع بالتمر وشعرت بالعطش في ذلك الوقت فمن الأفضل شرب الماء.
الألياف الغذائية الموجودة في التمر مفيدة جدًا لمعدتنا وتساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، ينظم حركة الأمعاء ويضمن التخلص السليم من الفضلات من الجسم وبالتالي يوفر الراحة من الإمساك. إذا كنت تعانين من الإمساك فيمكنك تناول بعض التمر للتخلص من الإمساك.
ومع ذلك فإن زيادة الألياف سيئة يمكن أن تؤدي إلى الإمساك (أو تفاقم حالة الإمساك) حيث تمتص الألياف الغذائية الماء من أجسامنا وتجعل البراز جافًا ويصعب على أجسامنا إخراجها بشكل صحيح.
ويعتبر الاستهلاك العالي للتمور ليس مفيدا على الإطلاق للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، بسبب قيمتها الحرارية العالية ونسبة السكر العالية.
كما يوفر تناول ربع كوب من التمر المفروم حوالي 24 جراما من الكربوهيدرات، و105 سعرا حراريا من الطاقة، حيث إن التمر مصدر غني للسكريات الطبيعية مثل الجلوكوز والفركتوز والسكروز، ومؤشر نسبة السكر في الدم لديهم هو 103 وهو أعلى من الجلوكوز.
ومن المخاطر الموجودة في التمور، وهي تظهر في طلاء الشمع على التمور مما يجعلها تبدو جذابة ولامعة وتساعد في زيادة بيع هذه التمور، وهذا خطر كبير لأن الشمع المستخدم للطلاء، يحتوي على مكونات سامة مختلفة وتناول طلاء الشمع هذا يمكن أن يزعج معدتنا ويجعلنا نشعر بالغثيان، لذلك إذا تم أكل التمر المغطى بالشمع لفترة طويلة، فقد يكون الموقف أيضا مهددا للحياة.
ويضيف الدكتور سيد عوض، أن التمر فاكهة صحية ويجب تضمينها في النظام الغذائي، لأن التمر غني بالعديد من العناصر الغذائية والألياف ومضادات الأكسدة، وقد توفر فوائد صحية تتراوح من تحسين الهضم إلى تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض، لذلك من المؤكد أن التمور تستحق الإضافة إلى الغذائي.
ويمكن للأشخاص الذين يعانون من مستويات السكر في الدم العادية تناول ما يصل إلى 3-5 تمرات في اليوم. السكريات الطبيعية الموجودة فيه تجعله طعامًا مثاليًا لتناول الإفطار، والوقت المثالي لتناوله هو في الصباح الباكر أو مع وجبة الإفطار للبقاء نشيطًا طوال اليوم. ولكن هل هذا الطعام المغذي مفيد لمرضى السكر أيضًا.
علاقة التمور بإنقاص الوزن
ويقول الدكتور عبدالله عمار أستاذ التغذية بجامعة عين شمس، وفقًا للعديد من خبراء الصحة يفضل تناول 4-6 من التمر يوميا، ويجب تناول التمر باعتدال في كل الأحوال، كما يقلل التمر من مخاطر الإصابة بمرض السكري، وأنواع معينة من السرطان، كما وجد أن مادة الكاروتينات الموجودة في التمر تعزز صحة القلب، ويقلل من خطر الاضطرابات المرتبطة بالعين، مثل الضمور البقعي.
كما قد يساعد تناول التمر في تحسين وظائف المخ، وتقليل الالتهاب ويساعد على الوقاية من مرض الزهايمر، ويعتبر التمر مصدرا للفركتوز وهو نوع طبيعي من السكر الموجود في الفاكهة، لذلك يمكن استخدامه بديلا صحيا للسكر الأبيض نظرا لاحتوائه على العناصر الغذائية والألياف ومضادات الأكسدة.
يضيف الدكتور عبدالله عمار، يمكن أن تسبب الكبريتيت الموجودة في التمر حساسية لمن يعانون من ردود فعل معينة، مثل آلام المعدة والغازات والانتفاخ والإسهال، كما أن استهلاكه بصورة كبيرة يمكن أن يساهم في زيادة الوزن بشكل كبير.
ومن أضرار الإفراط في تناول التمور، أن تغطية التمر بالشمع، لتحسين مظهره ومنحه مظهر لامع، ولكي يبدو طازجا لفترة طويلة، وذلك يتم عن طريق استخدام شمع البترول أو رذاذ كيميائي، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل هضمية شديدة على المدى الطويل.
كما يعتبر التمر من الأطعمة السميكة جدا بالنسبة للأطفال، مما يشكل صعوبة في هضمه عند الأطفال، مما يؤدي إلى مضاعفات حيث يعمل على انسداد القصبة الهوائية للأطفال.
يقول الدكتور عبد االله عمار إن التمر مفيدة للجهاز الهضمي، لذلك يصبح التمر مهما في النظام الغذائي، نظرا لزيادة كمية الألياف التي يتم تناولها، حيث توفر ثلاث تمرات حوالي 18% من الحاجة اليومية من الألياف التي تفيد صحة الجهاز الهضمي، حيث يعزّز التمر من حركات الأمعاء المنتظمة من خلال المساهمة في تكوين البراز.
كما تساعد التمور في منع مستويات السكر في الدم من الارتفاع الشديد بعد تناول الطعام، حيث إنه يوجد تأثير على استهلاك التمر على القناة الهضمية، أنّه أثناء تناول التمر، وكذلك يسهم في انخفاض مستوى المواد الكيميائية في البراز المعروف أنها تتلف الخلايا وتؤدي إلى حدوث طفرات قد تسبب الإصابة بالسرطان.
ويضيف الدكتور عمار، أن من فوائد التمور أنّها تحتوي على مضادات الأكسدة التي لها عدد من الفوائد الصحية، ويساعد ذلك على تقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض، والحماية من جزيئات غير مستقرة قد تسبب تفاعلات ضارة في الجسم وتؤدي إلى الإصابة بالأمراض.
كما يساعد التمر، على تحسين وظائف المخ نظرا لاحتوائه على مضادات الأكسدة المعروفة بقدرتها على تقليل الالتهاب في الدماغ، بما في ذلك مركبات الفلافونويد، كما أن التمر مفيد في تقليل علامات الالتهاب في الدماغ ، حيث ترتبط المستويات العالية منه بزيادة مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
ويضيف، باعتبار أن التمر مصدر جيد للبوتاسيوم لذلك فيهو يساعد على أنه يعزز ضغط الدم الصحي ويساعد في الحفاظ على صحة القلب، كما يمكن أن يساعد في زيادة مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة، أو الكوليسترول ، كما يساعد التمر في منع تصلب الشرايين، ويخفض الدهون.