تحرك جديد من وزارة الصحة والسكان لدراسة استحداث عيادات نفسية بأقسام الطوارئ في المستشفيات، وتكثيف التدريبات للفرق الطبية بتخصص الصحة النفسية، وذلك لدعم المنظومة الصحية، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين.
موضوعات مقترحة
عيادات الصحة النفسية
ووصف وزير الصحة، في تصريحات صحفية له، استحداث عيادات نفسية بأقسام الطوارئ في المستشفيات، بأنه ضمان لتحقيق المستهدفات من إستراتيجية الوزارة للارتقاء بالخدمات الطبية، والنهوض بصحة المواطنين بما يضمن عدم التأثير سلباً على الخدمات المقدمة للمرضى.
التأمين الصحي الشامل
ويأتي دعم منظومة الصحة النفسية، على رأس أولويات الوزارة الفترة القادمة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الشأن، إذ يتم العمل على إدخال مستشفيات الصحة النفسية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.
الاكتئاب
ويوجد بمصر 24.7% من المواطنين يعانون من أعراض نفسية، و7% لديهم اضطرابات نفسية، وذلك وفقًا لأحدث مسح قومي للصحة النفسية أجرته وزارة الصحة والسكان على عينة عشوائية لنحو 22 ألف أسرة مصرية موزعين على محافظات الجمهورية بالاشتراك مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
تعاطي المخدرات
وتقول نتائج المسح الجغرافي، إن أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا كانت "اضطرابات الاكتئاب" بنسبة بلغت 43.7%، فيما جاءت في المرتبة الثانية الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات بنسبة 30.1%.
طوارئ المستشفيات
ويعزز الاهتمام المصري بالصحة النفسية، من نتائج هذا المسح مع تأكيدات منظمة الصحة العالمية على أن الاكتئاب سيكون المرض الأول في العالم بحلول عام 2030، بما يفسر اتجاه مصر بخطوات على أرض الواقع نحو تعزيز دور الصحة النفسية واستحداث عيادات نفسية بأقسام الطوارئ في المستشفيات والعمل على إدخال مستشفيات الصحة النفسية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل.
مرض العصر
ويعني إدخال مستشفيات الصحة النفسية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، توفير الحكومة لهذه الخدمة الصحية، وإتاحتها لكل المصريين بالمجان، حيث منظومة التأمين الصحي الشامل التي تتكفل الدولة عبرها بتكلفة الكشف والعلاج، بما يضمن عدم وجود عقبات اقتصادية أمام المواطنين ممن يعانون من مشكلات نفسية، تمنعهم من الكشف النفسي، الخطوة التي وصفها استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي، بالمُنقذة من أمراض العصر.
الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية
جرس إنذار
وقال استشاري الصحة النفسية، إن تأكيدات منظمة الصحة العالمية على أن الاكتئاب سيكون المرض الأول في العالم بحلول عام 2030، تمثل للمجتمعات وليس مصر فقط، جرس إنذار ما ينبغي أبدًا تجاهل صدى صوته لأنه يشير إلى مشكلة صحية حقيقية قد تفوق مخاطرها مخاطر أمراض كبيرة: "الأمراض النفسية تفوق في مخاطرها بعض الأمراض العضوية الخطيرة، والاكتئاب وحده إن وصل لمراحل متأخرة عند المصاب به قد يقوده إلى الانتحار لمجرد الرغبة في التخلص من آلامه النفسية الحادة".
الأمراض النفسية
ويحذر استشاري الصحة النفسية، من تجاهل الألم النفسي أو الاستهانة بهذه المشاعر التي إن تمكنت من الإنسان ستكون مهددة لحياته، قائلًا: "إن الصحة النفسية بحاجة إلى مزيد من الوعي بأهميتها ودورها في تحسين جودة حياة الإنسان ويمكن تحقيق ذلك من خلال حملات إعلامية بمختلف وسائل الإعلام إضافة إلى وصول الوعي للمدارس والجامعات ومؤسسات العمل".
أعراض الاكتئاب
وتختلف أعراض الاكتئاب من شخص لآخر، وليس من الضروري أن تظهر كل الأعراض في حالة الاكتئاب، فقد يظهر بعضها، وهي كالتالي .
1 .. حالة مزاجية منخفضة
2.. عدم القدرة على الإحساس بالمتعة
3.. الأفكار الوسواسية ومشاعر عدم القيمة، الشعور بالذنب والندم
4.. الشعور بالعجز، اليأس وكراهية الذات
5.. ضرر في التركيز والذاكرة
6.. ممانعة من حالات وأنشطة اجتماعية
7.. انخفاض الرغبة الجنسية
8.. الأرق أو النوم المفرط
9.. فقدان أو زيادة الشهية
10.. التفكير في الموت أو الانتحار
11.. أعراض جسدية مختلفة مثل التعب، اللامبالاة، الصداع ومشاكل في الجهاز الهضمي
12.. في الحالات الشديدة قد يكون هناك أوهام و/ أو هلوسة (عادة هلوسات سمعية).
الكشف والعلاج النفسي
ويقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، إن تطلع الدولة للاهتمام بالصحة النفسية، وإتاحة هذه الخدمة الصحية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل، سيدعم نشر ثقافة الصحة النفسية، لأنها بذلك ستكون متاحة لجميع المواطنين .
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي
ويضيف استشاري الصحة النفسية، أن كثير من المواطنين لديهم الرغبة الحقيقية في الكشف والعلاج النفسي لكن النظرة المجتمعية للأمراض النفسية تجعل من إقبالهم على هذه الخطوة، صعوبة بالغة، بسبب خوفهم من وصف المجتمع لهم: "كثير من الناس يصفون المريض النفسي بالمجنون، وهذه النظرة بحاجة إلى جهود ثقافية لتغييرها وهو ما يتمثل في التوعية الإعلامية والمؤسسية".