Close ad

افتتاح مسجد الحاكم بأمر الله.. هدية للمصلين فى شهر رمضان

6-3-2023 | 15:34
افتتاح مسجد الحاكم بأمر الله هدية للمصلين فى شهر رمضانصورة أرشيفية
هبة عادل
الأهرام العربي نقلاً عن

من منا لا يريد أن يذهب إلى بيوت الله؟ بحثاً عن الراحة والطمأنينة.. ففى كل لحظة نغمض أعيننا ونحن واقفون صامتون لا نعبر إلا بالصمت عن الخشية والخضوع له، لكن لا تتوافر هذه الحالة إلا فى أماكن شديدة الخصوصية، حين تجد نفسك بين أحضان السماء فى فناء واسع لا ترى إلا اللون الأزرق، وانعكاسها على الأرض وتذهب إلى عالم بعيد ملئ بالسلام والحب.

موضوعات مقترحة

هذا ما نشعر به عندما ندخل لمسجد الحاكم بأمر الله، هذا المسجد العريق الكبير الغنى بالبساطة دون تكلف، حيث انتهت وزارة السياحة والآثار من ترميمه وتطويره تنفيذا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتطوير منطقة القاهرة التاريخية من أجل القضاء على التشوه العمرانى وإعادة إحيائها، وإعادتها إلى سابق عهدها، وتتضمن مناطق التطوير مرحلة مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وكانت البداية بمناطق مسجد الحاكم، وباب زويلة، وحارة الروم، ودرب اللبانة، والفسطاط، ومسجد الحسين، والأزهر، المتهالكة والممهورة بالطابع الإسلامي، وتنفيذ تطوير كامل لشبكات المرافق بها.

وقد افتتح السيد أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف برفقة اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة والدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس للآثار، مسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله الفاطمى بمنطقة القاهرة التاريخية، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وإحيائه بالتعاون مع طائفة البهرة بتكلفة 85 مليون جنيه، وتحت إشراف قطاعى المشروعات والآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، والإدارة العامة للقاهرة التاريخية.

المسجد عانى من الإهمال ‪‎‬لفترات طويلة، حتى تحولت أروقته إلى مخازن لتجار المنطقة، وأيضاً مخازن لحفظ الآثار الإسلامية، وفى عصر الرئيس الراحل أنور السادات، طلبت طائفة الشيعة البهرة الذى بدأوا فى الهجرة إلى مصر السماح لهم بتجديده بالجهود الذاتية، لأن الحاكم بأمر الله يمثل لهم شخصية وتم ذلك، ودعا الرئيس السادات إلى افتتاح المسجد، ومنذ ذلك الحين يقوم الشيعة البهرة الذين هاجروا إلى مصر واستقروا بها كتجار، خصوصاً فى منطقة القاهرة العتيقة والجمالية وما حولها برعاية الجامع وهو مفتوح لجميع الطوائف. كما أن الكثيرين من الموحدين الدروز من البلدان العربية المجاورة، يزورون الجامع أثناء وجودهم فى مصر للتبرك والصلاة به.

شارك فى الافتتاح السيد مفضل حسن على، ممثل سلطان البهرة بالقاهرة ومن وزارة السياحة والآثار العميد مهندس هشام سمير، مساعد الوزير لمشروعات الآثار والمتاحف، والدكتور أبو بكر عبد الله المكلف بتسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية، والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار وعدد من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار، والإدارة العامة للقاهرة التاريخية.

محافظ القاهرة: افتتاح مسجد الحاكم بأمر الله جزء من تطوير منطقة القاهرة التاريخية

وأكد اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة أن افتتاح اليوم يعد جزءا من التطوير الذى تشهده منطقة القاهرة التاريخية، خلال الفترة الحالية، حيث شهدت افتتاح مسجد الحسين وشارع الأشراف ومسار آل البيت، بالإضافة إلى مشروع تطوير الفسطاط الجارى حاليا.

ومن جانبه أوضح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس للآثار، أن مشروع الترميم بدأ فى فبراير 2017، حيث شملت الأعمال صيانة دورية لدرء الخطورة وحماية حوائط المسجد من أثر الرطوبة والأملاح، بالإضافة إلى أعمال تهوية وتدعيم الحوائط ومعالجة بعض الشروخ بها.

وأشار العميد هشام سمير، إلى أنه تم الانتهاء من ترميم جميع الأعمال الخشبية بالمسجد من الأبواب والمنبر وروابط خشبية مزخرفة، أسفل أسقف المسجد، فضلا عن أعمال الترميم الدقيق للمحاريب بالمسجد مع تغيير الستائر التى تغطى فتحات العقود المطلة على الصحن، وتجديد شبكة الكهرباء الداخلية والخارجية ورفع كفاءتها، كما تم إضافة شبكة من كاميرات المراقبة وترميم الثريات ( النجف)، بإيوان القبلة وصيانة واستكمال المشكاوات والقناديل الزجاجية بإيوانات المسجد، وإضافة فوانيس جديدة كوحدات للإضاءة مطلة على الصحن، مع صيانة الإضاءة المتخصصة للواجهة الخارجية، بالإضافة إلى صيانة جميع أرضيات الأيونات والصحن الرخامية بالمسجد طبقا للأصول الفنية والأثرية.

ومن جانبه قال الدكتور أبو بكر عبد الله، إن مسجد الحاكم بأمر الله يتميز بوجود المدخل الرئيسى البارز بالواجهة الرئيسية - الشمالية الغربية والذى يعد أقدم أمثلة المداخل البارزة بمصر، حيث أخذ الفاطميون فكرته من مسجد المهدية فى تونس، وقد قام جامع الحاكم بنفس الدور الذى كان يقوم به جامع الأزهر فى ذلك الوقت من حيث كونه مركزًا لتدريس المذهب الشيعى، كما اشتهر بجامع الخطبة وجامع الأنور.

 أما عن تخطيط المسجد، فأضاف أنه عبارة عن مساحة شبه مربعة يتوسطها صحن أوسط مكشوف سماوى يحيط به أربع ظلات أكبرها وأوسعها ظلة القبلة فى الجانب الجنوبى الشرقى المكونة من خمسة أروقة، أما الظلة الشمالية الشرقية فتتكون من رواقين فقط، أما الظلتان الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية فيحتوى كل منهما على ثلاثة أروقة، كل رواق به مجموعة من العقود، ويعلو واجهته الرئيسية مئذنتان، وقد توالت الإصلاحات والترميمات على المسجد، بعد تعرضه للتخريب جراء زلزال مدمر حدث عام 1302 م، واتخذته الحملة الفرنسية مقراً لجنودها واستخدمت مئذنتيه كأبراج للمراقبة. وقد استخدم رواق القبلة والصحن من قبل لجنة حفظ الآثار العربية، كأول متحف إسلامى بالقاهرة أطلق عليه دار الآثار العربية، قبل نقل القطع إلى متحف الفن الإسلامى بباب الخلق، كما تحول الرواق الجنوبى الغربى، وجزء من الرواق الشمالى الغربى إلى مدرسة ابتدائية عُرفت بـ « السلحدار الابتدائية.

تجدر الإشارة، إلى أنه تم تجديد بعض أجزاء المسجد فى أوائل القرن الثالث عشر بعد أن جدّد السيد عمر مكرم، بعض أجزاء المسجد وكسا القبلة بالرخام، وأضاف منبرًا ومحرابًا بجوارها.
وشكلت أعمال ترميم مسجد الحاكم بأمر الله، الذى يعتبر أهم المساجد الجامعة، معالجة الواجهات الداخلية للمسجد واستكمال المرحلة النهائية لمعالجة الرطوبة والأملاح بحوائط المسجد، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق والتى تضمنت دهانات الأعمال الخشبية والمنبر ومعالجة رخام المحراب، وشبكة الكهرباء وتركيب مشكاوات الجامع.

‬أهمية مسجد الحاكم بأمر الله

‬لم يكن «مسجد الحاكم بأمر الله»، مجرد جامع أثرى عريق، بنى بنهاية شارع المعز لدين الله الفاطمى، وتحديدًا بحى الجمالية بالقاهرة، ولكنه يعد أحد أربعة آثار إسلامية باقية منذ العهد القديم، وذلك بعد جامع عمرو، بن العاص بالفسطاط، وجامع أحمد بن طولون بالقطائع، وجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، ويحده من الجانب الشمالى سور القاهرة الشمالى وباب الفتوح، ومن الجنوب منازل حديثة البناء، ومن الناحية الشرقية وكالة قايتباي، أما من الناحية الغربية فيطل على شارع المعز.

ويقع الجامع بنهاية شارع المعز لدين الله الفاطمى بحى الجمالية، بجوار باب الفتوح، حيث كان المسجد وقت تشييده خارج أسوار القاهرة القديمة التى شيدها جوهر الصقلى، ثم أصبح داخل حدود المدينة بعد أن قام بدر الجمالى (480هـ/ 1087م) بتوسعة المدينة وتشييد الأسوار الحالية..‏‪‎‬وتبلغ المساحة الكلية للمسجد نحو أكثر من 13 ألف متر مربع، ويبلغ طوله نحو 120.5 متراً.

فى‪‎‬ عام 989 ميلادية، رأى العزيز بالله الفاطمي، خامس الخلفاء الفاطميين، أن جامع الأزهر الشريف، لم تعد لديه قدرة على حمل المزيد من المصلين والدارسين، لذلك بدأ يفكر فى بناء مسجد جديد، لكن عملية البناء لم تكتمل لوفاته، أو اختفائه على حسب بعض الأقاويل، وقام باستكمال عملية البناء ابنه «الحاكم بأمر الله»، الخليفة الفاطمى السادس، وتم افتتاحه عام 1012 ميلادى، ومنها سمى المسجد على اسم الحاكم، وفى عام 1013 ميلادية، أصدر الحاكم بأمر الله قراراً بتحويل المسجد إلى «جامع» يدرس فيه الفقه، ليساعد جامع الأزهر الشريف فى استيعاب الدارسين والمصليين.

‬وتعتلى الواجهة البحرية للمسجد مئذنتان ثمانية الشكل، كل مئذنة تجلس على قاعدة هرمية الشكل، وبأسفلها قاعدة أخرى مكعبه الشكل تخرج عن السور بقليل، ثم ترتفع حتى تصل لارتفاع سور المسجد، وبين هاتين المئذنتين بوابة رئيسية للجامع تخرج عن السور قليلاً، وبنفس مقدار القاعدتين المكعبتين للمئذنتين، يغطيه من أعلى قبو أسطوانى الشكل عرضه 3.48 متر وطوله 5.5 متر، فى نهايته باب عرضه 2.21 متر ومعقود بعقد أفقى من الحجر حديث البناء، وعند المدخل نجد فى اليمين واليسار بعض البقايا من النقوش الجميلة ارتفاعها تصل نحو 1.6 متر، ومنها يؤدى إلى صحن الجامع الذى يحيط به الأواون.

‬وفى الجانب الجنوبى الشرقى يقع إيوان قبلة الصلاة، الذى يتكون من خمسة أروقة، وفى كل رواق 17 عقداً، أما الإيوان الشمالى الشرقى فيتكون من رواقين فقط بكل رواق 17 عقداً، أما الإيوانان الشمالى الشرقى والجنوبى الغربي، فيحتوى كل منهما على ثلاثة أروقة، كل رواق به مجموعة من العقود، وكل هذه العقود محمولة على مجموعة أكتاف أو أعمدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة