Close ad

الرئيس وتعمير سيناء

6-3-2023 | 14:18

قال تعالى: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ﴾ [ سورة المؤمنون الآية: 20]

لقد اتفق العلماء من جمهور الفقهاء، وأصحاب التفسير اللغوي من أهل الفكر، في تفسير هذه الآية الكريمة، أن الله أنبت شجرة مباركة وهي "الزيتون"، تخرج من جبل طور سيناء ((جبل المناجاة))، ولهذا الجبل قدسيته؛ حيث ناجى موسى عليه السلام ربه وكلمه وأنزل عليه وصاياه العشر، والمعنى في الآية الكريمة أن بداية خلق شجرة الزيتون، هو خروجها من بطن هذا الجبل المبارك، بل كانت خير بشرى وهداية ومنافع للناس، بل ذكر التاريخ فى عهد سيدنا موسى، بأن شعب بني إسرائيل كانوا يعتمدون في غذائهم فى فترة الاستقرار من الجانب الأيمن للطور على زيت الزيتون، فكان القدر الكبير من التزود بهذا الطعام والخيرات من الثمار والطيور، تغنيهم عن الترحال إلى مناطق أخرى، بعد أن أهلك الله فرعون عدوهم ونجاهم منه، بقوله تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ﴾ [ سورة طه: الآية 80]، ولم يكن بنو إسرائيل يتزودون فى طعامهم على زيت الزيتون فحسب، بل قاموا بإضاءته في انتظار قدوم الوحى الإلهى على سيدنا موسى، وقد قيل فى الأثر القديم بأن سيدنا موسى، قد مسح بيديه الكريمة دهن هذا الزيت المبارك على رأس أخيه هارون، عندما تولى الكهنوت لبني إسرائيل.

وعلى معالم الطريق لتنمية وإعمار أرض القداسة والأنبياء والتى ذكرها الله في كتابه الكريم، وعلى هذا الامتداد العظيم في التنمية والإعمار، يبشرنا الرئيس السيسي بتعمير شبه جزيرة سيناء، وإعلانها صراحة خلال تفقده اصطفاف المعدات التى ستنفذ مشروعات التنمية لها، وكيفية حسن استغلال قدرة هذه الأرض من خزائن الموارد الطبيعية التي تتواجد فيها، من خلال تخطيط كامل متكامل تتوافر فيه حرية العمل والابتكار ويتوافر الأمن والمناخ المناسب للنهوض بمواقع العمل والإنتاج، وهذا يقتضي متابعة جادة وفعالة، وتنسيق وتعاون كامل بين جميع مؤسسات الدولة الاقتصادية ومشاركة الأجهزة الأمنية، لأن التواصل الدائم بين هذه الكيانات، بالتعاون مع أفراد الشعب؛ لأنهم الوقود التى تتحقق به كل مقومات الطموحات والنجاحات، التي تتضمنها خطط التنمية والتقدم في كل مكان.

ومن ذلك يتضح أن خطة الدولة في تنمية سيناء، تم التخطيط لها من جميع النواحي الأمنية والمالية والبشرية والفنية والصناعية والزراعية والأماكن المراد تعميرها سريعًا، لأن فكرة التنمية تقوم أساسًا على أن تتصل جميع القطاعات الاقتصادية والإنتاجية مع بعضها وتدور في فلك واحد بأقصى سرعة وحركة، حتى تمتلك البلاد زمامها ويتحقق الاكتفاء الذاتي من كل الاحتياجات، وبالتالي تعتمد على نفسها بما يسد حاجاتها والفائض تقوم بتصديره إلى الخارج، من أجل الحصول على العملة الصعبة لبناء الجمهورية الجديدة، وكل هذا تحقق بفضل الله ثم رجالها الأبرار الذين جعلوا من أجسادهم حصونًا قوية منيعة لصد شبح الإرهاب، ومن دمائهم الذكية بحرًا ليرتوي منه تراب أرضها المباركة، لتطهيرها من دنس الجماعات التكفيرية ذات العقائد الدموية الأشد إجرامًا ووحشية، فى توجيه رصاصهم الغادر لرجال الجيش والشرطة المصرية، بعد أن ارتكبت فظائع وجرائم تقشعر منها الأبدان، بترويع المواطنين الآمنيين بعد أن أدخلوا عليهم الخوف والذعر واستولى عليهم الفزع، فسقط مخطط اغتصاب أرض سيناء من هذه الجماعة الغوغاء، فقد كانت نهاية هؤلاء المرتزقة على يد  قوة إيمان الأبطال العظام من رجال الجيش الكرام.

إن فكرة الإصلاحات الاقتصادية والتنموية للرئيس السيسي، تشمل النهوض بجميع مدن البلاد، ليقفز بها قفزة كبيرة ويخرج بها من مرحلة الرقود إلى مرحلة التقدم والبناء، فقد وضع لمصر سياسة تنموية ومشروعات قومية عملاقة، فلم تشغله التطورات السياسية والأزمات الدولية التي جاءت عقب ما تطورت إليه الأحداث في السنوات الأخيرة، التي تعرض لها العالم  من جائحة كورونا وتعرض الاقتصاد الدولي للشلل التام، ثم ما لبثت أن تعود الحياة إلى طبيعتها فيما كانت عليه قبل ظهور هذه الجائحة، إلا ويستيقظ العالم مرة أخرى على قيام الحرب الروسية الأوكرانية، التي كانت سببًا فى خلق الشدائد والأزمات الاقتصادية التي تعاني منها الشعوب العالمية الآن، والتي تحرمها من رفاهيتها وتقدمها، بل لها التأثير المتزايد في ارتفاع الأسعار العالمية وندرة السلع الغذائية الأساسية؛ لأن دول الاتحاد السوفيتي السابق هم سلة غذاء العالم، ولقد تصدى الرئيس السيسي بكل قوة لكل أساليب المكر والخداع، لدول المخطط الغربى لتنفيذ مشروعهم العبثي بتقسيم مصر وعزل سيناء عنها، والسيطرة على أول نقطة مياه تأتى إلينا عبر نهر النيل العظيم، ليصلوا إلى أغراضهم القذرة وهو تحقيق حلم الشرق الأوسط الكبير، ولكن تحطم هذا الحلم الشيطاني على يد قوة وإيمان وعزيمة الجيش المصرى أقوى جيش فى الشرق الأوسط تحت قيادة قائده الأعلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.

لقد نظر الرئيس السيسي إلى سيناء؛ لأنه وجد فيها الامتداد الوحيد للعمران من جهة بوابة مصر الشرقية، فأراد أن يتجه نحو الشرق، وأن يبذل كل الجهود لكي تصبح سيناء فى مدة زمنية قصيرة، أرضًا خصبة مملوءة بالخيرات، ومأهولة بالسكان وبث فيها روح التعايش والسلام، وتجفيفها من منابع الإرهاب، الذي كان سببًا في أوجاع كل المصريين، فأصبح حلم الدولة أن يسود الأمن والأمان لهذا البلد الأمين، فقد تحققت هذه الأمنية، بعد أن خاض الجيش غمار حربه على الإرهاب وانتصر عليه، فقد وجه الرئيس السيسي كل عنايته إلى النهوض بسيناء وجعلها جنة خضراء تنبت الزرع وتطرح الثمار؛ لأن غاية أمله أن يعم الخير على الشعب المصري كله، فمن أجل ذلك لا يدخر وقتًا ولا جهدًا نحو إصلاح بلده وتحسين أحوال شعبه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: