إهمال ارتجاع المريء يسبب السرطان.. العلاج في تغيير نمط الحياة

2-3-2023 | 23:24
إهمال ارتجاع المريء يسبب السرطان العلاج في تغيير نمط الحياةارتجاع المريء
إيمان البدري

ألم حارق في الأنف والفم والحلق قد يصل إلى نزيف مصحوب بالشعور بحساسية والتهابات مزمنة في الأذن والفك،  مع ظهور ألم في القصبة الهوائية والصدر، وهنا البعض يعتقد أنها التهابات في الجيوب الأنفية ولكن يصطدم بعد الكشف بأنه مريض بمرض ارتجاع مريء، ويحدث ارتجاع المريء بسبب ارتجاع حمض المعدة إلى المريء مسببا ألما حارقا خلف عظمة الصدر.

موضوعات مقترحة

وبحسب الأطباء أكدوا أن اتباع بعض التغييرات في نمط الحياة يساعد على تخفيف الأعراض التي تحدث نتيجة الإصابة بارتجاع المريء، ويتم ذلك من خلال المحافظة على نمط الحياة الصحي، والمحافظة على الوزن المناسب تعتبر من أهم سبل الوقاية من ارتجاع المريء.            

يقول الدكتور أشرف عمر، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، إن ارتجاع المريء يعتبر حالة مرضية شائعة تحدث نتيجة رجوع حمض المعدة ومحتوياتها إلى المريء، ويعاني الكثير من ارتجاع المريء  خاصة السيدات الحوامل حيث يشعرن بألم حارق خلف عظمة الصدر ومع تكرارها وشدتها هنا يجب  تدخل العلاج الطبي، حيث إن ارتداد حمض المعدة إلى المريء يمكن أن يؤدي إلى تهيج بطانة المريء.             

يتابع أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، إن في حالة الإصابة بارتجاع المريء، يستطيع معظم الناس السيطرة على الانزعاج الناتج عن داء الارتجاع المعدي المريء، وذلك من خلال  إدخال تغييرات على نمط  وأسلوب الحياة مع استخدام بعض الأدوية، لكن البعض يحتاج إلى جراحة لتخفيف الأعراض ولكن  الجراحة لا تعتبر أمرًا شائعًا.           

 ويستطرد الدكتور أشرف عمر، أن من الأعراض الشائعة لداء الارتجاع المعدي المريئي وجود إحساس حارق في الصدر وحرقة  في المعدة، وهذه الأعراض تحدث بعد تناول الطعام، وقد تزداد حدة هذه الآلام في الليل أو أثناء النوم.

الشعور بصعوبة في البلع ويسمى عسر البلع
الشعور بوجود ارتجاع في الطعام أو السوائل الحامضة
 الشعور بوجود كتلة في حلقك
آلام في الجزء العلوي من البطن أو الصدر
كما أن مريض ارتجاع المريء إذا كان مصابا بالارتجاع الحمضي في الليل، فمن الوارد أن تظهر عليه أعراض أشد مثل:

   1- سعال مستمر

    2- التهاب الأحبال الصوتية والتهاب الحنجرة

    3-  ظهور الإصابة بمرض الربو المتأخر وقد يصل إلى تفاقم الحالة.

ونتيجة مجموع هذه الأعراض يجب المتابعة الطبية الفورية عند الشعور بألم في الصدر، وضيق النفس أو ألم في الفك أو الذراع، لأنها قد تكون هذه مؤشرات وأعراض نوبة قلبية.             

ويشير الدكتور رامي الغيط أخصائي الجهاز الهضمي، أن داء ارتجاع المريء يحدث  نتيجة تكرار الارتجاع الحمضي أو ارتجاع محتوى غير حمضي من المعدة.


ويظهر ارتجاع المريء أثناء عملية البلع، وترتخي فيه مجموعة العضلات المحيطة بأسفل المريء، وذلك للسماح بدخول الطعام والسوائل إلى المعدة ثم تنغلق مجموعة العضلات مرة أخرى، لكن في حالة لكن في حال عدم ارتخاء العضلات بشكل طبيعي أو ضعفها، يمكن أن يرجع حمض المعدة إلى المريء، ويؤدي هذا الارتجاع المستمر للحمض إلى تهيج بطانة المريء، وغالبا ما يسبب التهابها.

ويشير الدكتور رامي غيطا، أن هناك أسبابا تؤدي إلى ارتفاع الإصابة بارتجاع المريء مثل:
السمنة، وهي تؤدي إلى انتفاخ الجزء العلوي من المعدة لأعلى واندفاعه عبر فتحة الحجاب الحاجز مما يسبب فتق الحجاب الحاجز.
 ويعتبر تناول وجبات كبيرة من الطعام في وقت متأخر من الليل، عاملا أساسيا في الإصابة بارتجاع المريء.

كذلك الحمل نتيجة تصلب الجلد.
ومن أسباب الإصابة بارتجاع المريء تأخر إفراغ المعدة.

التدخين
تناول أدوية مثل الإسبرين
مع تناول أطعمة محفزة مثل الأطعمة الدهنية أو المقلية.
شرب بعض المشروبات مثل الكحول أو القهوة.

ويضيف الدكتور رامي الغيط، يؤدي الالتهاب المزمن في المريء  عند تركه وإهماله على مخاطر التهاب أنسجة المريء، كما  يمكن أن يؤدي حمض المعدة إلى تآكل أنسجة المريء، وبالتالي  يسبب التهابا ونزيفا وأحيانًا قرحة مفتوحة، ويمكن أن تسبب قرحة المريء الألم وتجعل البلع صعبا.

ومن أخطار إهمال ارتجاع المريء، أنه يسبب  تضيق المريء، كما يحدث ضرر للمريء السفلي بسبب حمض المعدة الذي  يؤدي إلى تكوين أنسجة متندبة التي تؤدي إلى تضيق مسار الطعام، مما يسبب مشاكل في البلع.

ويكمل: إن إهمال علاج ارتجاع المريء، يؤدي إلى   زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء، وجميع هذه المخاطر تحدث بسبب أن عملية الهضم الطبيعية يفتح فيها  الصمام العضلي الذي يفصل المريء عن المعدة والتي تسمى بوابة المعدة، وذلك للسماح بدخول الطعام إلى المعدة، وتغلق بعد ذلك لمنع الطعام وحمض المعدة من الرجوع إلى المريء.

 لذلك عندما تشعر الحالة  بأعراض تعب ليجب تجاهلها، مثل الشعور بألم وحرقة في الصدر وقد تصل إلى الحلق مما يسبب احتقانه والتهاب الحنجرة، وكذلك الشعور بوجود ألم أو صعوبة البلع، مع الشعور بطعم حامض في الفم، التهاب اللثة والأسنان، سوء رائحة الفم، مع وجود سعال جاف، وعند حدوث زيادة إفراز اللعاب.

وفي سياق متصل يقول الدكتور رامي غيط، تزداد الأعراض سوءا عند الإصابة بارتجاع المريء،  عند الانحناء أو الاستلقاء أو بعد الإكثار من تناول الطعام، كما يعتبر القلق والإجهاد من مهيجات ارتجاع المريء وكذلك تناول الشوكولاتة وتناول البصل، ومن مهيجات ارتجاع مريء مثل المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل  المشروبات الغازية والقهوة وغيرها، كما أن النعناع يعتبر من مهيجات ارتجاع المريء.                   
يؤكد رامي غيط، على المريض التوجه للطبيب عند التعرض للحرقة ليومين أو أكثر في الأسبوع، وعند الشعور بصعوبة في بلع الطعام أو السوائل، وعند الشعور بغثيان أو تقيؤ مستمر، وإذا حدث فقدان الوزن بسبب ضعف الشهية، وخاصة عند استمرار الأعراض على الرغم من استخدام الأدوية.            

يوصي الدكتور رامي غيط، بإتباع طرق الوقاية  لتجنب الإصابة بارتجاع المرئ،  يجب تجنب الأطعمة والمشروبات المهيجة للحرقة، مع الإقلاع عن التدخين، مع  المحافظة على الوزن الطبيعي.

يشير رامي غيط، إلى ضرورة إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة لتفادي الإصابة بارتجاع المريء، من خلال عدم الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة، مع  الأكل قبل الاستلقاء بساعتين إلى ثلاث ساعات، مع تقسيم وجبات الطعام إلى وجبات صغيرة ومتفرقة خلال اليوم، مع تجنب ارتداء الملابس الضيقة.

يشير إلى أن الحرقة في المعدة أو الصدر تعتبر حالة مرضية، عند التعرض للارتجاع والحرقة ليومين أو أكثر في الأسبوع، أو الشديدة لأكثر من يوم في الأسبوع، علمًا بأن شرب الحليب في البداية قد يخفف من أثار الحرقة ولكن تأثيره لحظي، ولكن تناول اللبن بعد فترة يؤدي إلى تحفيز إنتاج حمض المعدة وخاصة ما إذا كان كامل الدسم، حيث إن الدهون تسهم في ارتخاء عضلة بوابة المعدة، علما بأن تناول الخيار لتخفيف الحرقة لا يوجد عليه دليل علمي محكم على ذلك، لكن الخيار ليس من المهيجات ويخضع للتجارب الفردية، فبعض المرضى يرى أنه يساعد في تخفيف الأعراض والآخر لا يرى له أي تأثير.


الدكتور هشام أشرف عمرالدكتور هشام أشرف عمر

الدكتور رامي غيطالدكتور رامي غيط
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة