يلجأ الكثير من المواطنين إلى تعاطي "حقن البرد" التي أصبحت قاتلة، خاصة في فصل الشتاء إذ تتزايد نزلات البرد، ويستخدمها البعض كعلاج سريع داخل الصيدليات دون خضوع المريض للكشف الطبي المسبق أو حمله روشتة توصى بذلك، غير مدركين بخطورتها الكبيرة على حياة الإنسان، خاصة مع تزايد حالات الوفاة بسببها لاحتوائها على 3 تركيبات ضارة هي الكورتيزون، والمضاد الحيوي، ومسكن الآلام، والتي تترك آثارا جانبية قد تؤدي إلى الوفاة.
موضوعات مقترحة
وتسببت "حقن البرد" في وفاة 4 أشخاص في الأشهر الأخيرة، كان آخرها، شاب يدعى "عمرو" يعيش بمنطقة عين شمس، ويبلغ من العمر 36 عاما، توفى نتيجة مضاعفات حدثت له بعد تناوله حقنة برد شهيرة معروفة باسم "حقنة هتلر" داخل إحدى الصيدليات المجاورة لمحل سكنه.
ولم تكن تلك هي الواقعة الوحيدة لـ"حقنة هتلر" داخل الصيدليات والتي راح ضحيتها الشاب عمرو، ففي فبراير الماضي تكررت نفس الوقعة وتحديدًا بمحافظة أسيوط، وراح ضحيتها طفل يدعى "محمد محمد حسن"، وفي شهر أكتوبر الماضي، تكرر الأمر ذاته، وراح طفلتان من أسرة واحدة وهما "إيمان وساجدة" ضحية تناولهما حقنة البرد الشهيرة.
وأصيبت إيمان وساجدة بنوبة إعياء شديدة وارتفاع في درجة الحرارة، وعلى إثر ذلك تناولتا حقنتين داخل إحدى الصيدليات، وعقب الحقن أصيبتا بتشنجات حرارية وحالة إعياء شديدة نقلا على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم لكنهما لفظا أنفاسهما الأخيرة نتيجة مضاعفات حدثت بعد الحقن.
وعقب تلك الوقائع طالبت نقابة الصيادلة أعضاءها بمنع أعطاء الحقن داخل الصيدليات، وكان ذلك في بيان رسمي، حفاظاً منها على الصيادلة من التعرض للمساءلة القانونية عن خدمة طبية مقدمة منهم، وعلى الرغم من زيادة عدد حالات الوفاة بسبب حقن المضاد الحيوي دون الاختبار، وقرار الصيادلة بمنع إعطاء الحقن في الصيدليات، إلا أنه مازال الكثير من المواطنين يتعاملون مع الصيدلية كونها مستشفى، منهم من يحصل على حقن، أو استشارة الصيدلي في أدوية محددة، حيث أنه عرف اجتماعي اعتاد عليه المواطنون منهم لاستسهال الأمر، خاصة في الأرياف.
تحذير وزارة الصحة من حقن البرد
وأصدرت وزارة الصحة والسكان، تحذيرًا عاجلًا حول حقنة البرد، التي يطلق عليها الخلطة السحرية لعلاج البرد، حيث تتكون هذه الحقنة من مضاد حيوي، بالإضافة إلى مسكن للآلام وكورتيزون، والمكونات الثلاثة تسبب أضرارا كبيرة، فمثلا المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد كونها عدوى فيروسية، وإنما تستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، والكورتيزون يسبب ضعف في المناعة، والخلطة تؤدي إلى الوفاة.
ويؤكد الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن حقنة البرد الشديد ليس لها أي دور في علاج أدوار البرد نهائيا، ولها ضرر كبير على من يتناولها، لأنها مخلوطة بثلاث مكونات تفاعلها خطير على الإنسان
ولحقن البرد آثار جانبية كبيرة على الصحة العامة للأشخاص، لذلك يؤكد "الحداد" أنه يجب عدم الحصول عليها إلا بمحاذير شديدة جدا وعن طريق الطبيب، لأنها تعد كارثة صحية، وحقنة البرد تحتوى على مسكن ومضاد حيوي وكورتيزون لذلك هي كارثية.
ويوضح استشاري المناعة، أن المضاد الحيوي والكورتيزون يؤذى مناعة الجسم، ومعظم العدوى الفيروسية لا تحتاج إلى مضاد حيوية، فالمضادات الحيوية تساهم في تقليل المناعة، ولا يتم الحصول عليها إلا بعد استشارة الطبيب.
مكونات حقنة البرد السريعة
تعدد وصفات الحقن السحرية أو حقنة البرد، ولعل أشهر مكونات تلك الوصفات:
- مسكن للآلام
- مضاد حيوي
- كورتيزون
أضرار تناول المضادات الحيوية
هناك العديد من الأضرار التي من الممكن أن تصيب مرضى الإنفلونزا، إذ من الممكن أن تتفاعل المضادات الحيوية مع الأدوية الأخرى التي تتناولها، مما يجعل تلك الأدوية أو المضادات الحيوية أقل فعالية، إلى جانب أن تركيبات الأدوية مع تناول المضادات الحيوية تؤدي إلى تفاقم الآثار الجانبية للمضاد الحيوي، كما يمكن أن يكون لها تأثيرات ممتدة، مثل:
- ضعف جهاز المناعة.
- التهابات الصدر.
- ظهور البكتيريا المستأسدة المقاومة للمضادات الحيوية.
- قد تؤدي إلى الوفاة، في حال تناولها المريض دون استشارة طبيب، أو قد تحدث مضاعفات، نظرا لاختلاف الحالة الصحية لكل مريض.
ويؤكد الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة تصنيع الدواء بنقابة الصيادلة، أن معظم أمراض البرد في الفترة الحالية عبارة عن أعراض فيروسية، والمضاد الحيوي يعمل على البكتيريا وإعطاء مضاد حيوي لعلاج البرد كارثة صحية لا يدركها المواطنين، مع خطورة الحصول على الكورتيزون الذي يتسبب في مشاكل لجهاز المناعة، والمسكنات التي تسبب مشاكل في الصدر والكبد والمعدة، وهي من مكونات "حقنة هتلر".
ويشدد رئيس لجنة تصنيع الدولة بنقابة الصيادلة، أن معظم صيادلة مصر امتنعوا تمامًا عن إعطاء الحقن في الصيدليات، لكن أحيانًا يطلب المريض من الصيدلي شراء حقنة دواء، والصيدلي لديه خلفية تامة عن مسئوليته أمام القانون، وانصح الجمهور الابتعاد عن حقنة الثلاثة في واحد أو ما يعرف بحقنة هتلر مش موجودة في أي كتاب طبي في العالم كله هذه الحقنة خطر حقيقي يجب الحذر منها.
شروط إعطاء الحقن بالقانون
وينص قانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954، أنه لا يجوز لأحد إبداء مشورة طبية أو إجراء عملية جراحية أو وصف أدوية إلا إذا كان اسمه مقيدا بسجلات وزارة الصحة ونقابة الأطباء البشريين.
ومنح قانون مزاولة مهنة الصيدلة، الحق للطبيب بمزاولة المهنة لمرضاه فقط، مشترطا أن تكون المسافة بين عيادته وأقرب صيدلية أو مستشفى بها عيادة خارجية للعيادة على بعد خمسة كيلو مترات، ويتم إلغاؤه عند فتح صيدلية خلال 90 يوما.
ويجعل القانون دور الصيدلي مقتصرا فقط على تجهيز أو تركيب أو تجزئة أي دواء أو عقار أو نبات طبي أو مادة صيدلية، مع توفير الأدوات التي يحتاج لها الطبيب البشري، دون إجراء الكشوفات أو حتى حقن مريض بأي نوع من أنواع الحقن، ولا يوجد في قانون مزاولة مهنة الصيدلة ما يسمى بمساعد الصيدلي، ولا يسمح لهما في التدخل في اختصاصات الطبيب البشري.
ضوابط إعطاء الصيدلي الحقن
ووضعت وزارة الصحة والسكان، عددًا من الضوابط المنظمة للسماح للصيادلة المؤهلين بإعطاء المرضى الأدوية من خلال الحقن، للحفاظ على صحة وسلامة المريض، وجاءت الضوابط في النقاط التالية:
- عدم إعطاء الحقن للمرضى سوى بوجود وصفة طبية من الطبيب المعالج تستوجب حقن المريض بالدواء المطلوب.
- شرط اجتياز الصيدلي للدورات التدريبية من خلال وزارة الصحة أو الجهات التي تحددها الوزارة.
- التأكد من توافر الأدوية المضادة للأعراض التحسسية.
- عدم إعطاء المرضى سوى الحقن العضلية وتحت الجلد فقط.