ارتفاع كبير شهدته أسعار بعض محاصيل الخضر خلال الفترة الماضية، ومنها البصل الذي تجاوز سعر الكيلو منه ١٤ جنيها وكذلك الخيار بسعر ١٢ جنيهًا للكيلو، وغيرها من محاصيل الفلفل والكوسة والبطاطس، وعلى الرغم من تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من محاصيل الخضر إلا أن ارتفاع أسعارها بالسوق المحلية أثار العديد من التساؤلات.
موضوعات مقترحة
"بوابة الأهرام" ترصد أسباب ارتفاع أسعار محاصيل الخضر رغم تحقيق الاكتفاء الذاتي منها محليا وتصدير ٦ ملايين طن خلال العام الماضي ٢٠٢٢
قال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن البصل محصول تخزيني ومعروف أن الإنتاج الشتوي الذي يتم حصاده في شهري مارس وأبريل وجزء كبير منه هو البصل "البعلي" الذي تتم زراعته في محافظات الصعيد فبالتالي الفترة خلال شهري فبراير ومارس قبل أن يظهر البصل الجديد يتم استهلاك باقي البصل المخزون العام السابق وبالتالي فإن المعروض منه ترتفع أسعاره حتي يظهر البصل الجديد في أوائل شهر أبريل وتنخفض أسعاره بشكل كبير.
وتابع الدكتور أشرف كمال، أنه بالنسبة للطماطم فهي محصول شديد التقلب في الأسعار فقد وصلت أسعار الطماطم في فترات سابقة إلى 10 جنيهات لـ3 كيلو ولكننا ننسي دائما الأسعار المنخفضة ونتذكر فقط ارتفاع الأسعار، مضيفا أنه مازالت أسعار الخضر تشكل أقل الأسعار مقارنة بالأسعار الغذائية الأخري من اللحوم الحمراء والدواجن والبيض والألبان والأرز.
وأكد أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن الأسعار الزراعية تتسم بالموسمية في الإنتاج وانخفاض مرونة الطلب بمعني أنها ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها كما تتسم بانخفاض مرونة العرض بمعني أنه لا يمكن تعديل القرار الإنتاجي له بعد اتخاذه فبالتالي هي شديدة التقلب في الأسعار كما أنها يتم إنتاجها في شكل عروات وتكون الأسعار مرتفعة في بداية ونهاية العروة وتكون منخفضة في فترة العروة نفسها أي في موسم زراعتها.
وفي سياق متصل قال حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين، إن أسعار البصل ارتفعت ارتفاعًا كبيرًا عن أسعاره في المواسم السابقة، موضحا أنه بسبب عزوف المزارعين عن زراعة البصل هذا الموسم لتكبدهم خسائر فادحة المواسم السابقة هو السبب الأساسي في ارتفاع أسعاره.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن محصول البصل يزرع غالبا في مصر في عروتين عروة تزرع في شهري أغسطس وسبتمبر بصعيد مصر وعروة في شهري أكتوبر ونوفمبر وتزرع في الوجه البحري ويجني البصل في شهر أبريل ومايو ويونيو من كل عام، ولتعرض مزارعي البصل خلال المواسم السابقة لخسائر كبيرة وصلت لنحو 10 آلاف جنيه للفدان الواحد حيث تدني سعر كيلو البصل في الحقل الموسم السابق إلي جنيه واحد جعل البعض يقلص مساحات زراعته وامتنع البعض الآخر عن زراعته.
وأشار حسين أبو صدام، إلى أن غض الطرف عن خسائر المزارعين المواسم السابقة وتركهم وحدهم يزرفون الدموع جعلهم يقلصون مساحات زراعته هذا الموسم مما أدي إلي الارتفاع الكبير في أسعاره، بالإضافة إلى غياب منظومة الزراعة التعاقدية في زراعة البصل وترك المزارعين يزرعون طبقا لتقديراتهم الشخصية دون تقديم أي مساعدة إرشادية لهم وارتفاع أسعار أغلب مستلزمات الزراعة والمنتجات الغذائية الأخرى، علاوة علي أن حصاد أغلب زراعات البصل لم يحن بعد.
وأكد نقيب الفلاحين، أن المزارعين يزرعون ما يعتقدون أنه يحقق عائده اقتصادي أعلي ويمتنعون عن زراعة المحاصيل التي يعتقدون أن عائدها الاقتصادي أقل بطريقة عشوائية بحته في غياب تام لمسئولي الزراعة مما يفسر طبيعة عدم استقرار الأسعار وتأرجحها من أعلي لأسفل والعكس، مستكملا، أن البصل من أهم المحاصيل الغذائية والذي يدخل في صناعة اغلب الأكلات بمصر كما أنه محصول قابل للتخزين لشهور عديد ويصدر بكميات كبيرة إلي معظم الدول العربية والأوربية.
وطالب نقيب الفلاحين، وزارة الزراعة بإعادة ترتيب الخريطة الزراعية في مصر واتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط التركيبة المحصولية بمصر بما يناسب الواقع بوضع خطط زراعيه لزراعة ما نحتاجه بمساحات مناسبة دون زيادة كبيره تؤدي لتدني الأسعار بأقل من سعر التكلفة وبالتالي خسارة المزارعين أو مساحات قليله تساهم في ارتفاع الأسعار بشكل كبير مما يكوي ظهور المستهلكين.
الدكتور أشرف كمال
حسين أبو صدام نقيب الفلاحين