تصدرت مشاعر القلق والخوف المشهد الحالي لدى غالبية المواطنين بشأن الزلازل في مصر، خاصة وأن الاهتزازات تتوالى في أنحاء كثيرة حول العالم وبعضها في دول مجاورة، إضافة إلى أن عددًا من المصريين قالوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم شعروا بهزات أرضية في أثناء مختلفة، على مدار اليومين الماضيين، ما دفع "بوابة الأهرام"، للاستفسار عن طبيعة هذه الهزات من مرصد الزلازل، حيث المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ولعل ما جعل مشاعر القلق تتصاعد لدى كثير من المواطنين هو تحذيرات العالم الهولندي"فرانك هوغربيتس" التي جاءت قبل ساعات، من أن الأسبوع الأول من شهر مارس سيكون حرجا، وسيشهد بعض الأحداث الزلزالية القوية.
موضوعات مقترحة
الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية
المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية
قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن الأراضي المصرية لم تسجل أية زلازل، برغم ما شعر به عدد من المواطنين من هزات أرضية، معللًا سبب هذه الهزات.
وأوضح جاد القاضي، خلال حديثه لـ"بوابة الأهرام"، أنها قد تكون نتيجة أعمال مختلفة غير الزلازل، كأعمال الإنشاءات، لافتًا إلى مشروعات الإنشاءات التي تستعين بالحفر الميكانيكي، وأنها قد تكون أحد حيثيات شعور بعض المواطنين باهتزازات بالأرض.
نتائج الكشف عن الهزات الأرضية في مصر
وكشف رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، نتائج تتبع المعهد للأماكن التي ذكر بعض المواطنين أنهم شعروا فيها بهزات أرضية قائلًا :" وجدناها فعلا في أماكن فيها أنشطة عمرانية وبعض المشروعات الإنشائية"، وأرجع شعور هؤلاء المواطنين بهزات أرضية، إلى وجود هذه الأعمال.
وتابع جاد القاضي، أنه نتيجة لأعمال الحفر الميكانيكي، شعر البعض بهزات أرضية، فيما لم يشعر كثيرون بذلك، بسبب بعدهم عن أماكن تنفيذ هذه الأعمال، مؤكدًا أن هذه الهزات ليست زلازل على الإطلاق.
مواقع الهزات الأرضية الأخيرة
وبحسب حديث رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، تلقى المعهد اتصالات من مناطق، مصر القديمة، والسيدة زينب، والحلمية الجديدة، أفاد سكانها أنهم شعروا بهزات أرضية وعبروا عنها بأن هناك زلزال، ليفسر رئيس المعهد القومي للبحوث تلك الهزات بأن هذه المناطق تقترب من مناطق يجري بها إنشاءات عمرانية تتسبب طبيعة الحفر أثناء هذه الإنشاءات في حدوث هزات أرضية بسيطة.
الزلازل في مصر
وعن آليات رصد الزلازل في مصر، قال جاد القاضي، إن الشبكة القومية للزلازل في مصر، هي واحدة من أحدث شبكات رصد الزلازل على مستوى العالم، مؤكدًا أنه من خلال التعاون والتواصل مع كل شبكات الرصد العالمية، فإن كل أجهزة ومكونات الرصد الوطنية في مصر، تعمل بقوة، وكفاءة عالية، سواء كان رصد زلزالي، أو رصد تحركات قشرة أرضية قائلًا :" كلها في نسقها الطبيعي".
الإنذار المبكر
وعن طبيعة الرصد، أوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أنها ليست تنبؤات بوقوع الزلازل، وإنما رصدًا وقت حدوث الزلزال، إذ لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل قبل وقت كبير، لكن هناك ما يسمى بإنذار مبكر؛ للحد من الكوارث .
وتابع رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، تصدر موجات عند حدوث الزلزال، تختلف في سرعتها وأطوالها وأشكالها حسب الوسط الذي تخترقه، ويؤدي اختلاف سرعتها إلى أن بعضها يسبق بعضها الآخر.
الموجات الأولية
واستكمل جاد القاضي قائلًا: "هذه الموجات تكشف عن التركيب الداخلي للأرض، وهناك ما يسمى بالموجات الأولية أو الموجات المسالمة، وهذا النوع من الموجات هو الأسرع على الإطلاق، وبالتالي أول الموجات الزلزالية التي تصل إلى مرصد الزلازل".
ويمثل وصول هذه الموجات إلى مرصد الزلازل، إنذارًا مبكرًا قبل حدوث الاهتزازات الأرضية المدمرة، وبناء على هذا الإنذار يتم غلق خطوط الكهرباء والغاز وتأمين الشبكات وتحديد هيئات الطوارئ والمناطق الأكثر تضررا، وغيرها من التدابير التي تتخذها الدولة من أجل إنقاذ الأرواح وخفض آثار الزلازل المدمرة.
تقنيات الإنذار المبكر في مصر
وعن المدة الزمنية بين الإنذار المبكر ووقت وقوع الزلزال، قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، هذا هو التقدم التكنولوجي الذي نحاول الاستثمار فيه للتعظيم من هذه المدة الزمنية مابين الموجات الأولية وموجات الزلازل المدمرة.
وعلى سبيل المثال، وصل نظام الإنذار المبكر في اليابان، لأكثر من 40 دقيقة فاصل زمني، قال عنها جاد القاضي، أعتقد أنها فترة كافية لإخلاء مدن كاملة أثنائها .
مخاطر الزلازل المدمرة
وأكد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن عددا من المشروعات الحيوية والقومية في مصر، يتم تطبيق نظام الإنذار المبكر عليها لحمايتها من مخاطر الزلازل المدمرة.
تحذيرات فرانك هوغربيتس
وعن تحذير العالم الهولندي، فرانك هوغربيتس، من أن "الأسبوع الأول من شهر مارس سيكون حرجا"، وأنه يمكننا أن نشهد زيادة كبيرة في الزلازل، وبعض الأحداث الزلزالية القوية في الأسبوع الأول من مارس، قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، هذا الحديث لا يستند إلى دليل علمي، ولا داع للقلق، واصفًا "فرانك"، بأنه مُنجّمًا وليس عالمًا: "هذا ليس عالم زلازل ولا علاقة له بعلوم الأرض".
ويهيب رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، بالمواطنين التسليم لقول "فرانك" الذي وصفه بالتنجيم الذي يطرح موضوعات فيها جدال علمي قد تصادف الواقع وقد لا تصادفه لكن الأكيد أنها تثير القلق والخوف في نفوس الناس، وهي غير مبنية على أية حقائق زلزالية.
ويقول رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، على المواطنين الرجوع للمنظومة العلمية في مصر، بشأن أي كوارث طبيعية، محذرًا من أن اللجوء لمصادر أخرى غير متخصصة في هذا الشأن سيخلق نوعًا من الهلع والرعب في نفوس الناس.
حزام الزلازل
وعن مستقبل الزلازل في مصر، أكد الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن مصر خارج حزام الزلازل، وأنه لم يحدث على مدار التاريخ وجود زلازل مدمرة في مصر.
وتابع: "هناك 7 أحزمة زلزالية معروفة على مستوى العالم ومصر بعيدة عنها، ولكن مصر بقربها من بعض المناطق النشطة زلزاليا مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر يجعلنا نتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوى ومرونة المجتمع المصري حاليا لتلقى الصدمة العامل الحاكم لتقليل الخسائر الناتجة".
وسائل السلامة من الزلزال
ورغم أن مصر خارج حزام الزلازل، إلا أن هذا لا يعني الاستهانة، ولا يمنع دور التوعية بأساليب السلامة من الزلازل التي يتوجب على المواطنين، في كافة أنحاء العالم، وليس في مصر فقط، أن يكونوا على وعي كامل بها، وأن يكونوا قد تدربوا عليها، بمختلف فئاتهم العمرية، سواء المواطنين في المنازل، أو المدارس، أو الجامعات، أو مؤسسات العمل، وذلك لأن الزلازل لا يمكن منعها، وهذه الأساليب كالتالي:
1.. غلق الغاز والكهرباء والماء عند الشعور بهزة أرضية لأن الإزاحة التي تحدث للصدع يمكن أن تؤدي لتدمير البنية التحتية الرئيسية مثل خطوط أنابيب الغاز، وكابلات الكهرباء، وأنابيب المياه، مما قد يتسبب في ماس كهربائي مع حرائق "لا قدر الله"، إذ ترجع معظم حالات الوفيات إلى الأخطار الثانوية كاشتعال الحرائق الناتج عن حدوث ماس كهربائي.
وبعض الدول التي فيها نشاط قوي للزلازل مثل تركيا، يتم فيها إغلاق تلقائي للشبكات الكهربائية وشبكات المياه والغاز دون انتظار إغلاق المواطنين لهذه الشبكات.
2.. عدم استخدام المصعد الكهربائي لأن استخدامه خطر عند الشعور بهزة أرضية.
3.. عدم الجري على السلالم لأنها من الأماكن الضعيفة في البنايات وتتأثر بسرعة عند حدوث الهزة الأرضية، وعند التدافع عليها بعدد كبير تكون سهلة الانهيار والسقوط، حيث ترجع معظم وفيات الزلازل إلى انهيار المباني.
4.. يفضّل الجلوس في مكان واحد والاستقرار فيه دون حركه، حتى تنتهي الهزة الأرضية.
5.. الاحتفاظ بوجود الهاتف المحمول إذا كان موجود معك أثناء حدوث الهزة الأرضية.
6.. الاحتفاظ بوجود الراديو سواء كان جهاز راديو خاص "صغير الحجم"، أو تشغيل الراديو على الهاتف المحمول، لأن هناك وسائل إنقاذ، تتمكن من سماع الأصوات عبر موجات الراديو، أثناء الهزات الأرضية، وبالتالي يمكنها تتبُّع حركة وأماكن الأفراد.