أهداف التنمية المستدامة كما حددتها الأمم المتحدة تشمل الأبعاد الثلاثة المكونة للبيئة والحياة لكافة الكائنات، فهناك أهداف خاصة بالبيئة الطبيعية بما تشمله وتحتويه من كائنات، وأهداف خاصة بالبيئة الاجتماعية والإنسان والمجتمع، وأهداف خاصة بالبيئة المشيدة.
وطبيعي أن تستحوذ البيئة الاجتماعية على الاهتمام الأكبر من أهداف التنمية المستدامة، ويمكن تلخيص هذه الأهداف في توفير أفضل حياة تشبع الاحتياجات الأساسية للجيل الحالي والأجيال القادمة، وهى تشمل القضاء على الفقر والجوع من أجل توفير صحة جيدة لكل إنسان؛ لأن الفقر سيؤدي للجوع؛ مما يؤدي للانحراف والجرائم، وكل المخاطر على الإنسان نفسه وصحته وعلى المجتمع وعلى الطبيعة أو البيئة فلا نستطيع لوم الفقير إذا قطع الشجر من أجل التدفئة أو إذا لوث الطريق، وبعد ذلك يأتي التعليم الجيد الذي يجب أن يتاح لجميع البشر الفقراء قبل الأغنياء وهنا نتذكر مقولة غاندي يجب أن ننفق على التعليم كثيرًا لأننا فقراء؛ لأن التعليم الجيد هو الحل لمشكلات الفقر والإرهاب والتلوث والتعليم الجيد سيؤدي لتوفير العمل المناسب لكل إنسان؛ مما يساعد على النمو الاقتصادي المستدام، وهو يرتبط بالادخار والاستثمار وترشيد الاستهلاك، وأن يتضمن ذلك الشراكة بين جميع فئات المجتمع من خلال توفير فرص متساوية للجميع والمساواة في الحقوق والواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية والسلام والعدل داخليًا وخارجيًا على جميع المستويات.
وبالنسبة لأهداف التنمية المستدامة الخاصة بالبيئة الطبيعة فهي تهتم بالمحافظة على الحياة البرية للحفاظ على كافة الأحياء البرية؛ مثل النباتات والحيوانات؛ لأنها تحافظ على التوازن البيئي، وتمثل ثروة يجب الحفاظ عليها، كما أن القضاء عليها يمثل ويسبب مشكلات بيئية خطيرة للجميع، وأيضًا الحفاظ على الكائنات البحرية وترشيد استخدامها للمحافظة عليها للأجيال القادمة وللحد من تلوث المياه بجانب أهمية توفير المياه النظيفة لكل إنسان في كل مكان وحماية المياه من الهدر والتلوث وترشيد استخدامها، وبعد ذلك توفير العدل المناخي من خلال تحمل الدول الملوثة لمسئوليتها في مواجهة أعباء التغير المناخي، وتحقيق العدالة البيئية بمفهومها الواسع على مستوى العالم، والعمل الجاد للحد من هذا التلوث قريبًا والحد من التلوث بكافة صوره؛ سواء تلوث هواء أو ماء أو غذاء وخلافه، مع ترشيد استخدام كافة الموارد لحمايتها من الهدر، والحفاظ على التوازن البيئي بوجه عام.
وبعد ذلك تأتي أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالبيئة المشيدة هي تعني الاستدامة في جميع المجالات؛ بداية من تكنولوجيا مستدامة لإنتاج طاقة نظيفة مستدامة مثل طاقة المياه والرياح والطاقة الشمسية وغير ذلك، مع توفيرها بأسعار مناسبة للجميع إلى صناعة نظيفة غير ملوثة وزراعة طبيعية لا تسبب ضررًا للإنسان والأرض إلى إعادة تدوير الموارد والمخلفات إلى مدن ومجتمعات مستدامة تستخدم مواد طبيعية وطاقة خضراء ومواصلات تعتمد على هذه الطاقة وهي أهداف متكاملة مرتبطة ببعضها البعض، وتستلزم لتحقيقها وعيًا شعبيًا في كافة أنحاء العالم، ثم مشاركة شعبية واسعة في اتخاذ القرار، وللضغط الشعبي لتنفيذ هذه الأهداف من أجل حياة أفضل مستدامة لجميع البشر.. والله ولي التوفيق.