مديرة بنك الأجنة بالقومي للبحوث تطالب بـ«مزرعة نموذجية» لحفظ الأصول الوراثية للجاموس المصري

16-2-2023 | 13:23
مديرة بنك الأجنة بالقومي للبحوث تطالب بـ;مزرعة نموذجية; لحفظ الأصول الوراثية للجاموس المصريالجاموس
سحرفاوى
بوابة الأهرام الزراعي نقلاً عن

ضرورة انتخاب السلالات المحلية عالية الإنتاجية

موضوعات مقترحة

نشر التقنيات الحديثة لإكثار السلالات المحلية من الجاموس المصري

التعرف على 104 جينات فى الجاموس المصرى وتسجيل أكثر من 40 جيناً خاصاً بالخصوبة

 

الجاموس حيوان اقتصادى يناسب البيئة المصرية، ويستطيع الإنتاج تحت أى ظروف، وأقل تأثراً بالتغيرات المناخية، ومع موجة الغلاء التى تشهدها البلاد وارتفاع أسعار اللحوم والدواجن لمستويات غير مسبوقة، تبرز أهمية الاهتمام بهذا الحيوان الذى يمكن أن يساهم فى خفض الفجوة فى إنتاج اللحوم فى مصر.

وحول كيفية رفع كفاءة هذا الحيوان وزيادة إنتاجيته، كان لنا هذا الحوار مع الدكتورة أميمة قنديل المشرفة على بنك الأجنة وحفظ الأصول الوراثية بالمركز القومى للبحوث (أول بنك فى مصر والشرق الأوسط لحفظ الأصول الوراثية للحيوان أنشىء عام 2016 وحاصل على الأيزو 17025 فى تحديد جينات الخصوبة فى الأبقار والجاموس وتحديد كفاءة الأجنة والسائل المنوى).

لماذا يجب أن نوجه اهتمامنا للجاموس المصرى؟

الجاموس من الحيوانات التى يعتمد عليها المصريون كمصدر للحم واللبن، والجاموس من السلالات التى تتأقلم على الظروف المناخية الصعبة، ويستفيد من التغذية القليلة بكفاءة عالية، ويتميز بمقاومته لبعض الأمراض التى تصيب الأبقار، ولذلك فالجاموس الذى به الجينات التى تقاوم مرض البروسيلا، أو الجينات المقاومة للحمى القلاعية يستخدم فى التربية، وأيضاً الجاموس أقل إصابة بمرض التهاب الضرع والسل بالمقارنة بالأبقار، وبالإضافة إلى أنه ينتج كمية كبيرة من اللبن مماثل لإنتاج اللبن المنتج من الأبقار المستوردة لو تم الاهتمام بتغذيته.

وما التحديات التى تواجه تربيته؟

الجاموس موجود فى المزارع الكبيرة، وأيضاً عند الفلاحين، ويعتبر مهماً لإنتاج اللبن ومصدراً أساسياً للرزق، وللأسف المزارع والفلاحون يحتفظون بالحيوانات طول موسم إنتاج اللبن، وبعد الانتهاء من الموسم يتم بيع الحيوان للذبح، حتى لو كان هذا الحيوان له صفات وراثية وإنتاجية عالية، مما يؤدى إلى خسارة اقتصادية كبيرة، وخصوصاً إن لم يتم الاحتفاظ بالأصول الوراثية للحيوان، من أجنة للاستفادة منها ونقلها إلى الحيوانات الأخرى، لاستمرار الإنتاج منها حتى بعد التخلص من الحيوان.

وهل السلالات المصرية كافية للحصول على إنتاج متميز من هذا الحيوان؟

يجب الاهتمام بالسلالات المحلية التى لها صفات وراثية وإنتاجية عالية، وأيضاً مقاومة للأمراض وتشجيع الإنتاج والولادات منها، وخصوصاً الجاموس لأن الاهتمام به يمكن أن يعطى إنتاجاً عالياً من اللبن واللحم، ويقلل استيراد الحيوانات من الخارج.

وما مدى تأثره بالتغيرات المناخية؟

يتحمل الجاموس المصرى التغيرات المناخية، وخصوصا التغيرات فى درجات الحرارة لعدة أسباب ومنها: أن الجاموس كبير الحجم، ولوجود الغدد العرقية التى ترطب الجسم، وتزداد عدد الغدد التى تفرز سوائل تحت الجلد وتنتشر، وبالتالى تمنع وصول الحرارة المرتفعة إلى أجهزة الجسم الداخلية، وعند ارتفاع درجة الحرارة يزداد معدل تنفس الحيوان ويلهث، ليزيد من القدرة على تبريد الجسم، ويقلل من الأكل حتى لا يفقد طاقه.

ويمتاز الجاموس بالجلد السميك حتى يحمى أجهزة الجسم عند ارتفاع درجة الحرارة، وأيضاً الجاموس يتميز أنه ينزل فى الماء، ويغطى نفسه أحياناً بالطمى، مما يساعد على تبريد الجسم أثناء ارتفاع درجة حرارة الجو، وأيضاً تحميه من الحشرات الخارجية التى تساعد على نقل الأمراض.

ما هى الاستراتيجيات التى يمكن أن تساعد الحيوان على التكييف؟

بالرغم من أن الحيوان يستطيع التكيف مع التغيرات المناخية، لكن استمرار ارتفاع درجة الحرارة يؤدى إلى قلة الإنتاج والتكاثر، ولذلك يجب أن تتم تربية الحيوان فى أماكن مظللة، واستخدام المراوح ورش المياه لترطيب الجو فى المزارع الكبيرة، والاهتمام بتوفير الأعلاف والأملاح المعدنية للحيوانات المنتخبة، والاهتمام بتشخيص الأمراض وعلاجها،

ويجب إجراء انتخاب وراثى لتحديد الحيوانات التى لها صفات وراثية وإنتاجية عالية، والاحتفاظ بالأصول الوراثية سواء أجنة أو سائل منوى، واستخدام التقنيات الحديثة فى التكاثر لإنتاج الأجنة وحفظها، ونقلها لنشر الصفات الوراثية المرغوبة على مستوى واسع، ويتم تعميم الإنتاج من الحيوانات المنتخبة، مما يساهم فى زيادة الإنتاج والولادات بأسرع وقت ممكن.

من وجهة نظركم ما ملامح الخطة القومية للنهوض بهذا الحيوان؟

حل مشكلة الثروة الحيوانية عامة يعتمد على وضع استراتيجية متكاملة تتمثل فى أربعة محاور:

  • توفير الغذاء المتكامل الذى يضم كل العناصر الغذائية.
  • توفيرمكان نظيف ومظلل وبه تهوية مناسبة.
  • الانتخاب الوراثى للحيوانات ذات الإنتاجية المرتفعة، والمقاومة للأمراض، وتطبيق التقنيات الحديثة، مثل نقل الأجنة، مما يساعد على التغلب على مشكلة الاحتباس الحرارى وفقد الأجنة مبكراً، وأيضاً حفظ الأصول الوراثية (البويضات أو الأجنة أو السائل المنوى) والاستفادة منها، والحفاظ على الإنتاج من هذه الحيوانات التى تم انتخابها، وانتشار صفاتها بأسرع وقت ممكن، باستخدام تقنيات إنتاج الأجنة معملياً، ونقلها وحفظها بالتجميد والتلقيح الاصطناعى).
  • تشخيص الأمراض وعلاجها والتحكم فيها، ومنع انتشارها بين الحيوانات.

ويمكن عمل مزرعة نموذجية تضم السلالات المنتخبة، ويتم حفظ الأصول الوراثية منها، وتطبق التقنيات الحديثة من إنتاج أجنة وحفظها ونقلها، وأيضاً حفظ السائل المنوى واستخدامه فى التلقيح الاصطناعى.

هل هناك دراسات حديثة أجريت للنهوض بإنتاجية وتحسين سلالات الجاموس المصرى؟

المركز القومى للبحوث يعتبر رائداً فى استخدام التقنيات الحديثة فى التكاثر، من إنتاج أجنة معملية صالحة للنقل بكفاءة عالية، باستخدام إضافات لأوساط الزرع، والزرع على خلايا المبيض.

وقد نجحنا بمشاركة فريق بحثى من المركز فى تطبيق نقل الأجنة فى الجاموس، الذى يتميز بإنتاجية عالية من الحيوانات الحية، ونقلها بطريقة غير جراحية إلى الحيوانات الأقل فى الإنتاج، وولادة عجلين وتمت هذه التقنية فى مزرعة خاصة عام 2004.

وأيضاً نجحنا فى نقل الأجنة فى الأغنام، فى فترة عدم الشياع وهى فصل ارتفاع درجة الحرارة، وتمت ولادة 6 حملان من نقل أجنة الرومانوف، التى تتميز بإنتاج اللبن إلى سلالة السيجاى، التى تتميز بإنتاج اللحم حتى ينتج أغناماً تتميز بإنتاج اللحم واللبن أيضاً، ونقل أجنة من سلالة السيجاى إلى سلالة الرومانوف عام 2006.

ولأول مرة فى مصر نجح فريقنا البحثى فى نقل أجنة جاموس منتجة معملياً، محسنة وراثياً بالإخصاب المعملى، باستخدام سائل منوى إيطالى منسب فى فصل الصيف (موسم عدم الشياع)، وتمت ولادة ثلاث حيوانات أنثى وتسمى أيمى واثنين ذكور يسمى ميدو وأمير، وتمت هذه التقنية فى مزرعة المركز القومى للبحوث بالنوبارية عام 2014.

وأيضاً تم نقل أجنة جاموس منتجة معملياً محفوظة بالتجميد، وتمت ولادة عجلة اسمها دودو فى مزرعة المركز القومى للبحوث بالنوبارية.

وكذلك تم تجميد السائل المنوى للماعز الدمشقى، وحفظه فى بنك الأجنة، وحفظ الأصول الوراثية بالمركزالقومى للبحوث، وتم تلقيح الماعز الزرايبى به، وتمت ولادة حملان لها صفات الماعز الدمشقى والزرايبى.

بالإضافة إلى تجميد السائل المنوى للخيول العربية الأصيلة فى إحدى المزارع الخاصة، وتم استخدامه فى التلقيح بكفاءة عالية.

وقد ساهم بنك الأجنة وحفظ الأصول الوراثية فى إنتاج كاشف، لتشخيص فيروس الكوفيد  -19  أثناء جائحة الكورونا بمشروع ممول من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجى، من خلال مشروعات طبق فكرتك، وتم اختباره فى معامل وزارة الصحة، وبالمقارنة مع الكواشف التى يتم استيراده كانت كفاءته وحساسيته فى التشخيص 100% مع الكواشف الأخرى المستوردة.

وتم تقييم الأجنة المنتجة معملياً، باستخدام تطبيق تقنية "الميكرواراى" فى الجاموس لأول مرة على مستوى العالم، وتم التعرف على 104 جينات فى الجاموس المصرى، وتسجيل أكثر من 40 جيناً خاصاً بالخصوبة.

ما النصائح التى نوجهها للمربين لتجنب مشاكل التربية وزيادة الإنتاجية وتحسينها؟

يجب توفير الأعلاف المتزنة لتغذية الحيوانات، وتوفير أماكن جيدة التهوية ونظيفة ومظللة، وأيضاً الإنتاج من الحيوانات التى لها صفات إنتاجية عالية من لبن أو لحم أو الولادات بانتظام، وأيضاً تكون بصحة جيدة ومقاومة للأمراض، وعدم التخلص من هذه الحيوانات بالذبح بعد انتهاء موسم الإنتاج، ومحاولة الاحتفاظ بالأصول الوراثية منها (بويضات أو أجنة أو سائل منوى) قبل التخلص منها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: