المتحدث الرئاسي ينشر صور الرئيس السيسي أثناء افتتاح البطولة العربية للفروسية العسكرية بالعاصمة الإدارية | إشادة دولية.. الهلال الأحمر يكشف كواليس زيارة الأمين العام للأمم المتحدة والوفد الأوروبي إلى ميناء رفح | قرار من النيابة ضد بلوجر شهيرة لاتهامها بنشر فيديوهات منافية للآداب العامة على المنصات الاجتماعية | الهلال الأحمر المصري: إسرائيل تعطل إجراءات دخول الشاحنات إلى قطاع غزة | "الحوثيون": استهدفنا مدمرة أمريكية في خليج عدن وسفينة إسرائيلية بالمحيط الهندي بطائرات مسيرة | الطرق الصوفية تحتفل برجبية "السيد البدوى" فى طنطا | الإسماعيلى .. برنامج تدريبي جديد لتجهيز اللاعبين استعدادًا للقاء الأهلي الأربعاء المقبل باستاد برج العرب | رئيس تنشيط السياحة: الخزانة العامة تستفيد بـ 35% من تذاكر الحفلات العالمية بمصر | حزب "المصريين": حضور السيسي فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية رسالة مهمة للشباب العربي | أستاذ علوم سياسية: المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان تزيد من تفاقم الحروب |
Close ad

الغابة لا تتسع بشجرة واحدة

15-2-2023 | 12:54
الأهرام العربي نقلاً عن

الوضع العالمي أشبه بصخرة عملاقة، تتدحرج من قمة جبل إيفرست، الأعلى في سلسلة جبال الهيمالايا.

الطبيعة غاضبة، أو شياطين الإنس غاضبون، الأمر سيان، والنتيجة واحدة.

زلزال يضرب منطقة «كهرمان مرعش» في تركيا، فيصيب سوريا، ويصل إلى البلدان المجاورة، ضحاياه بالآلاف من البلدين، يغير من تدفق التاريخ، ويمنع جريان الجغرافيا، يعبث بماضي القلاع الحصينة، ويطمس الماضي بقسوة.

بضع ثوان من الزمن، تمتد آثارها إلى قرون مقبلة، وسواء أكانت من الطبيعة أم بفعل التفجيرات النووية، فإن شيئًا ما تغير في مجرى النهر.

منطاد صينى يجرح كبرياء أمريكا عن عمد، يخترق جدار النار، يضع القوة الوحيدة والأخيرة في الموضع الحرج أمام شعبها وحلفائها المتيمين، يكشف عن هشاشة العلاقات الدولية بين كبار اليوم، وهم الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، حراس النظام الدولي.

روسيا وأوكرانيا، أخوة العرق واللسان والدين، تشتبكان في عراك دموي مرعب، تحتفلان بالعام الثاني بموت مجاني، يصل صداه إلى أربعة أركان الأرض، ولدى كل طرف مشجعون على تدفق الموت، حتى صارت الحرب منسية، وأخطر الحروب تلك هي المنسية لسنوات، ويبدو أن ذلك ما سيحدث لهذه الحرب العالمية المصغرة.

آثار الربيع المسموم لا تزال ظاهرة على وجوه الناس في دول الإقليم العربي، ذلك الربيع الذي مزق أعصاب الشعوب، وهشم واجهة المؤسسات، وشكك الناس في أوطانهم، بعضهم فر من جحيم أصغر إلى جحيم أكبر، لاجئًا ومشردًا في عواصم الدنيا الضيقة، ولا تزال أبواق هذه اللعبة الخطيرة تمارس دورها على المسرح، دون رادع تاريخي أو جغرافي.

أسلحة الدمار الشامل تنتشر كالنار فى الهشيم، من نووية إلى بيولوجية إلى تصنيع أوبئة، تتمادى وتتمدد لتغطي الكرة الأرضية، وصولًا إلى اختراع المسيرات العمياء، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الموت، ليحل محل الشعر والموسيقى والفن، وبات التهديد باستخدامها من قبل المغامرين جزءًا أصيلًا من التفاوض السياسي.

التدمير المنظم للثقافات والعقائد يجري على قدم وساق؛ لأن فريقًا يؤمن بالأحادية في العرق واللون والدين يرغب في السيطرة التامة دون منازع، وفريقًا من العقلاء في المقابل يرفض هذا التدمير، وهنا يحدث الارتطام بين المقاومين لهذه النزعة وأصحاب النزعة، والنتيجة تصبح مزيدًا من الموت والسحق والقهر، وما روسيا وأوكرانيا إلا إحدى هذه التجليات، وكذلك ما يجري على الشعب الفلسطيني، صاحب أطول مظلمة في التاريخ الحديث.

من الأرض إلى الفضاء، تتصادم الأسلحة والأقمار الاصطناعية، والأوبئة، والعبث فى المناخ، باستخدام مواد علمية وكيميائية، ظنًا من الفاعلين بأن ذلك سيؤدي إلى سيطرة قوة معينة على الطبيعة، ومن ثم السيطرة على البشر أو على من يتبقى منهم.

أما البحار والمحيطات فمزدحمة بالقواعد والأساطيل، وهذه بدورها مليئة بأسلحة التدمير الشامل، ولو وقع خطأ صغير لا قدر الله ستشتعل الكرة الأرضية، ولا تصلح لهذه القوة أو تلك.

كل هذا ميراث نظريات صاغها، وآمن بها، بعض المحللين الإستراتيجيين في عصري الحداثة وما بعد الحداثة، كجسور للعبور إلى بقية العالم بالقوة، من أجل تحديثه بالقوة، ونسي هؤلاء المنظرون أن الغابة لا تسمى غابة بشجرة واحدة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: