Close ad

إنها بلد يحبها المصريون وتحبهم!

14-2-2023 | 13:49

 من لم يزرها تظل لديه مثل حلم يتمنى تحقيقه، ومن يزرها يصبح بينه وبينها رابط يتمنى أن يكون محياه ومماته فيها، هذا شعور المحبين الآملين دائمًا في أن تسير بهم عابرة جو أو بحار نحوها.

أتحدث هنا عن "جدة" و"مكة" قطعتان من أرض الله، بهما كل ما يأمل المرء أن يراه، ففي جدة التي شرُفت بزيارتها منذ عامين بدعوة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الافتتاحية، تجد عبق التاريخ مدينة تحبها وتحب أهلها، هي تسمى في التقسيمات الجغرافية محافظة؛ لأنها تابعة إلى منطقة مكة الكبرى، وتبعد عنها 75 كيلو مترًا.

وما يميز "جدة" هو أنها أول من استقبل حجاج بيت الله، عبر البحر، ويعود تاريخها إلى 3000 سنة، ويذكر أهل الأخبار أن جدة بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وهو أحد العرب قبل الإسلام، ولد في جدة فسماه أهله باسمها، فيها يمكنك أن تجد التاريخ، تجد الحجر، والماء، والبشر، طقسها يختلف كثيرًا عن باقي مدن المملكة العربية السعودية، بحكم البحر الأحمر، فهي المدينة السياحية والتجارية، والثقافية، وأصبحت حاليًا بحكم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي "مدينة السينما"، في نوفمبر الماضي هبطت أرضها طائرات تحمل نجوم السينما العالميين، جاكي شان، شاروخان، شارون ستون، وناعومي كامبل، وعشرات من المخرجين والفنانين.

منها تنطلق وجهة الساعي إلى زيارة بيت الله الحرام، ومنها تبدأ مسيرة كل من أراد أن يعتمر أو يحج؛ لأنها نقطة البداية لمعظم القادمين من دول العالم، إلى جانب المدن الأخرى، لكنها الوجهة الأكثر رحبًًا للعرب، من مصر ومن شمال إفريقيا، والعراق، وسوريا، ودول الخليج أيضًا، لأنها الأقرب إلى مكة.

فى الطريق الممتد من جدة إلى مكة، تزداد دقات قلبك كلما اقتربت من بيت الله الحرام، تسأل من يجلس بجانبك؛ سواء كان صديقًا أو سائق سيارة: هل ظهر مبنى "الساعة"؟! وهو مبنى به ساعة تشبه ساعة "جامعة القاهرة" مؤشر قرب وصولك إلى بوابات مكة المكرمة.. تشم روائح لن تغادر أنفك، تظل تلك الرائحة العطرة تمنحك انتعاشًا لن تشعر به فى أي مكان آخر.. تلتقي فيها بأناس كلما اقتربت منهم شعرت أنك لم تغب عن بيتك، عن أهلك، هذه هي البلد الذي أحبه الأنبياء، بل أبونا أبراهيم، وإسماعيل، ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

تلك البلد التي قال فيها أمير الشعراء أحمد شوقي:
إلى عرفات الله يا خير زائر عليك سلام الله في عرفات
ويوم تولي وجهة البيت ناضرًا وسيم مجال البشر والقسمات
على كل أفق في الحجاز ملائكة تزف تحايا الله والبركات
لدى الباب جبريل الأمين براحه رسائل رحمانية النفحات
وفي الكعبة الغراء ركن مرحب بكعبة قصاد وركن عفات

هذه بعض أبيات من قصيدة إن قرأتها وأنت تتأمل البيت الحرام أمام عينيك، لذرفت الدموع، كتبها أحمد شوقي وتغنت بها أم كلثوم بلحنٍ بديع لرياض السنباطي، كتبها عن أرض نحبها نحن المصريون بشكل خاص، البلد الوحيد الذي لا يوجد مصري إلا وتمنى زيارته، سواء مكة، أو المدينة أو جدة، أو الرياض، أو أبها، أو الطائف، أو غيرها من بقاع المملكة التي هي جزء أصيل في قلوبنا، المملكة بلد يحبها المصريون وتحبهم، فهي أكثر بلاد العالم التى إن فتشت في جواز سفرك تجدها مكتوبة.. تتذكرها بحب، وتتمنى لو أن زياراتك لها لا تنقطع حتى الموت.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: