تؤخر النمو الجسمي والعقلي.. مضاعفات خطيرة لـ«قصور الغدة الدرقية» تُصيب حديثي الولادة

13-2-2023 | 17:54
تؤخر النمو الجسمي والعقلي مضاعفات خطيرة لـ;قصور الغدة الدرقية; تُصيب حديثي الولادةحديثو الولادة
شيماء شعبان

يُعرف «قصور الغدة الدرقية الخلقي عند حديثي الولادة»؛ بأنه نقص أو انعدام وظيفة الغدة الدرقية، الذي يبدأ منذ الولادة ويؤدي إلى أعراض وعلامات مرضية أهمها التأخر في النمو الجسمي والعقلي.

وتكمن خطورة المرض في عدم وضوح أعراضه مبكراً؛ مما يؤدي إلى تأخر التشخيص وهنا خطورة الأمر؛ حيث إن تأخر التشخيص يؤدي إلى أعراض خطيرة قد تكون لا تراجعية وأهمها التأخر العام في النمو والتخلف العقلي، في حين أن الكشف والعلاج المبكر للمرض سيحافظ على نمو جسدي وعقلي طبيعيين. لذلك لابد من الاهتمام والتركيز على كشف وعلاج هذا المرض مبكراً.

هذا وقد أعلنت وزارة الصحة والسكان فحص 237 ألف مولود، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لدى الأطفال حديثي الولادة، تحت شعار «100 مليون صحة»، وذلك منذ انطلاق المبادرة في 13 يوليو 2021،  بهدف الوصول إلى جيل صحي وخالٍ من مسببات الإعاقة.

مبادرة الكشف المبكر عن قصور الغدة الدرقية الخلقي عند حديثي الولادة

وبهذا الصدد، تقول الدكتورة رشا إبراهيم استشاري أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء، لـ"بوابة الأهرام": يتم اكتشاف قصور الغدة الدرقية لدى في الأيام الأولى من عمر الطفل- الأسبوع الأول-، لذلك أعلنت وزارة الصحة عن مبادرة الكشف المبكر عن قصور الغدة الدرقية الخلقي عند حديثي الولادة ضمن المبادرة الرئاسية؛ حيث أن قصور الغدة الدرقية -سواء نشاط أو كسل- يؤثر على النمو الصحي لخلايا المخ، والاستجابة العصبية للأطفال، وقد يحدث تأخر في وظائف الدماغ، بل إنها تؤثر على النمو بشكل عام.   

ما هي أعراض إصابة الطفل حديثي الولادة بقصور في الغدة الدرقية؟

وأوضحت، استشاري الغدد الصماء والسكر، أن أعراض الإصابة بقصور الغدة الدرقية الخلقي تتمثل في:

- الخمول وكثرة النوم.

- كبر حجم يافوخ الرأس.

- صعوبة الرضاعة.

- ضخامة حجم اللسان وبروزه من الفم.

- البكاء الخشن الضعيف.

- انتفاخ حول العينين.

- الإمساك.

- الفتق السري.

- شحوب وجفاف الجلد.

متابعة الأم الحامل المصابة بقصور الغدة الدرقية طوال فترة الحمل

ولفتت إلى أن منذ سنوات يتم إجراء الكشف الدوري والبحث عن قصور الغدة الدرقية في الأيام الأولى من عمر الطفل، فضلا عن متابعة الأم المصابة بقصور الغدة الدرقية من خلال إجراء تحليل " TSH" على مدار شهور الحمل لضبط جرعة الغدة الدرقية حتى لا تؤثر سلبا على صحة دماغ الجنين، مضيفة إلى أن الأكثر انتشارا في قصور الغدة الدرقية عند حديثي الولادة هو كسل الغدة، ويمكن أن يرجع ذلك لضعف تكوين الغدة في شهور الحمل الأولى.

هل يمكن أن ينتقل قصور الغدة الدرقية من الأم إلى الجنين؟

وعن احتمالية نقل قصور الغدة الدرقية من الأم إلى الجنين، تؤكد الدكتورة رشا أحمد إبراهيم، لا يتم نقل قصور الغدة الدرقية بحكم الوراثة أو الجينات حتما، ولا يشترط أن ينتقل للطفل، وإنما ضبط مستويات الهرمون للأم الحامل تؤثر على منع التشوهات الجنينية للأطفال ومنع الإعاقات الذهنية، فهو مرض خلقي مناعي.

ما هي أعراض الإصابة بقصور الغدة الدرقية عند الأطفال في سن 5 سنوات؟

وعن أعراض بقصور الغدة الدرقية عند الأطفال في سن 5 سنوات، تستعرضها استشاري الغدد الصماء والسكر في الآتي:

- ضعف التركيز والقدرات الذهنية " الحفظ والفهم" عند الطفل.

- الكسل الغير مبرر.

- ضعف النمو.

- فترات نوم مضطربة.

- اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك الغير مبرر.

وأكدت الدكتورة رشا، إمكان حدوث قصور الغدة الدرقية في أي سن نتيجة نقص اليود أو مرض جيني، لذلك لابد أن يبادر الأبوين بالكشف المبكر عن قصور الغدة الدرقية.

 

الدكتورة رشا أحمد إبراهيم

 قصور الغدة الدرقية أحد أهم أسباب قصر القامة عند الأطفال

ومن جانبها، توضح الدكتورة رنا محمود، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الدمرداش، يتم سحب عينة من كعب الطفل حديث الولادة  في الأسبوع الأول وإجراء التحليل لاكتشاف وجود قصور من عدمه، وذلك لأهمية وظيفة الغدة الدرقية بالجسم وخاصة في الأيام الأولى من عمر المولود لأنها تؤثر في مراحل النمو بل أنها أحد أهم أسباب قصر القامة عند الأطفال. 

وتابعت عند اكتشاف إصابة المولود بهذا القصور، تتم المتابعة وإعطاء الأدوية وضبط الجرعات مع إجراء دوري لتحليل الغدة الدرقية لبيان احتساب الجرعات سواء بتقليلها أو زيادتها.

المتابعة الفورية للطفل في الألف يوم الأولى من عمره

ونوّهت، أخصائي الأطفال وحديثي الولادة، على أن وزارة الصحة ألزمت بالكشف والتحليل لبيان إصابة الطفل المولود من عدمه بقصور الغدة الدرقية والمتابعة الفورية في ظل انطلاق المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن قصور الغدة الدرقية عند حديثي الولادة، لافتة إلى أن هناك أطفال يولدون دون وجود للغدة الدرقية من الأساس وهذا يكون - عيب خلقي- وليس مكتسب، وهذا يمكن أن يكون نتيجة لتعرض الأم في 3 أشهر الأولى من الحمل-مرحلة تكوين الجنين- تعرضوا للإشعاع، أو نتيجة تناولهم لأدوية معينة، أو تناول الأم للكحوليات.

 واستطردت، أن قصور الغدة الدرقية مرض مزمن يستمر مدى الحياة، لذلك لابد من المتابعة والتشخيص مبكرا خلال الألف يوم الأولى من عمر الطفل.


الدكتورة رنا محمود

كلمات البحث