ذكر المحرر العسكري لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ويلسي مورجان أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقوم في الوقت الحالي بمحاولة إقناع الكونجرس بالموافقة على تمويل عمليات سرية خاصة في أوكرانيا والتي كانت قد توقفت منذ فترة.
موضوعات مقترحة
وأوضح الكاتب في مقال نشرته الواشنطن بوست أن وزارة الدفاع الأمريكية تبذل حاليا مساعي لدى الكونجرس من أجل الموافقة على تمويل عمليتين سريتين في أوكرانيا يتم بموجبهما تكليف قوات العمليات الخاصة بتجنيد عملاء أوكرانيين من أجل مراقبة تحركات القوات الروسية هناك.
وأضاف الكاتب أن تلك العمليات كانت قد توقفت قبل بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قبل عام، موضحا أنه من المرجح في حالة الموافقة من جانب الكونجرس أن تبدأ تلك العمليات بحلول الخريف القادم.
ويقول الكاتب إنه من غير الواضح في الوقت الحالي ما إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن سوف توافق على عودة عناصر القوات الخاصة إلى أوكرانيا للإشراف على تلك العمليات أو أن الجيش الأمريكي سوف يلجأ إلى تنفيذ مهام الإشراف من دولة من دول الجوار لأوكرانيا، موضحا في نفس الوقت أنه لا يوجد قوات أمريكية تعمل داخل أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الخاصة التي بدأتها روسيا في أواخر فبراير من العام الماضي باستثناء مجموعة محدودة ضمن العاملين بالسفارة الأمريكية في كييف.
ويتطرق الكاتب لتقديرات أعضاء من الكونجرس في هذا الخصوص والتي يشيرون فيها إلى صعوبة التنبوء بالقرار النهائي في هذا الصدد خاصة في ظل انقسام الحزب الجمهوري حول جدوى تمويل مساعدات عسكرية ضخمة لأوكرانيا، في الوقت الذي يؤيد فيه البعض تمويل تلك العمليات بدعوى أنها ليست ذات تكلفة عالية نسبيا حيث تصل تكلفتها إلى نحو 15 مليون دولار سنويا في مقابل عشرات المليارات التي تنفقها الإدارة الأمريكية على المساعدات العسكرية واللوجيستية التي تقدمها للجانب الأوكراني.
ويتناول الكاتب كذلك آراء المناهضين لاستئناف تلك العمليات في أوكرانيا حيث يرون أن مثل تلك الأنشطة قد تحمل مخاطر انخراط أمريكا بشكل مباشر في الصراع الحالي في أوكرانيا، موضحا أن النقاش يزداد سخونة داخل الولايات المتحدة حول هذا الموضوع في الوقت الذي تقوم فيه القوات الروسية بشن هجمات عنيفة وواسعة النطاق في أوكرانيا بينما توشك الحرب هناك أن تبدأ عامها الثاني بعد عدة أيام على الرغم من تعزيز إدارة الرئيس بايدن لمستوى المساعدات العسكرية التي تقدمها لكييف منذ بداية الصراع وهو ما دفع الكرملين إلى الاعتراض على الموقف الأمريكي والتهديد بالتصعيد.
ويشير الكاتب إلى أن هناك بعض الأصوات التي تعرب عن مخاوفها من استئناف تلك العمليات في أوكرانيا خشية تفسيرها من جانب روسيا على أنها تشكل نوعا من أنواع التصعيد هناك وهو ما قد يدفع موسكو إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
ويضيف الكاتب في ختام المقال أنه على الرغم من موافقة الرئيس بايدن في الأسابيع الأخيرة على تقديم مساعدات عسكرية غير مسبوقة لأوكرانيا والتي شكلت نقلة نوعية في مستوى وحجم الدعم العسكري الأمريكي لكييف، إلا أن اللجوء مرة أخرى لتلك البرامج السرية قد يؤدي إلى انخراط واشنطن على نحو أعمق في الصراع الدائر حاليا في أوكرانيا.