Close ad

"الإسكندرية" أول مدينة دوارة تستحق.. "2-1"

8-2-2023 | 16:24

اعتمد "يوم البيئة الوطني"، الذي يوافق 27 يناير من كل عام، وانطلقت فعالياته الأحد الماضي، مبدأ "العودة للطبيعة" في معالجة قضايا المناخ وتحدياته، اهتم بالتركيز على البحث عن حلول من الطبيعة، وحشد كافة الجهود للتصالح مع الطبيعة الأم، عبر مجموعة من الممارسات التي بإمكانها أن تسهم في الحد من التغيرات المناخية، وهذا المبدأ كان أحد أهم توصيات مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة "COP27"، الذي عقد بشرم الشيخ نوفمبر الماضي.

خلال هذا اليوم الوطني، الذي نظم برعاية وزارة البيئة وإشراف المكتب العربي للشباب والبيئة، استعرض المشاركون في الفعاليات، اقتراحًا يقول: إن فعاليات "يوم البيئة الوطني" في مدينة يتم ترشيحها بإحدى المحافظات، تحت عنوان "شعار ومدينة"، ويتم تدوير فعاليات هذا اليوم في كل عام في مدينة جديدة بإحدى محافظات الجمهورية، وتبدأ خطة وبرنامج عمل لتحويلها إلى "مدينة دائرية" خضراء، على نمط المدن الدائرية العالمية، وأن يتم الإعلان عن هدف بيئي تنموي مستدام ومحدد تعكف هذه المدينة المختارة، في المحافظة المعنية، بتنفيذه مع نهاية الإعلان عن الفعالية السنوية، وأن تحشد الوزارات والمحليات والجامعات وتستعد جيدًا لمساندة "المدينة الدائرية" المرشحة والتي عليها الدور، وتساعدها لكي تحقق الهدف المعلن والمتفق عليه، وأن يخصص دور مهم ومعتبر لمؤسسات المجتمع المدني لكي تساهم في مشروع "المدينة الدائرية".

الاقتراح، شمل أيضا، الإعلان عن المدينة المرشحة فعاليات الاحتفال بالمدينة الدائرية على مستوى الجمهورية رسميًا وشعبيًا، واقترح خبراء أن تكون البداية بأقدم وأول مدينة كوزموبوليتانية، وأول مدينة في إفريقيا، وأول عاصمة لمصر وهي مدينة "الإسكندرية" ليوم البيئة الوطني في نهاية يناير المقبل 2024.

اختيار الإسكندرية يتم ليس فقط لتميزها، وهو بالطبع يستحق، ولكن الأهم هو المخاطر التي تحيط بها من كل جانب واتجاه برًا وبحرًا وبشرًا.

وتنبه د. منال فوزي رئيس لجنة الإنسان والمحيط الحيوي باللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، إلى أن الحلول النابعة والمستمدة من الطبيعة هي عنوان العودة الفطرة، وجوهر المسألة البيئية والمناخية "الإيكولوجية"، فنحن من تخلى عن الطبيعة وغادرها إلى أشياء ومجالات من صنع الإنسان، واليوم يعود إليها بعد أن أوشك هذا الإنسان على الهلاك، لأن الطبيعة هي الباقية وهي الأقوى، وتلخص الحالة بأنها ضرورة معالجة التغير المناخي من خلال الطبيعة وبوسائلها وبمفرداتها، لنعطي المجال الطبيعي للنظم البيئية الطبيعية لكي تلعب دورها المهم في تنظيم المناخ، الذي يقف وراء ارتفاع منسوب مياه البحر المهدد لمدينتا الفاضلة، فالخطر المستمر للمدينة هو النحر للشاطئ وارتفاع منسوب البحر، وهي مشكلة أزلية للمدينة، حيث توجد مدينتين تعرضت للغرق في الماضي، وهو معروض في متحف أبي قير المدن الغارقة.

وتقترح رئيس لجنة الإنسان والمحيط الحيوي "M.A.B."، التوسع جنوب المدينة وليس غربًا أو شرقًا، فضلا عن معالجة نحر الشاطئ باستخدام مواد صديقة للبيئة وليس المواد والوسائل التقليدية التي أثبتت عدم جدواها أمام المخاطر المتزايدة، إضافة إلى تفاقم التلوث بسبب الصرف الصناعي والصحي، وارتفاع منسوب بحيرة مريوط جنوب المدينة.

الاتحاد الأوروبي توصل إلى حلول معتمدة على الطبيعة واعتبرها "المستوحاة من الطبيعة وتستند إليها، وهي فعالة من حيث التكلفة، وتوفر في ذات الوقت فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية تساعد على التكيّف. يجلب هذا النوع من الحلول مزيدًا من التنوع البيئي، وعمليات وملامح من الطبيعة إلى المدن واليابسة والبحار، عبر تدخلات منهجية متكيفة محليًا وفعالة من حيث الموارد".

وعلي سبيل المثال، تستخدم استعادة وإصلاح أشجار المنجروف، على طول السواحل، حلًا معتمدًا على الطبيعة لتحقيق العديد من المنافع، الفوائد، حيث تخفف أشجار المانجروف من حدة تأثير الأمواج البحرية والرياح على المستوطنات الساحلية أو المدن والكربون في المياه، كما توفر أيضًا بيئة حاضنة آمنة للحياة البحرية التي تشكل قاعدة مستدامة للأسماك التي يمكن للسكان المحليين الاعتماد عليها، إضافة إلى ذلك، تساعد غابات المنجروف في الحد من التعرية البحرية الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه البحر.

كيف نحقق مبدأ "العودة للطبيعة" عند معالجة المخاطر التي تحيط بمدينة الإسكندرية، هناك عدة حلول اقترحها أحد الخبراء الدوليون، وهو عالم مصري خبير ومستشار دولي للتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، ورئيس برنامج الأمم المتحدة للاقتصاد التجارة الدولية "سابقًا"، وهو حديث الأسبوع المقبل بمشيئة الله تعالي.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: