عظمة قائد ومنقذ أمة

6-2-2023 | 15:34

عندما أصدر الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، قراره التاريخي رقم 203 لسنة 2012، والذي نصت مادته الأولى على أنه "يحظر تملك أو تقرير حق انتفاع، أو إيجار أو إجراء أي نوع من التصرفات في الأراضي والعقارات في المناطق الإستراتيجية ذات الأهمية العسكرية، والمناطق المتاخمة للحدود الشرقية لجمهورية مصر العربية بمسافة 5 كيلو مترات غربًا....."، ونص أيضا القرار في مادته الثانية على أن يسمح بالتملك في منطقة شبه جزيرة سيناء للأشخاص الطبيعيين من حاملي الجنسية المصرية وحدها دون غيرها من أي جنسيات أخرى ومن أبوين مصريين وللأشخاص الاعتبارية المصرية المملوك رأس مالها بالكامل لمصريين حاملي الجنسية المصرية وحدها دون غيرها من أي جنسيات أخرى ومن أبوين مصريين وذلك بهدف القيام بالمشروعات الموضحة التي حددتها المادة..."، وصدر هذا في جريدة الوقائع المصرية العدد 290 في 23 ديسمبر لسنة 2012.

والواقع من صدور هذا القرار هو تعبير عن فكره لحماية الأمن القومي المصري، بعد أن فطن إلى المخالب والأطماع لمصالح دول خارجية في شبه جزيرة سيناء، فأراد أن يؤمن الحدود المتاخمة لبوابة مصر الشرقية والغربية، ضد أي قوى أجنبية قد تتغلغل إلى المواقع الحدودية الإستراتيجية بوضع يديها على هذه المناطق المهمة، بطريق المكر والخداع بوحي حيل الشراء أو الاستثمار، ولأهمية هذا القرار قد عمد إلى تحصين وحماية مصر والدفاع عن حدودها الخارجية ضد أي عدوان يستبيح حرمات ومقدرات الوطن، وهذا ينم عن إيمان عميق بوطنية وعقيدة القائد عبدالفتاح السيسي الذي لا يعرف في إخلاصه لوطنه وشعبه أي مهادنة أو مساومة، وفي نفس الوقت لفت نظر حكم جماعة الإخوان الذين هم مطية لقوى دول أجنبية، تريد جر البلاد إلى القهر والإذلال والتقسيم، وهذا يدل على عدم إخلاصهم للوطن بعد أن أصبح الوطن بالنسبة لهم عبارة عن حفنة من التراب حسب تعبير مرشدهم الأعلى، وبعد التقارب بينهم وبين دول إقليمية ودولية لإرضاء مطامعها وبسط نفوذها، لإحياء الإمبراطورية العثمانية الاستعمارية القديمة، وتمهيد الطريق إلى إرث سايكس بيكو2 بإعادة تقسيم الأمة العربية من جديد، بعد أن تم تقسيمها لأول مرة من خلال اتفاقية سايكس_بيكو الاولى عام (١٩١٦م) أثناء أحداث الحرب العالمية الأولى التي وضعت أوزارها عام (1918م).

وقد توالدت واختمرت فكرة تجزئة الدول العربية من جديد في خضم أحداث وعواصف فتن ما يسمى بثورات الربيع العربي عام (2011)، بعد أن مولته ورسمت وخططت له دول كبرى في ظل غياب وعي شعبي مفقود، بعد أن تقيدت عقولهم واضمحلَّ فكرهم، ولا يفرقون بين الحق والباطل لخروجهم على نظام شرعي قائم، وأصبحوا طُعمة سهلة لمخطط تدمير وهلاك الشعوب العربية، فقد كان جني ثمار هذا المخطط الشيطاني، هو ترويج الأكاذيب بصنع الفتن وإحداث الاضطرابات، ويصبح المشهد في الشارع العربي أشد قسوة وإيلامًا، من قتل وسلب ونهب وفوضى ودماء جرحى تسيل، وأشلاء جثث بشرية تتناثر على الأرض، وجنود شهداء من رجال الجيش والشرطة يتساقطون دفاعًا عن الوطن تستقبل صدورهم رصاص الغدر والخيانة من دعاة التعصب الديني الأعمى، وتنظيم إرهابي داعشي ينشط ويستعمر الدول العربية، بعد أن حرق الأخضر واليابس فيها، بجعل رجالها أسرى ونسائها سبايا لهم، وتحولت الأراضي السورية إلى ميادين قتال عسكرية لجيوش دول غربية قامت بتدمير أرض الحضارة ومهد الخلافة الإسلامية، ولم تسلم ليبيا من الأطماع الخارجية فكان العدوان التركي عليها وجماعات مرتزقة من أصحاب الفكر المتطرف تحركهم مصالح متقاربة وصراع بين الدول على نهب وسرقة خيراتها، واليمن هي الأخرى لم تنجُ من هذا الهوان الذي نزل على شعوب الدول العربية، بل تعرضت لغزو وفكر جماعة الحوثيين، وهذه المليشيات تدعمها طهران، من أجل توسيع مدها الشيعي في منطقة الهلال الخصيب، بعد أن تسببت في تدمير وضياع سوريا، ونفس الأمر تقوم به في دولة اليمن أعظم دول حضارات العالم القديمة، فقد تشردت شعوب هذه الدول وتم سرقة خيراتها المادية والتاريخية وانتشر الفقر والمرض بين شعوبها، ويحدث هذا تحت سمع وبصر العالم كله وكلنا عشنا وشاهدنا هذه الأهوال التي ألمت بشعوب ما يطلق عليهم دول الربيع العربي، ولقد صدق قول أعز من قائل في صناع هذه الفتن من أهل الكفر والنفاق، بقوله تعالى: "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ" الآية رقم (40) سورة النور. 

لقد وقعت هذه الدول فريسة سهلة لجماعة التطرف الديني من أجل تحقيق المخطط الشيطاني بتقسيم أراضيها وتفكيك جيوشها وتشريد شعوبها، وهذا لا يتحقق إلاّ بالخروج بمظاهرات لإسقاط حكوماتها، لكي ينتشر الخوف وبث الرعب والذعر في الشارع حتى تفقد الناس الشعور بالأمن والأمان، فقد كانت أحداث تونس في بداية عام (2011) نواة لهذه الفوضى، ومصر هي مفتاح تقسيمها، وقد نجَّا الله مصر من هذا الوحل، عندما استيقظ الشعب وقام بثورته في 30 يونيو عام (2013) لكي تتحطم سايكس بيكو2 على صخرة هذه الثورة المجيدة، وسقوط جماعة الإخوان وكتابة شهادة وفاتها وعزلها عن حكم البلاد، بعد أن كانت نواة لهذا التقسيم. 

وبعد فوضى من الأحداث والاضطرابات عاشتها مصر منذ 25 يناير عام (2011) إلى قيام ثورتنا المجيدة، لم تكن البلاد في حالة استقرار أمني أو حتى سياسي واقتصادي، الأمر الذي أدى إلى تعطل الحياة اليومية وأصبحت البلاد على شفا حفرة من الإفلاس والضياع، بعد أن أحدثت جماعة الإخوان ونشطاء السبوبة فجوة عميقة الغور في المجتمع المصري، من تقويض للأخلاق وعدم احترام كرامة الإنسان بالدعوى إلى الخروج في الميادين والشوارع بمظاهرات لإسقاط الدولة والسعي في خرابها، وتعطل المصالح في جميع القطاعات الاقتصادية والإنتاجية، والهجوم على قوات الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وكلها أفعال مستحدثة لا تتماشى مع طبيعة الشعب المصري، بل هؤلاء الغوغاء عملوا على تقويض القيم الأخلاقية له، ولكن هذا الحال لم يدُمْ طويلا بعد هذه الأيام والأحداث العجاف، أتى القدر بمن يخلص الأمة من محنتها التي امتدت إلى سقوطها لا قدر الله، فكان ظهور القائد عبدالفتاح السيسي وهو يعلن في بيان 3/7 /(2013)، وقوفه مع الشعب وحماية ثورته وإسقاط حكم جماعة الإخوان، لأن الشعب هو مصدر السلطات والشرعية الدستورية معه بعد تذمره وخروجه على هذه الجماعة المتزمتة دينيا وحكمها الذي لا يرضى به، فقد اتجهت الأنظار إلى القائد السيسي وتطلع الشعب إليه، ووجد فيه القائد المنقذ الذي سوف ينقل البلاد من حالة الفوضى والخراب، إلى التنمية والعمران وعودة الأمن المفقود، فخرج الشعب بدعوات تطالب بهذا القائد رئيسا للبلاد، وكان من الطبيعي أن يستجيب القائد لنداء شعبه، لكي ينقذ مصر من الخراب الذي جرته إليها فوضى يناير الأسود ودعم ومساندة جماعة الإخوان ونشطاء خونة وقنوات إعلامية مأجورة. 

وفي ظل عهد الرئيس السيسي اتحد الشعب تحت لوائه، لكي تتجه البلاد إلى الاستقرار وأن يشعر الناس بالأمن والأمان، وعودة الحياة إلى طبيعتها، بعد أن تأثرت برواسب عهد بغيض، فكان لزاما أن يخرج من بين صفوف المؤسسة العسكرية ومن أبناء هذا الشعب، من ينقذ هذه الأمة حتى لا تنغمس وتقع في وَحْل التقسيم والتشريد، كما يحدث في دول ثورات الخراب العربي، وكان من الطبيعي أن تنظر قوى المخطط الدولي إلى الرئيس السيسي نظرة الكراهية، بعد أن وقف وقفة الأبطال لحماية ثورة الشعب، وكان هذا الوقوف له أثره البالغ في انعكاساته على سقوط المخطط الدولي في عزل مصر عن العالم والسعي إلى تقسيمها، وهذه الدول كانت تسعى جاهدة نحو تحقيق هذا المخطط الشيطاني، ولا تزال هذه القوى المستعمرة المستبدة من البطش والطغيان، تستخدم الخونة وأذنابهم ما يحيكون لمصر من مؤامرات وينصبون لها من وقوع في شراك، بل نصبوا قنواتهم الإعلامية ومواقعهم الإلكترونية بنشر الشائعات والأكاذيب والافتراءات، مثل بيع قناة السويس أو تأجيرها لدول بعينها، ثم تارة أخرى ضياع حصة مصر من مياه النيل، ثم يقولون بأن مصر على وشك الإفلاس إلى الكثير من الأقاويل والكلام الفارغ الذي ليس له أساس من الصحة، لأنهم بكذبهم هذا يريدون العودة بمصر إلى فوضى عارمة مثل التي حدثت في يناير من عام (2011) حتى تتسع رقعة الخراب والدمار وعدم الاستقرار، بعد أن ضيق الرئيس السيسي هذه الرقعة وكبح جماحها وأصبحت شيئًا فشيئًا تتلاشى وتتزحزح عن مصر نهائيًا، هذا هو الرئيس عبدالفتاح السيسي الإنسان وإن كان أعظم ما فيه إنسانيته، فإن أعظم ما فيه وطنيته، بل إيمانه والتزامه كقائد عسكري نحو وطنه، بل قام بمجهود جبار نحو استقرار وحدة وسلامة البلاد، فقد افتدى هذا القائد وطنه ولم يتأخر عنه قط، بل قدم روحه وجسده وكل جوارحه من أجل هذا الوطن العزيز فقد وهب له حياته هو وأسرته في سبيل إسعاده، وإسعاد كل الأجيال الحاضرة والقادمة التي تسعد بسعادة الانتماء إلى مصرنا الغالية، وأنا أهيب بشعب مصر العظيم، وإن كنت أرجو منه أن لا يعني ولا يستمع ولا ينصت إلى الأقاويل التي تبث عبر الفضائيات الخارجية من قنوات الشيطان أمثال قناة الشرق أو مكملين وغيرها من القنوات والأشخاص الذين يبثون سمومهم نحو مصر وقائدها المنقذ عبدالفتاح السيسي، وعلى المواقع الإلكترونية الذكية وصفحات التواصل الاجتماعي، هؤلاء لا يستحقون حمل الجنسية المصرية أمثال محمد ناصر ومعتز مطر وغيرهم من خلفاء الشيطان، لأن الوطن لا يسعده بأن تنتمي هذه الفئة الضالة إليه، فهم زبانية الشيطان والقوى الدولية التي تريد التربص بمصر، فهم في عداد الخونة والعملاء المرتزقة المأجورين الذي صدق قول الحق فيهم بقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ سورة [ الكهف الآية: 104]

فلابد أيها الشعب المصري العظيم أن نتحد ونتآلف وننبذ كل الشقاق والخلاف ونقف جميعًا صفًا واحدًا مع مؤسسات الدولة، وتحت لواء القائد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء، في سبيل هذا الوطن الذي أرسله الله منقذًا له.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة