رصد المؤرخ المقريزي الكثير من النكبات الطبيعية التى حلت بمصر والشام، والتى أدت إلى سقوط قلاع ومساجد، ووقوع مئات الضحايا، فهو يذكر بدقة وقوع وانهيار قلعة الكرك فى زلزال وقع فى بلاد الشام 692 هجرية، كما يذكر وقوع زلزال اللاذفية وطرابلس وجبلة بسوريا، وسقوط قلعة بلاطنس، ويذكر زلازل القاهرة التى اهتزت لها الدور فى أحداث 838 هجرية وأدت لوقوع ضحايا.
موضوعات مقترحة
عاش المؤرخ المقريزي جانبًا من حياته في عصر المماليك البحرية، وجانبًا آخر في عصر المماليك البُرجية، وشملت مؤلفاته في التاريخ التي تشمل الموضوعية والأمانة التاريخية في السرد والعرض، وقد ولد المقريزي في القاهرة سنة 769 هـ ويقال 766 لأسرة عاش جدها الأعلى في بعلبك، وقد حمل لقب "المقارزة" وهى إحدى حارات بعلبك، والتي حملها الحفيد المقريزي الذي تم تلقيبه بعدة صفات لغزارة علمه منها: "مؤرخ الوقت، المؤرخ، المحدث الأعظم، الشاعر، والمشارك في بعض العلوم"، وقد تقلد وظائف عديدة في مصر مثل الحسبة، وتولى الخطابة في مسجد عمرو بن العاص، والإمامة بجامع الحاكم بأمر الله، وقد عرض عليه الظاهر برقوق تولي أمر القضاء في دمشق فرفض، إلا إنه تولى التدريس في المدرسة الأشرفية بدمشق، وبعض الوظائف الأخرى، وقد توفي المقريزي يوم الخميس الموافق 16 رمضان 845 هجرية بعد معاناة مع المرض، وقد دُفن في يوم الجمعة بحوش البيبرسية بالقاهرة التي أحبها وعشقها.
وتأخذنا دراسة الدكتورة فاطمة زبار عنيزان الباحثة في مركز إحياء التراث العربي بجامعة بغداد، والتى تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات منها، تأخذنا إلى تقلبات المناخ في عيون المقريزي، حيث تؤكد أنها عديدة مثل الهزات والزلازل الأرضية، حيث يروى الكثير من الهزات حتى الزلازل التي حدثت في الزمن السابق على عصره، حيث يؤكد أن القاهرة زُلزلت واهتزت لها المنازل ولو طالت لخربت، ونقلنا المقريزي للدمار الذي حل بالصعيد جراء الرياح الشديدة، حيث اقتلعت الرياح في عام 724 هجرية نحو 4 آلاف نخلة في ساعة واحدة وخربت أخميم وأسيوط وأسوان، وكذلك خربت السودان، وهى الكارثة التي جعلت المعاصرين من علماء قوص للحادثة يسردون الكثير عن الواقعة، مثل المخطوط المتواجد بجامعة جوتا بألمانيا بعنوان "المقال المخصوص والمقام المنصوص في مدح مدينة قوص"، أما دمشق يروي المقريزي أن الرياح الشديدة رمت المنازل بعييدا وخربتها فهلك تحت الردم خلق كبير، وقلعت أشجار كثيرة، ثم سكنت الريح، ثم ينقلنا لتدمير الرياح للمدينة المنورة ولبعض مدن الشام في حوادث وسنين متفرقة.
وفي الأمطار الغزيرة والسيول فقد استرسل المقريزي في ضحايا السيول في الصعيد، وكذلك في الشام حيث أكد المقريزي أن الأخبار قد وصلت للقاهرة إن "قوص" بالصعيد قد احمرت فيها السماء بشهر رمضان، ثم صارت سوداء وهطل المطر فجأة وهو أمر غير معهود في تلك البلاد، كما يروي الريح الغريبة التى ضربت القاهرة فاصفر الجو واسود واحمر، وسقوط منازل بالقاهرة جراء العاصفة.
وأعلنت مديرية الآثار والمتاحف بسوريا على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ،تأثر مباني تاريخية في محافظة حماة السورية مما أدى لسقوط أجزاء من بعض الواجهات التاريخية لهذه المباني ومنها سقوط 9م2 من واجهة عقار تاريخي أُثري على ارتفاع طابقين من شريحة الجلاء وحدوث تشققات وتصدعات في واجهات وجدران مبانٍ أخرى تاريخية
وفي حي الباشورة التاريخي تضررت واجهة العقار 982 من المنطقة العقارية الثانية بسقوط حوالي 10م2 من واجهته الرئيسية وتصدعه، ومن مدينة السلمية أفادت التقارير عن سقوط 1م من الجزء العلوي لمآذنه جامع الامام إسماعيل، ما أدى إلى تصدع واجهة الجامع بسبب سقوط الأجزاء المذكورة عليها، وشوهدت أجزاء متساقطة من الجدران الخارجية لقلعة شميميس وقدرت 10م2.
كما أعلنت وسائل الإعلام السورية إن عدد ضحايا الزلزال الذى ضرب سوريا وتركيا اليوم الأثنين ارتفع إلى 100 قتيلا وأكثر من 330 مصابا بسبب الزلزال الذي ضرب البلاد فجر اليوم الإثنين، فضلا عن انهيار عشرات المباني، وأفاد الدفاع المدني السوري، بأن مباني سكنية عدة انهارت في مناطق شمال غربي سوريا بسبب الزلزال، مشيراً إلى وجود عالقين تحت الأنقاض، مؤكدا أنه أعلن حالة الطوارئ لإنقاذ العالقين، وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية بأن بعض المباني انهارت في شمال مدينة حلب، ووسط مدينة حماة، كما اهتزت العديد من المباني في العاصمة دمشق ما دفع الناس للنزول إلى الشوارع.
انهيار المباني الأثرية التاريخية بسوريا