بوب مارلي من أكثر الأسماء شهرة في عالم الغناء خاصة بما قدمه للعالم من موسيقى الريغي ولا يزال أحد أكثر الفنانين المحبوبين في هذا النوع الموسيقي حتى يومنا هذا.
موضوعات مقترحة
يمر اليوم ذكري ميلاد مارلي الـ 78 ، ولد في قرية سانت آن شمالَ جامايكا، كان يملك موهبة كبيرة، فهو يكتب الكلمات بنفسه ويلحنها ثم يغنيها مع فرقة الويلرز.
كانت رسالته الغنائية قوية وقوتها كانت في بساطتها لكنها تحدثت عن معاني كثيرة انسانية منها التمرد على الظلم، والعدالة، والحرية، والسلام، ومحاربة الفقر، والحب بكل أنواعه. واستطاع أن يجذب من حوله الملايين من كل الأجناس والأعراق.
قضي بوب مارلي كل وقت فراغه في الغناء والاستماع إلى الموسيقى. لم يكن بوب مارلي يملك مالاً ليشتري به إسطوانات، لذلك كان يستمع طوال الوقت إلى الموسيقى التي تبثها الإذاعات الأمريكية، خاصة أغاني راي تشارلز. ترك بوب المدرسة مبكراً وعمل في ورشة لِحام.
تزوجت والدة بوب مارلي، مرة أخرى، وانتقلت إلى ولاية ديلاوير الأمريكية حيث وفّرت بعض المال، وابتاعت تذكرة سفر أرسلتها إلى بوب مارلي لكي يلحق بها من أجل الحصول على عمل أفضل في أمريكا. وقبل سفره إلى أمريكا، تعرف على فتاة أعجبته تدعى ريتا مارلي، وتزوجها في 10 فبراير 1966، ثم سافر إلى أمريكا ولحق بوالدته.
وفي أمريكا اشتغل بوب مارلي عاملَ نظافة في فندق، ثم عمل في مصنع سيارات كرايسلر في الفترة المسائية. اجتهد في توفير المال لمواصلة طموحه الموسيقي. وفي هذه الفترة، تعرف عن قرب على حركة المطالبة بالحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، كما شاهد بعينيه المعاملة العنصرية القاسية التي يتعرض لها السود هناك مما ترك أثراً عميقاً في نفسه انعكس في أغانيه لاحقاً ، وبعد ثمانية شهور في أمريكا، عاد إلى جامايكا
في عام 1962، تقدم بوب مارلي إلى اختبار استماع مع المنتج ليزلي كونغ الذي أُعجب بقدراته وأنتج له أول أغنية "لا تَحكم"، التي لاقت نجاحاً متوسطاً، ثم تلتها أغنيتان لم تنجحا. قرر بوب أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق طموحه هي تكوين فرقة. وبالفعل استطاع تكوين فرقة "الويلرز" مع خمسة من أصدقائه.
وفي عام 1963، وافق المنتج كلمنت دود، بعد تجربة استماع، على إنتاج تسجيلات للويلرز. وهكذا خرجت أغنية Simmer Down التي تصدرت المبيعات في جامايكا فور صدورها. وفي السنوات القليلة التالية، أصدرت الويلرز أكثر من ثلاثين أغنية.
لم يكن لموسيقى الريغي، التي نشأت في جامايكا في ستينيات القرن العشرين، أن تنتشر وتكتسب أهمية عالمية لولا جهود أيقونتها بوب مارلي.
و على الرغم من النجاح المحلي الجيد الذي حققته الويلرز، إلا أنها لم تستطع الاستمرار، وهاجر ثلاثة من أعضائها لأمريكا بحثا عن المال.
تعاقد بوب مارلي مع المنتج «لي بيري» الذي استطاع بفراسته أن يلمح النزعة التمردية في أغاني الويلرز التي توقع لها النجاح.
في صيف 1971، دعا المغني الأمريكي جوني ناش صديقه بوب مارلي ليرافقه في جولة في السويد. كان بوب يكتب كلمات أغان لجوني لاقت نجاحاً جيداً. وفي السويد استطاع بوب أن يوقع عقداً لإحياء حفلة في لندن. وعندما ذهب إلى لندن كان هاجس العالمية يشغل تفكيره. وفي محاولة يائسة منه للبحث عن منفذ نحو العالمية، دخل مكتب شركة «تسجيلات الجزيرة» Island Records في لندن وطلب مقابلة مالكها (كريس بلاكويل) الذي أصبح منتج أعماله فيما بعد، وهو جامايكي من أصل بريطاني.
فاجأ بلاكويل بوب بصفقة تعتبر نادرة في ذلك الحين: يدفع بلاكويل للويلرز مقدماً 4000 جنيه استرليني لإصدار ألبوم واحد بواسطة أجهزة الشركة الحديثة، وعندما تنتهي الويلرز من تسجيل الألبوم تستلم 4000 جنيه أخرى. وكانت هذه الصفقة بداية الطريق نحو العالمية.
وهكذا صدر ألبوم Catch a Fire في 1972، وتم تسويقه بصورة محترفة ولكنه لم يحقق تفوقاً عالميا ملحوظاً إلا بعد حين. وفي 1973، ومن بعدها أقامت الفرقة حفلات في لندن وأمريكا، وفي نهاية 1973، أصدرت الويلرز ألبومها «احتراق» الذي ضم الأغنية الشهيرة «أنا قتلت الشَّريف» ذات المغزى السياسي التي لاقت نجاحاً كبيراً. وفي 1974، واصل بوب العمل بقوة حيث أصدر ألبوم Natty Dread الذي ضم أغنيته الرومانسية No Woman No Cry.
الكثير من النقاد لم يدركوا أهمية وقوة تأثير بوب مارلي إلا بعد موته. فعند حلول الألفية الثالثة، وصفته جريدة نيويورك تايمز بأنه «أكثر فنان تأثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين، كما مُنح في عام 2001 جائزة «جرامي» الموسيقية الرفيعة عن نتاجه الإبداعي مدى الحياة. ونُقش اسمه في شارع مشاهير هوليوود في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في عام 2001 ، كما ضم بوب مارلي إلى متحف مشاهير الروك آند رول في الولايات المتحدة في عام 1994، وذلك اعترافاً بعبقريته الموسيقية.
كانت وفاة بوب مارلي ناتجة عن عملية اغتيال بعيدة المدي، حيث استعمل عميل أمريكي هوية مزورة، وقدّم نفسه على أنه مراسل لصحيفة نيويورك تايمز، وبهذه الطريقة تمكن من مقابلته وقدم العميل له هدية زوج من الأحذية وحين أدخل قدمه اليمنى للتأكد من أنها مناسبة صرخ متألما تلك كانت إبرة، انتشر بعدها السرطان في جسده لمدة ثلاث سنوات وتوفى في مستشفى بميامي في 11 مايو 1981 عن عمر يناهز السادسة والثلاثين عاماً. وأقيمت له جنازة رسمية وشعبية حاشدة بجمايكا بتاريخ 21 مايو 1981.