Close ad

يا رسول الله.. العالم يحتاج إليك

5-2-2023 | 15:46
الأهرام المسائي نقلاً عن

  • ما أشد حاجتنا اليوم إلى هدي الأنبياء عامة، وهدى نبينا خاتم الرسل محمد ، صلى الله عليه وسلم، خاصة، بعد أن كثر الشر وزاد الفتق علي الراتق، وكاد الشذوذ الجنسي أن يكون قانونياً ومشروعاً وندر الخير، وكثرت الدعوات الباطلة والفلسفات الهدامة التي لم تزد أمتنا إلا رهقا ً وعنتا ً وهزيمة وضعفا ً .

  • ما أشدنا في هذا الليل الحالك إلي نورك أيها الرسول الكريم، وأي إنسان لم تشرق نور الرسالة على قلبه وروحه فهو في ظلمات يتخبط فيها أينما سار وتحرك.

  • نحتاج إلى حلمك في ظل هذا الغضب الذي يملأ حياة الناس بعضهم مع بعض.

  • نحتاج إلي رفقك في زمن كثر فيه العنف والقتل وسفك الدماء حتى بين المسلمين بعضهم مع بعض.

  • ما أشد حاجتنا إلى رحمتك وعفوك في زمن لا نري فيه أحدا ً يرحم ُ أحد، ولا يعفو عن أحد، حتى الابن اليوم لا يرحم أباه، والبنت لا ترحم أمها، والزوج لا يرحم زوجته، وصاحب الجاه والسلطان لا يرحم من دونه ومن تحته، وأكثرهم لا يرحمون أتباعهم وجنودهم ورعيتهم، وحتى الفرق الإسلامية لا يرحم بعضها بعض، حتى الحركات الإسلامية إذا اختلفت وتخاصمت لا يرحم بعضها بعض.

  • كانت البشرية أحوج ما تكون إلي مثل هذا النبي العظيم محمد "r" خير الخلق في طفولته، وأطهر المطهرين في شبابه، أصدق الناس قبل الرسالة وبعدها، حتى لقب بالصادق الأمين قبل نزول الوحي عليه، فما بالكم بعد نزول جبريل الأمين عليه، وأعقل البشر وأحكمهم في شبابه وكهولته، أزهد الناس وأحسنهم أخلاقاً، وأعظمهم كرماً وجوداً وسعة وعفواً، أعدل القضاة في قضائه، وأشجع قائد في جهاده، اختصه الله بكل خلق نبيل، وطهره من كل دنس، وحفظه من كل زلل وأدبه فأحسن تأديبه، أخرج الناس من درك الظلمات إلى نور الإيمان ومن ضيق الدنيا وجاهليتها إلى سعة الدنيا والآخرة.

  • لخص جعفر بن أبي طالب للملك النجاشي حالة العرب قبل بعثة الرسول باختصار غير مخل فقال"أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي الضعيف، فكنا علي ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلي الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام.

  • حديث جعفر للنجاشي كان غاية في الإبداع والمصداقية، ولذلك انساب إلي قلب وعقل النجاشي وكان سبباً عظيماً في حمايته للصحابة في أول لجوء سياسي وديني في العالم.

  • رسول عظيم يكفيه أن ربه مدحه بالخلق العظيم"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"وأنه"بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ"تحتاج إليه البشرية في كل حين، فبدون تعاليمه ووصاياه وحكمته يشقي الناس وتضطرب حياتهم وتختل موازين أحكامهم.

  • جاء محمد"صلي الله عليه وسلم"فأنقذ الناس من عبادة الحجر والوثن إلي عبادة الله الواحد القهار، وأنقذهم من المجون والخلاعة والتبذل والانحلال وسار بهم في طريق الاستقامة والعفة والعفاف، وحمى عقولهم من معاقرة الخمر والمسكرات، ورفع الظلم وأقام العدل، وأنصف الفقير واليتيم والمرأة المسكينة ورفع عنهم العسف والجور، وحول أمة العرب من أمة كاسدة مهزومة مغلوبة لا شأن لها ولا وزن إلي أمة أخرجت أعظم القادة في معظم المجالات ، وفي سنوات قليلة رفعت رايات الإسلام علي بلاد كسرى وقيصر، وهزمت أقوي الإمبراطوريات بالعدل والشجاعة والتقدم، وصنعت أقوى حضارة امتدت من سور الصين شرقاً إلي المحيط الأطلنطي غرباً، حتى كان هارون الرشيد ينظر إلي السحاب مخاطباً لها بقوله"شرقي أو غربي فسوف يأتني خراجك"واجتاح عقبة بن نافع المحيط الأطلنطي بأقدام فرسه وهو يقول"لو أعلم أن أرضاً خلف هذا البحر لغزوته في سبيل الله"وملأ عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز الجد الحفيد الأرض عدلاً ورحمه وإنصافاً ورفقاً.

  • كل هذا صنعه محمد بن عبد الله الذي بدأ الرسالة وحده ثم ومعه أبي بكر الصديق ثم زوجته خديجة ثم ابن عمه علي بن أبي طالب ثم ازداد العدد تدريجياً حتى صار أمه عظيمة تملأ الدنيا كلها صلاة وقياماً وتوحيداً وصياماً وركوعاً وسجوداً وعطاءً.

  • رجل بدأ الدعوة والرسالة وحده، وقومه كلهم يعاديه ويحاربه، ويعرضون عليه كل المغريات بداية بالمال والجاه وانتهاء بالملك والسلطان فيعرض عن ذلك كله ويصبر ويصابر حتى يبلغ رسالة ربه متحدياً الدنيا كلها، إنه النبي محمد "صلى الله عليه وسلم".

  • رسول الله أسوتنا كأب وزوج وقائد عسكري وحاكم وداعية وقاضي ونبي، وهو مضرب المثل العظيم في كل هذه المواقف مجتمعة.

  • سلام عليك يا سيدي الكريم وسيد البشرية جميعاً محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.


كلمات البحث
اقرأ أيضًا: