راديو الاهرام

بعد انتشار وقائع التماثيل المشوة بالمحافظات.. فنانون وأثريون يطرحون الحل | خاص

5-2-2023 | 15:23
بعد انتشار وقائع التماثيل المشوة بالمحافظات فنانون وأثريون يطرحون الحل | خاصالتماثيل المشوة بالمحافظات
محمود الدسوقي

تعددت وقائع التماثيل المشوة فى المحافظات المصرية، فى الآونة الأخيرة، من تمثال المنيا المشوه للشرقية، لأبوتيج، حتى محافظة قنا جنوبًا، بوابة الأهرام، طرحت سؤالًا للمتخصصين، ما هى الحلول.

موضوعات مقترحة

قال المؤرخ والأثري فرنسيس أمين لبوابة الأهرام، إنه لابد من الاستفادة من التاريخ، ففى عصر الملك فؤاد الأول تم وضع ميزانية لتجميل وتطوير الأقصر، بالاتفاق مع الفنانين العظام، مؤكدًا أنه لابد من ميزانية فى المحليات للاستعانة بالمتخصصين، مضيفًا أنه فى عصر عبدالناصر تم الاستعانة بالفنان أحمد عثمان فى نقل تمثال رمسيس الثاني لمحطة باب الحديد. 

وأوضح أمين، أن إعطاء الأمر لغير أهله فى كافة التخصصات هو الذي أنتج هذا التشويه، كذلك غياب الثقافة التاريخية، ففى تمثال حورس الأخير المشوه فى قنا، عدم معرفة بتاريخ حورس ذلك الإله المصري الذي جعله توفيق الحكيم فى كتاب عودة الروح والذي تأثر به الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مؤكدًا أن الثقافة بجانب اتقان التخصص سيمنع ظاهرة التماثيل المشوهة، والتى صارت صفحات السوشيا ميديا تتلقفها، وتلقى طريقها فى الصحف والمواقع.

وقال الأثري شاذلى، لبوابة الأهرام، إن من المفروض وقبل الشروع فى تنفيذ التماثيل، أن تقوم المحافظة بطرح الرسوم على المجتمع المحلى، مؤكدا أن ترك هذه الأمور للمقاول المحلى والموظفين فى المحليات سينتج تماثيل مشوهة. 

بدوره يقول الفنان جرجس ميخائيل الجاولى لبوابة الأهرام، إن مشكلة التماثيل المشوهة لها عدة أسباب، والسبب الرئيسي هو وضع هذه التماثيل المشوهة في الساحات العامة وليس فقط في المستوى الفنى المتدني لها، فمن الجائز أن نرى أعمالا مشوهة عند أحد الأشخاص الذين يدعون الفن، ولكن أن توضع فى مكان عام، فهنا يجب التريث وحسن الاختيار للعمل الفنى والفنان المناسب فمصر مليئة بالنحاتين المهرة والفنانين المبدعين الذين ورثوا الفن عن أجدادهم العظماء الذين تركوا لنا إرثًا غنيًا بالأعمال النحتية والتماثيل العملاقة والقوية والجميلة والمتنوعة فى أصلد الأحجار. 

وأضاف الجاولي، أنه يجب التوجه نحو هولاء الفنانين فى حال الرغبة فى عمل أى تمثال ميدانى بشرط سابقة أعمال توكد قدرة هذا الفنان على تقديم عمل فني جيد، ويأتى ذلك بعد دراسة عدد من التصميمات المقدمة من الفنان واختيار أفضلها، مع ترك مساحةً للفنان وعدم تقييده، مع وضع ميزانية مالية مناسبة لاتجعل المثال يتجه نحو الخامات الرخيصة، أو يتجه نحو الحلول التشكيلية البسيطة والسهلة من أجل توفير الوقت والجهد. 

أما من ناحية المحليات والمحافظات، فيجب أن يكون هناك تعاون حقيقي وفعال، وأن تتبنى المحافظات خطه تجميل للميادين يشرف عليها نحات أو فنان متخصص فى مجال النحت وعدم ترك عملية التنسيق الحضاري فى المحافظات للموظف غير متخصص، أو لجان ماليه لا يهمها الجانب الجمالي بل المالى فقط، على أن تتكون تلك اللجان من جملة من فنانى المحافظة المشهود لهم بالكفاءة وليس من المقربين، على أن  تكون هنالك خطة فنية تغطى كل الميادين من أحل الارتقاء بالذوق العام، فليس من المعقول أن نترك فنانى نقابة التشكيليين وأساتذة النحت فى كليات الفنون الجميلة ونتوجه نحو حرفى بسيط ليقوم بهذه المهمة الصعبة، أو حتى يحتكرها مهندس له رؤيته البعيدة عن النواحي التشكيلية المتعلقة بتصميم التمثال ويصبح الفنان فى المرحلة الثانية والتى تنطوى على تصميم مناسب ومعبر للميدان وكتلة نحتية تتناسب وحيز الفراغ والبيئة المعمارية المحيطة بالميدان فالذى يتناسب مع تمثال يوضع فى منطقة أثرية فرعونية قد لا يتناسب مع بيئة معمارية إسلامية أو قبطية، أو حتى ساحلية، أو سياحية فكل موقع يجب أن يكون له التصميم المناسبة وبيئة هذا المكان وعليه، فيجب أن تكون هنالك رؤية وتصور مناسبين لتمثال الميدان من ناحية الطراز والموضوع والشكل والحجم المناسب واللون والخامة وعلاقة ذلك بالبيئة المحيطة بالتمثال المعمارية والطبيعية مع مرعاة القواعد الكلاسيكية للفن لأننا فى مرحلة نمو، وهذه الطرز الكلاسيكية لا يختلف عليها الكثير وهى أكثر ثباتًا وقبولا من الأنماط التجريدية التى قد يندس فيها بعض الفنانين الضعفاء. 

وأوضح الدكتور جرجس سعيد ميخائيل الجاولي، أنه لم تعد مشكلة الميادين تقتصر على التماثيل المشوهة فقط، بل إن هنالك توجه هندسي لتماثيل الميادين يضع تصميمها أحدٍ المهندسين وينفذها حداد أو عامل فرم أو مقاول بسيط لا يعبأ بالجانب الفنى وتضيع الفرصة على المثالين والنحاتين، ويخسر المواطن فرصة حقيقية لرؤية تمثال بالمفهوم التقليدي كل هذا عبث، يجب أن تكون لنا رؤية شاملة للمواقع، مضيفا أن خريج أقسام النحت يدرسون مادة تخطيط مواقع وطرز معمارية ومنظور هندسى إلى جانب مواد النحت والتشكيل المختلفة، من أجل هذه الرؤية، وذلك التصور الشامل للميدان وتخطيطه وحجم وشكل الفراغ المحيط ووضع التماثيل فيه.

وعليه يجب أخذ هذا الأمر على محمل الجد، لأنه يتعلق بالذوق العام والثقافة والهوية البصرية وهو ما كان مراعى بالفعل وقتما نفذ مختار تمثال نهضة مصر وشارك فى تمويله المجتمع المصري كله.


التماثيل المشوه بالمحافظاتالتماثيل المشوه بالمحافظات

التماثيل المشوه بالمحافظاتالتماثيل المشوه بالمحافظات
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
خدمــــات
مواقيت الصلاة
اسعار العملات
درجات الحرارة