Close ad

هالة صدقي.. من تكريم الأقصر إلى أمنية القاهرة السينمائي!

4-2-2023 | 09:59

عندما يطرح اسمها فى تكريمات المهرجانات؛ حيث تكرم اليوم السبت فى افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية،فى دورته الثانية عشرة، استدعي بعض أعمالها الفنية ومنها فيلم "نص أرنب" و"لاد الإيه"و"البوليس النسائي" و"قلب الليل" وأتوقف كثيرًا عند الأخير، وأتذكر المشهد الافتتاحي الذى قدمها فيه المبدع الراحل عاطف الطيب يفتتح فيلمه من منتصف الشاشة تتحرك سيدة بصحبتها طفل.. السيدة هى أم جعفر وجعفر سنراه فيما بعد نور الشريف.. حركة بديعة لمخرج موهوب وكأنها تتجه إلى مقاعد المشاهدين فى صالة العرض.. 

وأتذكرها أيضا مع نفس المخرج فى شخصية راقصة أفراح شعبية فى فيلمه "الهروب".. ثم رائعة المخرج مجدى أحمد على "يا دنيا ياغرامى" وأدوارها المميزة فى "إسكندرية نيويورك" و"هي فوضى" وغيرها من الأعمال التى صنعت من هالة صدقى ممثلة لديها وعي وخبرة بما يجب أن تقدمه وما يجب أن يقدم للمشاهد.

هالة صدقى واحدة من القلائل ممن يتعاملن مع فن التمثيل بلغة خاصة، تتفرد بأداء يمكن أن نسميه "السهل الممتع" وليس فقط "السهل الممتنع".. لأنها ببساطة لم تكن تبحث من وراء التمثيل عن شهرة، ولا عن مكسب مادى، أو رصيد فى بنك، أو أن تعيش قصص الحب التى تشاهدها على شاشة السينما.. هى فقط.. أحبت أن تصبح مثل سعاد حسنى التى كانت تراقبها وهى تمثل وهى تغنى وهى ترقص.. وهى تبكى.. وهى تضحك وتغرد الدنيا ربيع.

من سباحة ماهرة بنادى الزمالك ، إلى موهبة دفعت بعض المخرجين لأن يضعوها فى قلب الكادر.. لأن تكون هى أول من تتحرك فى أتجاه الكاميرا بعد كلمة "أكشن".

السباحة الماهرة التى درست الآداب.. كان حلمها أن تصبح ممثلة، دون رغبة استاذ التاريخ الذى يرى كبقية المصريين أن التعليم يعنى جامعات.. يعنى وظيفة.. يعنى أن تقرأ التاريخ وتحب العلوم والرياضيات.. لكنها أرادت أن تطيع موهبتها، فهى كلما قفذت إلى حوض السباحة.. وسبقت غيرها تخرج لتسأل نفسها.. هل سأقفذ الى الشاشة.. هل سأقف أمام الكاميرا التى وقفت أمامها معشوقتى الأولى سعاد حسنى..
 
لم يكن الحلم بعيدا.. لكنها العادات والتقاليد المصرية المتوارثة، ما زال الأب يرفض.. لكن الأم لا تريد أن تضع فى يد ابنتها القيود تعلم جيدا أنها ستتحدى وتحقق المستحيل..
 
كل يوم تمر تسأل نفسها وهى تشاهد المخرج الفنان الزملكاوى.. نور الدمرداش وهو يجلس فى حديقة النادى يقرأ سيناريوهاته.. هل اسأله.. ثم تعود لتخمد وهج الحلم.. حتى حانت اللحظة.. رحلة إلى التليفزيون لمشاهدة استديوهات التصوير ..

 المخرج الكبير يقف منتظرا طالبات المدرسة القادمات لمعرفة تفاصيل عن التمثيل.. هالة وسوزان وتوحة.. تتجرأ هالة لتحكى له عن حلمها وعن كيف أنها تشاهده فى النادى.. وأنها تتمنى التمثيل..
 
الدمرداش يصور مسلسله "لا يا ابنتى العزيزة".. وهو يرتب شخصياته التى بينها السباحة الماهرة "سميحة".. يلتقط المؤلف الراحل يوسف فرنسيس الخيط، ليبدأ هو فى البحث عنها وتكون سميحة هى نقطة البداية الحقيقة لهالة صدقى..

قد تكون مهنة التمثيل لدى البعض مجرد عمل.. لكنها عند فنانة من نوعية هالة صدقى.. ليست مهنة ولا "أكل عيش"، هى حالة عشق.. جعلتها تجرب فى البدايات، فقد تعثر على الشخصية التى تؤكد للجميع من خلالها أنها "ماهرة"..
 
فى السينما قدمت نفسها فى تجارب مثل "نص أرنب" مع المخرج محمد خان والمؤلف بشير الديك عام 83.. وهو أول لقاءاتها مع يحى الفخرانى.
 
وتمارس هوايتها مع الدراما والفوازير.. حتى تكون المواجهة الأولى لها مع عمالقة التمثيل فى عمل جمعها بعاشقات الفن.. وفى رواية إحسان عبد القدوس "لا تسألنى من أنا" للمخرج أشرف فهمى.. فى شخصية "شوشو" أو "شهيرة" ومع الفنانات القديرات شادية ومديحة يسرى ويسرا وسوسن بدر والفنان فاروق الفيشاوى وتكون هنا نقطة لقاء الأجيال إلهام شاهين، هشام سليم، محطات مهمة تستحق إن تأملناها أن تكرم هالة صدقى فى الدورة ال12 لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.. على أمل أن تكون هى نجمة التكريم فى الدورة المقبلة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: