Close ad

«حكايات أهل قوص الطيبين» يرصد فرحة العيد في الصعيد بين الجلاليب الجديدة وزيارة المسجد العُمري| صور

2-2-2023 | 12:18
;حكايات أهل قوص الطيبين; يرصد فرحة العيد في الصعيد بين الجلاليب الجديدة وزيارة المسجد العُمري| صور  المسجد العُمري بقنا
محمود الدسوقي

مدينة قوص بقنا ، مدينة موغلة في القِدم، فهي قلعة التحنيط في العصر الفرعوني، ومدينة العلم والعلماء والعاصمة الثانية لمصر في العصر الفاطمي، وقد أخذنا أسامة الشيخ لجولة عبر الزمان في كتاب يحكي عنها بعنوان "تأملات في كتاب حكاوي الصائمين من أهل قوص الطيبين"، والصادر عن دار نشر المصرية المغربية للإبداع والنشر والتوزيع في 128 صفحة.

موضوعات مقترحة

 يقول الباحث أسامة الشيخ، إن مدينة قوص هي "كعبة العلم والعلماء، والمدينة ذات التاريخ العريق، كم عاش فيها من الأدباء والفقهاء والشعراء والعلماء والمتصوفين على مر العصور، وهى ملمح كبير من ملامح كتاباته الدائمة فهو يفخر بها ويتباهى بها ويردد دوما قول شيخنا الراحل محمد أمين الشيخ أقولها ولست مبالغًا فيه ولا أفرى، إذا ما قيل قوصي رفعت الرأس في فخر".

 في الكتاب نجد أبناء قوص الطيبين في هذا يتصدرون مشهد الكتاب الذي يُعد سجلا لعادات وتقاليد أهل قوص الرمضانية في الزمن الماضي في صباهم وعهدهم الجميل، وأيضا الكتاب انعكاسا للحالة الاجتماعية لأبناء قوص في الفترات المختلفة ، والكتاب يضم محاورات مع ثلاثين شخصية في ثلاثين حلقة مع بسطاء وأدباء وحرفيين ورياضيين ورجال الدين والمعلمين والمهندسين وأبطال أكتوبر وفناني الخط العربي وضيوف الكتاب يحكون ذكرياتهم في الشهر الكريم بداية من الاستعدادات لاستقبال الشهر الكريم قبله بعدة أسابيع ففي كل ميدان يبدأ البناء للفرن الكنافة ويتم تجهيزها وشراء مستلزمات رمضان من المكسرات من العطارين بالقيسارية بقوص مثل قمر الدين والزبيب وجوز الهند وشراء البلح الناشف وشراء اللحوم، بالإضافة إلى دور الأمهات في تربية الدواجن والفروج والأرانب وتنبعث رائحة الخبيز من المنازل والخبز والكعك والمخروط والمبروم.

 أما الأطفال فيستعدون للشهر الكريم بشراء المدافع من عند الحدادين، و كان هناك شخصية مشهورة تصنع المدافع هو عم عيد الطويل والفوانيس المزركشه الملونة، والشموع من القيسارية، ثم تأتي ليلة ثبوت الرؤية والجميع يتأهب لاستقبال شهر رمضان ويجتمعون أسفل المساجد وخاصة المسجد العمري، وكان به النعارة التي تصدر صوتًا عاليًا.

 ويحمل الجامع العمري بمركز قوص جنوبي قنا، العديد من القيم التاريخية والأثرية والمعمارية والجمالية والدينية والاجتماعية، ويعد أحد أكبر المساجد الأثرية الموجودة بالصعيد من حيث المساحة؛ حيث تبلغ مساحته 4000 متر مربع، تتمثل أهمية المسجد العمري بقوص في القيم الثقافية التي يحملها هذا المسجد، حيث تتمثل قيمته التاريخية في تاريخ إنشائه الذي يرجع إلى عصر الدولة الفاطمية، ومما يزيد من قيمته التاريخية احتواؤه على أقدم منبر بالعالم الإسلامي،والذي يرجع تاريخه إلى عام 550 هجرية في عهد الصالح طلائع.

 ومنبر المسجد العمري على جانب كبير من الأهمية إذ أنه يعتبر من أقدم منابر مصر المؤرخة، وهو مصنوع من الخشب الساج الهندي المحفور حفرا بارزا والمزخرف بالحشوات المجمعة التي بدأت تظهر في أواخر العصر الفاطمي في القرن السادس الهجري. .ويقول أسامة الشيخ فى كتابه ، إن البعض كانوا يلتفون في الميادين والأحياء حول الراديو الكبير وكان يعمل بالبطارية أو الحجارة والأسرة تجتمع حول التلفزيون في انتظار ثبوت الرؤية.

 وتبدأ مراسم السحور ويكون الفول المدمس والجبن والخيار، وقديما وفى فصل الشتاء طلبًا للدفء يكون الخضار واللحوم والأرز والفول والسلطة، ويكون الأفطار البلح وعصائر الصوبيا والعرقسوس والفول والسلطة الخضراء، وتكون الحلويات بعد التراويح مثل الكنافة والبقلاوة والبسبوسة.

 ويتجه أعلام قوص بعدها إلى المساجد في الصلوات وتلاوة القرآن وبعضهم يصلون المغرب في المسجد، وكانوا يأتون ومعهه العصائر والبلح والجلاش للمصلين ويعودون للمنزل، وفى صلاة التراويح يفضل أهالي قوص الصلاة في المسجد العمري أشهر مساجد الصعيد، ويُطلق عليه أزهر الصعيد، وكان الأمام له آنذاك فضيلة الشيخ أحمد الشريف، وبعد الصلاة تكون السهرات والدورات الرمضانية وفرق الأحياء مثل: العودة، والعسقلانى، وكرادس، والشيخ عتمان، والموعد، ودقيق العيد.

 وتُقام المباريات على ملاعب نادي قوص، والثانوية والتجارية بنين، ونادي الشعب ، وملعب مدرسة النصر، وكانت مباريات ممتعة، أما كبار القوم فيجلسون في منادر العائلة يستمعون إلى القرآن الكريم من القراء، وتُقدم المشروبات الساخنة والبقلاوة والحلويات، فيما يلعب الأطفال في الشارع، وهناك من ينتظر المسحراتي، وكان موعده في منتصف الليل.

وقدّم الكتاب قدم محاورات مع شخصيات في رمضان 2019، ومنهم من رحل عن دنيانا ومنهم الأحياء، والكتاب لم يقتصر على أبناء قوص فقط بل امتد إلى من عاش في قوص من أبناء المدن الأخرى، وممن كان يعمل والده في قوص.

 وفى يوم العيد تعم الفرحة أرجاء المدينة فيتم تفصيل الملابس والجلاليب بعد شراء الأقمشة من القيسارية ووضعها عند الخياط، وشراء الأحذية من باتا، ويستيقظ الأطفال مبكرين ويذهبون لصلاة العيد ويرجعون إلي المنازل لتناول الإفطار وأخذ العيدية من الأهل والأقارب، ثم يتوجهون إلى ميدان الشيخ يوسف حيث المراجيح والألعاب وعربة النيشان والحلويات والمشروبات الملونة، والذهاب إلى المسجد العمري، حيث يستقل الأطفال عربات الحنتور من المسجد العمري إلى البحر(نهر النيل) مرورا بميدان النوبة، وبعد الظهر يبدأ موكب المحامل كل جمل عليه هودج مكتوب عليه اسم الشيخ في حُلة مزخرفة شهر رمضان.

 


المسجد العمري بقناالمسجد العمري بقنا

المسجد العمري بقناالمسجد العمري بقنا

المسجد العمري بقناالمسجد العمري بقنا

المسجد العمري بقناالمسجد العمري بقنا

المسجد العمري بقناالمسجد العمري بقنا

المسجد العمري بقناالمسجد العمري بقنا

المسجد العمري بقناالمسجد العمري بقنا

كتاب حكاوي الصائمين من أهل قوص الطيبين كتاب حكاوي الصائمين من أهل قوص الطيبين
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: