حل المؤرخ الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، ضيفًا على اللقاء الفكري بالقاعة الرئيسية "صلاح جاهين"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54، وأدار الحوار؛ المؤرخ الدكتور أحمد زكريا الشلق.
موضوعات مقترحة
شهدت الندوة حضور عدد من المثقفين؛ منهم الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة الأسبق، والدكتورة نيفين موسى، رئيس دار الكتب والوثائق القومية الأسبق، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب.
في تقديمه للندوة، قال الدكتور أحمد زكريا الشلق، إن الدكتور صابر عرب، صورة مشرفة لمصر، فهو شخصية أكاديمية مرموقة وسياسية فريدة، وألف كتبا مهمة منها؛ كتابه عن العقاد، وله إصدار مهم فى التاريخ العربي عن الدين والدولة فى سلطنة عمان، ونال جوائز عدة، وقال "أتصور أنه سيحصل قريبًا على جائزة النيل فى العلوم الاجتماعية تتويجًا لجهوده في خدمة هذا الوطن الذي أحبه حبا جما".
كما أشار "الشلق" إلى جهوده في دار الكتب الوثائق الجديدة فى عين الصيرة، ومشروعه لترميم الوثائق والمخطوطات القديمة، مؤكدًا أن دار الكتب اجتازت مراحل كبيرة وشهدت طفرة فى تطورها وتحديثها في عهده.
تحدث الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، عن بدايته، وقال "دراستى كانت تقليدية وكان المفترض أن أدرس العلوم الشرعية ولا أعرف لماذا تمردت على العلوم الأزهرية، لكن ربما لأنني حضرت فترة إصلاح الأزهر، كما أنني فى شبابي تأثرت بشاعر اسمه عبد الصبور منير، وهو من فتح حياتي بالاهتمام بالثقافة والتاريخ، وكنا نذهب للمسرح وفتنت بالصحافة فى ذلك الوقت، ومدينتي دسوق كان بها تيار يساري كبير وكانت تموج بالتيار الثقافي والسياسي وكان بها مسرح، ومنه أحببت المسرح".
وأضاف وزير الثقافة الأسبق، "أنا من أنصار وحدة المعرفة، فلا يمكن أن تكون إنسانا مختلفا إلا بالانفتاح على الثقافات والحضارات، والحقيقة فإن فترة دراستى فى الأزهر لم يكن بها تيار متشدد، وكان مدرسو البلاغة والعلوم من الشعراء، وتلك الفترة التى تفتح فيها وجداني، وأتذكر أنني زرت أول معرض للكتاب وجئت من وقتها من دسوق، وسألت حينها أنيس منصور ماذا أقتنى من الكتب حين شاهدته في المعرض، وحينها نصحني أن أقرأ في كل أنواع المعرفة، وقال نصًا "أقرأ ولو جورنال ملفوف فيه سندوتشات فول".
وتابع "حتى عندما جئت إلى القاهرة جئت كطالب مهتم ليس بالتاريخ فقط بل بالثقافة والفنون، وأتذكر أننا لم نتقبل فى البداية فكرة مجيء الرئيس السادات بدلا لعبد الناصر، وكنا فى اتحاد الطلبة نتحدث عن قضايا دولية واقليمية، وكنا نقيم معسكرات فى محافظات مختلفة".
وتحدث عن تجربة الاتحادات الطلبية، وقال "كانت إحدى مكونات شخصيتي، حتى إنني اتذكر أننا سعينا من أجل تنظيم أمسية لصلاح عبد الصبور وفاروق شوشة فى جامعة الأزهر، ورغم تصور البعض أن الجامعة سوف ترفض لكن القرار كان نابعا من داخلنا، وحضر تلك الأمسية أكثر من 1500 شخص فى قاعة الإمام محمد عبده، حتى أنه تم قطع الكهرباء علينا من بعض أساتذة الجامعة، ودخلت مندفعا إلى مكتب رئيس الجامعة الذي وبخ المسئول عن ذلك، وقال إن هؤلاء هم في ضيوف الجامعة وعلينا إكرامهم".
وأكد "عرب" ضرورة الانفتاح على المعرفة والثقافات المختلفة والحياة بالمعنى الثقافي والفكري والأدبي، مشيرًا إلى عودته دائمًا لقراءة تراث محمد عبده ومصطفي عبدالرازق والعقاد.
وحول كتابة التاريخ من قبل المؤسسة الرسمية، قال "انا ضد فكرة كتابة التاريخ من خلال لجان، فالتاريخ يكتبه أناس متجردون من الهوى والدوافع، والتاريخ ليس حكرًا على المؤرخين، وكل واحد يملك من الوعي والثقافة أن يكتب في موضوع ما".
ورأى أن التاريخ فلسفة بمعنى أن تدلي برأيك وتتناقش، فالتاريخ فلسفة وفن وليس مجرد سرد.