مع نجاح مصر الكبير فى تنظيم مؤتمر مواجهة التغيرات المناخية، جاءت مبادرة زراعة 100 مليون شجرة لتحصد ترحيباً كبيراً من الخبراء والعاملين بإنتاج الشتلات وتصديرها.
موضوعات مقترحة
ولإنجاح المبادرة وضع الخبراء عددا من الاشتراطات لتحقيق أعلى مستوى من الفائدة سواء للاقتصاد أو المواطن المصرى وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة، تنقلها «الأهرام التعاوني» خلال زيارتها معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، ومشاتل أبو رواش فى الجيزة ومشاتل بيتيس بالمنوفية وكان هذا التحقيق.
ويقول الدكتور أحمد حلمى مدير المعهد، إن مبادرة زراعة 100 مليون شجره هى مبادرة رائعة جاءت فى وقتها للعديد من الأسباب اهمها الإحتباس الحرارى ومخاطر الغازات الملوثة ومنها ثانى أكسيد الكربون الذى تمتصه الأشجار مما يساعد على تلطيف وتحسين المناخ.
ويضيف حلمى أن كل منطقة فى مصر يفضل زراعة أشجار معينة بها سواء فى الظهير الصحراوى أو الوجه القبلى والبحرى والقرى والمدن وهى أمور تم دراستها والإستعداد لها لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين البيئة، لافتا إلى أن زراعة الأشجار تحقق فوائد أخرى مثل انتاج الأخشاب وهى فائدة لا يمكن تجاهل أهميتها وهذا يحقق مكاسب اقتصادية.
وينبه حلمى بأنه فى شتاء 2023 وحتى أخر يناير لا يزال الطقس جيد جداً بمصر ولم نشهد الإنخفاض الهائل بدرجات الحرارة كما فى أوربا والعديد من الدول المجاوره لنا، فإرتفاع درجات الحرارة يؤدى إلى مشكلات كثيره تؤثر بشدة على القطاع الزراعى، وإرتفاع درجة حرارة واحدة تؤدى لكثير من التغيرات منها زيادة حركة لحشرات وإنتشار الأمراض أو قد تظهر أمراض جديده، بالتالى فزراعة مصر لـ 100 مليون شجره سيحد بشدة من تأثير التغيرات المناخية أو البيئية الضاره مما يقل التكلفة على الفلاح أو المستثمر الزراعى ومنها تقليل تكاليف مكافحة الأمراض وتخفيض كميات الأسمدة المستخدمه وهذه جزء من الفوائد الجمه لهذا المشروع الهام.
ويؤكد ان المعهد قادر على تقديم الإشراف الفنى لهذه المبادرة ولدينا العديد من الأقسام المتنوعه التى يمكنها تحقيق أفضل مستوى لنجاح هذه المبادرة بفضل علماء أفاضل متخصصين.
وحول الأشجار المثمرة قال الدكتور أحمد حلمى مع الإعتراضات على زراعتها بالمدن فيمكن زراعتها بالقرى والمناطق الجديدة والمدارس والجامعات البعيدة عن التلوث وبالتالى يمكن زراعة الأشجار الخشبية غير المثمرة بالمدن لتجاوز هذه المشكلة وخبراء المعهد من الدكاترة فى كل التخصصات قادرين على وضع تقسيم الأمثل للأشجار.
وأضاف، أن من أفضل الأشجار المرشحة للزراعه بالمشروع أشجار الموالح بشكل عام كالليمون فبالإضافة لأهمية المحصول فالشجره بها أشواك تحمى بها نفسها ولدينا لكل نوع من الأشجار القسم الذى يحدد أفضل المناطق المناسبة لزراعتها، قائلا: لدينا بالمعهد أقسام عده للفاكهة منها قسم الموالح وقسم العنب وقسم للزيتون والجوافة والرمان وقسم للمانجو والنخيل وقسم للأشجار الخشبية وقسم للأشجار المتساقطة التى يقع ورقها بالشتاء كالتفاح والكمثرى.
ويؤكد انه قد شهدت السنوات الماضية قفزه فى تصدير الشتلات للخارج وذلك بعد نجاحات مصر فى إقامة المشاريع الزراعية خلال السنوات الماضية والمستوى المميز الذى وصلت له المشاتل المصرية.
الموالح أهم
ومن المنوفية يقول المهندس أحمد البرم خبير إنتاج شتلات الموالح: نحن فى قرية بيتيس نعتبر أهم منتجى شتلات الموالح وتصديرها على مستوى الجمهورية خاصة الليمون والبرتقال بأنواعها وهناك الجوافة والمانجو وكل أصناف الأشجار التى تحتاجها الدولة لمشروع زراعة الـ 100 مليون شجره.
ويضيف رغم المشكلات الإقتصادية العالمية وإرتفاع الأسعار أعلنت وزارة الزراعه أنه تم تصدير 890 ألف شتلة فواكه خلال 2022 من مصر وتصدرت أصناف المانجو قائمة صادرات الشتلات برصيد بلغ نحو 288 ألف شتلة، وتليها أصناف الأشجار متساقطة الأوراق (الحلويات) والتفاحيات بعدد بلغ نحو 178 ألف شتلة ثم جاءت شتلات الموالح بالمركز الثالث بحوالى 134 ألف شتلة ثم العنب بعدد 62 ألف شتلة ثم التين البرشومى بنحو 61 ألف شتلة معظمها ذهبت لدول الخليج خاصة السعودية ثم سلطنة عُمان فالإمارات والأردن، والبحرين، وقطر.
وقال إننا نصدر شتلات الليمون والبرتقال والكلمتينا والمشمش والخوخ والتفاح وعنب إيرلى والقشطة البلدى ومانجو الكيت وعويس وسكرى وفجر ودبشة ومبروكة والفونس وكينت وتيمور وهندى وغيرها التى تلقى إقبالاً متزايدا من دول الخليج تحديداً لجودة الشتلات التى ننتجها فى مصر وفقا للإشتراطات والمعايير الدولية المعنية بتصدير شتلات الفاكهة إلى الخارج كما نوفرها للسوق والمزارع المحلية.
ويؤكد أنه كثيراً ما تزورنا لجان زراعية من الدول التى نصدر لها لتفقد مشاتل الموالح الموجودة عندنا وعند الشركات المصرية التى أعلنت رغبتها فى تصدير شتلات الموالح إلى تلك الدول بمرافقة أعضاء من المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية والجهات المعنية فى وزارة الزراعة.
مشاتل أبورواش
ويقول فتحى اللبودى مالك مشتل ومصدر شتلات لدول الخليج، نحن فى أبو رواش بمحافظة الجيزه صنعنا بأنفسنا تجمعاً للمشاتل الكبيره المنتجه لكل أنواع الشتلات بغرض التصدير مع توفير إحتياجات السوق المحلى سواء مزارع أو مواطنين يريدون زراعة الأشجار فى حدائقهم والمدن الجديده.
ويضيف نتمنى من الدولة مساعدتنا لفتح أسواق جديدة أمام شتلات المانجو والموالح وكل الأنواع الأخرى فإنحسار أزمة كورونا سيساعد فى سرعة فتح الأسواق المشار إليها ومشاتل مصر قادره على تحقيق مكاسب هائلة للإقتصاد المصرى. كما اننا نحرص على إنتاج شتلات الموالح والمانجو بزراعتها وفقاً لأحدث النظم العلمية ووفقاً للإشتراطات التى تضعها الدول التى تستوردها منا لتحقيق أعلى إقبال وعدم رفض هذه الدول لشحنات الشتلات التى تصل إليها. ويضيف أن إنتاج الشتلات الجيدة يستغرق وقتا طويلا نسبيا من 1.5 إلى 3 سنوات ويحتاج لمساحة كبيرة من الأرض لتطبيق الدورة الزراعية بالمشتل ولذا نحرص على توفير الأساليب النموذجية فى إنتاجها حتى لا تكون عرضة للإصابة بالآفات والأمراض. ويكمل اننا نحرص على أن تكون الشتلات أكثر مقاومة للظروف الجوية مثل الرياح والحرارة أو البرودة الشديدة والتخلص من المسببات المرضية التى قد تكون منتشرة فى أرض المشتل مثل النيماتودا حتى تكون الشتلات على أفضل مستوى من الكفاءة والقوة.
خبراء المانجو
أما المهندس عماد عادل خبير إنتاج شتلات المانجو، فيقول: نحن نرحب بمبادرة زراعة الأشجار المثمرة والتخلص من أشجار الفيكس لأنها تتعدى المليار شجره فى شوارع ومدن مصر، وهى شجره غير منتجه لثمار رغم أنها تحقق الظل لكن كان يمكن أن نزرع أشجار فواكه مثمره يستفيد منها الناس والوطن ونحصل منها أيضاً على الظل والشكل الجمالى.
ويضيف أن الترشيحات بالنسبة للأشجار المثمرة تفضل المانجو والموالح وأقلها الزيتون فجميع هذه الأنواع أفضل من الفيكس بمراحل، ومشروعات التجميل للحدائق والشوارع « اللاند سكيب « يمكن أن تكون من أشجار مثمرة بالفواكه. وفى دول العالم يزرعون الأشجار المثمرة خاصة البرتقال بالطرق السريعة والمشايات بل أن هناك دولاً عربية أنشأت حدائق لأشجار المانجو يأكل منها المسافرون على الطرق فيتوقف المسافر ويقطف حبة واحدة يأكلها أو يأخذ الثمار الناضجة المتساقطة دون همجيَّة تسلق الأشجار وتدميرها أو إسقاط كل ما بها من ثمار بل يأخذ فقط ثمره أو ثمرتين ثم يكمل طريقه دون إضرار بتلك الأشجار وحتى يستفيد منها غيره وتجد هذه الأشجار بالطرق فى الإمارات وسلطنة عمان فكثير من الدول تستهدف هذه الزراعات حول المرافق وعلى جانبى الطرق.
ويكمل بأن أنواع المانجو المرشحة للزراعه تختلف حسب المكان وطبيعته فإذا كانت الزراعة على الأسطح يمكن زراعة أنواع المانجو الأجنبية القزمية التى لا تحتاج مساحات كبيره، لكن بالشوارع والمساحات الكبيرة أنصح بزراعة الأصناف المحلية من المانجو مثل الفونس والعويس والصديق التى لا تحتاج لإهتمام كبير وتعطى نتائج وثمار جيدة فالأنواع الأجنبية تحتاج لإهتمام شديد سواء رش أو مكافحة. كما تختلف الأنواع المرشحة للزراعة حسب المنطقة الجغرافية فإذا كان مستهدفاً بها الصعيد مثلاً نرشح نوع الصِدِّيقة الذى يجود هناك أما بالوجه البحرى فيفضل الفجركلان وإذا جربنا زراعة هذين النوعين فى منطقة أخرى فلن تنجح زراعتها مقارنة بالمكان المناسب.
ويوصي مع بداية أى مشروع سواء زراعات بين الشوارع أو مشروع إستثمارى خاص باختيار المصدر وجودة الشتله فهى أساس الشراء لا السعر ولذا المهم شراء شتلات المانجو على أصول سكرية.
وبالنسبة لمشروعات الزراعة بالشوارع قال: يجب أن نتيح لشجرة المانجو ذات المساحة التى منحناها لشجرة الفيكس فنحن نأسف عندما نجد شتلات المانجو مزروعه بجوار الحوائط أو بجوار بعضها على مسافات نصف إلى متر أو حتى متر ونصف كمسافات بينيه وهذا خطأ فحتى نستفيد من الشجره يجب أن تكون المسافات بينها 2-3 متر على الأقل.
تصدير الشتلات
ويرحب المهندس رجب يحيى منتج ومصدر شتلات المانجو، بمبادرة زراعة 100 مليون شجرة مثمره لأنها أفضل من أشجار الظل العقيمة التى لا تحمل أى فائدة للمواطنين والبلد إضافة لشكلها الجميل، قائلا: إننا أصحاب المشاتل القديمة مستعدون لدعم هذه المبادرات وتوفير كل ما تحتاجه الدولة من شتلات مناسبة للزراعة من عمر 1.5-3.5 عام حتى تتحمل وتصمد أمام مشكلات الشوارع والعبث المحتمل بها. كما أننا نصدر شتلات المانجو من الأصناف الأجنبية والمحلية فالمشتل الذى يصدر الشتلات للخارج يكون لديه مواصفات نموذجية للشتلة سواءً شكل أو جذر سليمين بلا أى إعوجاجات التى تسبب مستقبلاً مشكلات فى المجموع الجذرى ليس فقط عند الزراعة بل يمكن بعد عدة سنوات بعدها ولا حل لها آنذاك إلا إزالة الشجرة وبالتالى خسارة كبيره للمزارع.
وأكمل: مصر تصدر لجميع دول الخليج خاصة السعودية والإمارات وسلطنة عمان والأردن ودول شمال إفريقيا وغيرها الساعية لتحقيق نهضة زراعية وتحقيق الإكتفاء الذاتى لسكانها. ونحن نصدر أنواع محلية مثل العويس والصديقه والفونس والفجركلان والتيمور وكذا من الأصناف الأجنبية مثل الكيت والكنت والناعومى والهايدى والماهيشنوك والكريمسون برايد والـ R2A2 وغيرها من الأنواع التى أثبتت نجاحاتها ويُقبل عليها المزارعين والمستهلكين. كما يجب أن نحصل على الشتلات من مشاتل موثوقة فى إنتاجها ونتأكد من سلامة المجموع الجذرى وهذه أهم نصيحة حتى لا يضطر المزارع لخسارتها.
مشاتل الصليبة
ومن الصليبه بأبو رواش محافظة الجيزة يقول عبده الجمال خبير التطعيم وإنتاج الشتلات: عند قدوم أى مزارع يطلب شتلات نسأله فى البداية عن المنطقة التى يزرع بها , حتى نحدد له السلالة التى تناسبه وتناسب المنطقة التى يزرع , بها ثم نسأله عن نوع المانجو التى يريد زراعتها سواء محلى أو أجنبى ثم السؤال الثالث حول الصنف المحدد الذى يفضله أو الذى نرشحه له بناء على تجارب نجاحات لمربين أخرين وبشكل عام فنحن حالياً نفضل زراعة الأنواع الأجنبية التى تحقق إنتاجيات مرتفعه ومكاسب جيدة للمزارعين.
ويضيف: على المزارعين أن يختاروا المشاتل الموثوق بها خاصة المشهوره بتصدير الشتلات لأنها حاصلة على إعترافات وشهادات جودة بحيث تكون البداية سليمة وناجحة تؤمن نجاح المزرعة والمحصول بعد ذلك وبالنسبة للأعمار يفضل عمر 1.5 عام لأنه سينمو معتاداً على الأرض لكن هناك من يفضل الأعمار الأكبر توفيراً للوقت وسرعة الإنتاج. والآن شتلة الناعومى 22 جنيها عمر 1.5 عام والأوستين 28-30 جنيها والكيت 18 جنيها والماشينهوك 60-70 جنيها حسب عمر وجودة الشتلة وهما من يحكمون السعر وأنصح المزارعين إذا وجد مشتلاً أسعاره مرتفعة لكنه معروف بجودة شتلاته عليهم بالشراء منه.
ويشدد على ضرورة أن تستمر رعاية الدولة للأشجار مع الرعاية اللازمة لها من وزارة الزراعة والمحافظات من رش وتقليم وخلافه، قائلا: ومن أجل هذا لم أرشح الأصناف الأجنبية من المانجو للزراعة بالشوارع فهى تحتاج اهتمام لكن المحليه أكثر تحملاً للإهمال أما إذا توافر الاهتمام فأرشح الأنواع الأجنبية لأنها قزمية ويمكن زراعتها بالأماكن الصغيرة التى لا يمكن زراعة الأشجار الكبيرة منها ويناسبها نوع مثل الشيلى وهو من أكثر الأصناف الأجنبية تقزماً وغير متهدلة ويشبه شجرة الزينة.