راديو الاهرام

ملحمة من زمن الفرسان.. «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول في ثوب جديد

29-1-2023 | 23:30
ملحمة من زمن الفرسان ;صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس; لستانلي لين بول في ثوب جديدصورة تعبيرية

في زمن الفرسان يظلُّ السُّلْطان النَّاصِر صلاح الدِّين أيقونةَ الغرب قبل الشرق؛ إذ كانت أخلاقُه من وراء سلاحه، وبذلك كانت أسلحتُه نفسُها ذات أخلاقٍ! مَلَكَ فكان العفوُ منه سَجِيَّةً، وغدا على الأَسْرَى يَمُنُّ ويَصْفَحُ.

موضوعات مقترحة

يُعَدُّ كتابُ "صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس" لستانلي لين بول أوَّلَ كتابٍ صُنِّف باللغة الإنجليزية عن السلطان الناصر صلاح الدِّين بن أيُّوب، صدر نهاية القرن التاسع عشر بعنوان "Saladin" ضمن سلسلة "أبطال الأمم: Heroes of the Nations"، التي كان يرأس تحريرها إيفلين أبوت (Evelyn Abbott)، وهو الكتاب الرابع والعشرون الصادر ضمن هذه السلسلة التي لم تصطفِ من عظماء الإسلام إلَّا النَّبِيَّ ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ وصلاحَ الدِّين رحمه الله. وقد طُبِعَ في حياة المُؤلِّف طبعتين: الأُولَى سنة 1898م، والثانية سنة 1906م، أصدرتهما دار (G. P. Putnam's Sons) بلندن ونيويورك، كما صدرتْ طبعةٌ عن دار (Williams &Norgate) سنة 1903م، ثُمَّ توالتْ طبعاتُه.

الدكتور علاء مصري النهر، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أخرج هذا الكتاب المهم الذي احتل مكانًا بارزًا في المكتبة التاريخية، وصدر مؤخرا معتمدًا في الترجمة على طبعة سنة 1906م، التي أضاف إليها المُؤلِّفُ بعضَ الإضافات والتصويبات والأشكال.

جدير بالذِّكْر أنَّ هناك طبعةً حديثة للكتاب صدرت سنة 2002م بتقديم المُؤرِّخ العسكري البريطاني ديفيد نيكول David Nicolle (1944م-) بمناسبة مرور مئة عامٍ على صدور الكتاب؛ فتواصلتُ معه فأمدَّني بمقدمته؛ ولأهميتها ترجمتها وألحقتها بالكتاب.

بدورة يقول الدكتور علاء النهر:"إذ ما عدلنا عن حديث الكِتَاب إلى الكاتِب، وجدنا أنَّ لينَ بول مُؤرِّخًا بريطانيًّا رفيعَ المستوى، وهو أحدُ أهمِّ العارِفين بتاريخ صلاح الدِّين وسِيرَتِه في العالَم بأَسْرِه؛ إذ قدَّم لنا دراسةً بإمكانات أُخريات القرن التاسع عشر، ما تزال إلى الآن تفتقد نظيرًا لها، وإنجليزيتُه ليست سهلةً قريبةً في ظاهرها وباطنها، بل معانيه تلتوي بك في غرائِب الحكم وعجائب الإشارات والأمثال، وألْفاظُه فيها من الغريبِ المهجور الذي يجهله أكثرُ النَّاس، ولا يقف عليه إلَّا الثُّلَّةُ المُمتازةُ من المُثقَّفين والقُرَّاء، مُتأثِّرًا في ذلك بالأدب الفيكتوريِّ، ومع ذلك، لن أُبالِغَ إنْ قُلتُ: إنَّ لينَ بول هو "عُقَابُ المُستشرِقين" لألمعيته وتفرُّده؛ فحسبُكَ من كُتُبه: "تاريخ مِصْر في العصور الوسطى" الذي تُرجِم ترجمةً رصينةً، و"سِيرَة القاهِرَة"، و"قِصَّة العَرَب في الأَنْدَلُس، ولا ينقضي عجبي مِمَّا بذله لينُ بول من جَهْدٍ خارِقٍ في هذه الدراسة التي قضى في تصنيفها سنين عَدَدًا؛ إذ تفانى في عمله تفانيًا لا مثيل له، فعملُه هذا تضطلع به مُؤسَّساتٌ كامِلَةٌ لا فَرْدٌ غير مُتفرِّغٍ".

يتضمَّن الكتاب خمسةَ أجزاء، سِوَى المُقدِّمة: يتكوَّن الجزء الأوَّل (التمهيد) من أربعة فصولٍ، يتحدَّث في الفصل الأوَّل عن نَجْم الدِّين أيُّوب والد صلاح الدِّين، ومُساعَدَته الجليلة للأتابِك عِمَاد الدِّين زَنْكِيٍّ صاحب المَوْصِل وحَلَب في عبور نهر دِجْلَة ونجاته من جيش الخليفة المُسْتَرْشِد بالله العبَّاسِيِّ وأعْوانه، ثُمَّ ينتقل بالحديث إلى اضمحلال الخلافة العباسيَّة، وسطوع نجم السَّلاجِقة – لا سِيَّما السُّلْطان مَلِكشاه الأوَّل ووزيره العظيم نِظَام المُلْك – ونظامهم الإقْطاعيّ وتنظيمهم العسكريّ وتقدُّمهم العلميِّ، ثُمَّ تطرَّق إلى تفكُّك دولتهم وقيام الأتابِكيات على أنْقاضها.

 ويتحدَّث في الفصل الثاني عن الحملة الصَّليبية الأُولَى وتأسيس مملكة بيت المَقْدِس وغيرها من الإمارات الصَّليبية ببلاد الشَّام والجَزِيرَة، ثُمَّ يختصُّ بالحديث عن الأمير أُسامة ابن مُنْقِذٍ وكتابه "الاعتبار"؛ ليدلف إلى العلاقات بين الصليبيين والمسلمين في وقت السلم والحرب.

 ويركِّز الفصل الثالث على عِمَاد الدِّين زَنْكِيٍّ، ودَوْره في احْتِضان آل أيُّوب. أمَّا الفصل الرابع فهوعن جهاد عِمَاد الدِّين للصليبيين، وتحرير إمارة الرُّها، ويختمه بمقتل الأتابِك عِمَاد الدِّين زَنْكي سنة 541هـ.

يتضمن الجزء الثاني (الدِّيار المِصْرِيَّة) أربعة فصولٍ: أوَّلها يتحدَّث عن نشأة صلاح الدِّين ببَعْلَبَكَّ في إبَّان تولِّي أبيه حكمها، ثُمَّ ينتقل إلى الحديث عن الحملة الصليبية الثانية على دِمَشْق، ويُفصِّل القولَ عن صِبَا صلاح الدِّين بها، ولم يفته الحديث عن عمِّه أسد الدِّين شيركوه ودوره في تثبيت أركان دولة نور الدِّين محمود، ويتناول في ثانيها الأحوالَ السياسية بديار مِصْر وقتذاك، وحملات أسد الدِّين الثلاث عليها، وموته بأَخَرةٍ.

ويتحدَّث في الفصل الثالث عن توليه منصب الوزارة للخليفة العاضِد الفاطِميِّ، وقضائه على ثورة العَبِيد السُّودان بالقاهِرَة وإفشاله لحصار الصليبيين لدمياط، ثُمَّ يتحدَّث عن غاراته على غزَّة وأَيْلَة، ودعوته للخليفة العباسيِّ بديار مِصْر. ويتحدَّث في رابعها عن قصر الخليفة الفاطِميِّ الذي ورثه صلاحُ الدِّين، وكنوز الفاطميين، وتشييده لقلعة القاهِرَة، ثُمَّ ينتقل بالحديث إلى حصار الشَّوْبَك والكَرَك، وغزو طرابلس الغرب والسُّودان واليَمَن، ثُمَّ يُنهِي الجزءَ بالحديث عن حصار الصقليين للإسكندرية.

ويتضمن الجزء الثالث (الإمبراطورية) أربعة فصولٍ: يتحدَّث في أوَّلها عن موت الملك العادِل نُور الدِّين محمود، وانقسامات أُمرائه على الوصاية على ابنه الملك الصَّالِح إسْماعيل، ثُمَّ دخول صلاح الدِّين دمشق، ومحاولة الحَشِيشِيَّة اغتياله أمام حلب، وانتصاره على الزَّنْكِيين في معركتَي قُرون حَمَاة وتلِّ السُّلْطان، ومحاولة الحَشِيشِيَّة الثانية اغتياله أمام قلعة أعْزاز. ويتحدَّث في الفصل الثاني عن الحَشِيشِيَّة وشيخ الجَبَل سِنَان، ثُمَّ ينتقل إلى بناء قلعة القاهِرَة، وكسرة الرَّمْلَة، ونصره المؤزر بوقعة مَرْج عُيُون، وتخريب حِصْن مَخَاضَة يَعْقُوب عند نهر الأُرْدُنِّ، ثُمَّ عقد هدنة مع الصليبيين، وصُلْحه مع أُمراء بلاد الجَزِيرَة وحَلَب وسُلْطان قُونِيَة وملك أَرْمِينِيَة.

أما الفصل الثالث فيتطرَّق فيه لموت الملك الصَّالِح بن نور الدِّين، ووداع صلاح الدِّين القاهِرة وداعًا لا أوبة بعده إليها أبدًا، ثُمَّ غزوه بلاد الجَزِيرَة الفراتية، وأخذه حَلَب. وفي الفصل الرابع يتحدَّث عن معركة قَلْعَة الفُولَة جنوبي النَّاصِرَة، وحصارَي قلعة الكَرَك، وعقد هُدْنَةٍ مع الصليبيين مُجدَّدًا، ثُمَّ أنهى الفصل بالحديث عن مدينة دِمَشْق ليلقي بك في أتون التفاصيل عن مهامّ صلاح الدِّين كسلطانٍ، وسفارة المؤرخ الفقيه بَهَاء الدِّين ابن شدَّاد - صاحِب كتاب "النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" في سيرة صلاح الدين - إليه من قِبَل أتابك المَوْصِل وعقد الصُّلْح النهائي مع المَوْصِل.

يقول أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، يُعَدُّ الجزء الرابع (الجهاد) – في رأيي - أهمَّ أجزاء الكتاب، ولعلَّ مردَّ هذه الأهمِّيَّة إلى حديثه عن معركة حِطِّينٍ، وتحرير مدينة بيت المَقْدِس. ويتكوَّن هذا الجزء من خمسة فصولٍ: في أوَّلها يتحدَّث عن جولة الأمير باليان صاحب يُبْنَى من أجْل رأب الصدع بين الصليبيين بعضهم بعضًا، ثُمَّ يتحدَّث عن المناوشات بين جيش صلاح الدِّين والصليبيين عند عَيْن جَوْزَة قرب الناصِرَة، ونهب مدينة طَبَرِيَّة، ثم يُفصِّل الحديثً تفصيلًا عن معركة حِطِّينٍ وقتل الأمير أَرْناط. وفي ثانيها يتحدَّث عن فتح المدن الفلسطينية التابعة لمملكة بيت المقدس، ثُمَّ ينتقل بالحديث إلى دور المركيس كونراد في إنقاذ مدينة صُور من حصار صلاح الدِّين الأوَّل، ثُمَّ يرجع ليتحدَّث عن فتح عَسْقَلان، ودفاع الأمير باليان عن مدينة بيت المَقْدِس وحصار المسلمين لها واستسلامها بأخَرةٍ، وهنا يبسط الحديث عن كرم صلاح الدِّين ونبله تجاه أهل المدينة المُقدَّسة.

وفي ثالث فصول هذا الجزء يتحدَّث عن أوَّل خطبة أُلقيتْ في المسجد الأقصى – بل ويورد جزءًا كبيرًا منها – ثُمَّ يتحدَّث عن حصار صُور الثاني وأسباب الانسحاب عنها، ثُمَّ يتطرَّق إلى توغُّل جيش صلاح الدِّين في أقاليم إمارتَي طرابلس وأنطاكية، وفتح قلعة كَوْكَب وصَفَد والكَرَك. وفي رابعها يتحدَّث عن الحملة الصليبية الثالثة، وما جرى في غضونها من ملاحمَ وحروبٍ تُشيِّبُ النواصي، ثُمَّ يتطرَّق إلى حصار قلعة شَقِيف أرْنُون جنوبي لُبْنَانٍ، وبَدْء زحف الصليبيين نحو عكَّا ونجاحهم في فرض الحصار عليها. ويبدأ خامِسَ فصلٍ بالحديث عن شروع صلاح الدِّين في فرض حصارٍ على الصليبيين المُحاصِرين لعكَّا، ووصول هنري كونت شامبين وغيره من نبلاء أوربا إلى معسكر الصليبيين، وهنا يتحدَّث عن معاناتهم بسببٍ من الحصار المضروب عليهم من قِبَل المسلمين.

ويتضمن الجزء الخامس (رِتْشارَد وصلاح الدِّين) ستَّة فصولٍ: يشتمل أوَّلها على وصول رِتْشارَد قلب الأسد ملك إنجلترا إلى عكَّا وما جلبه معه من آلات الحصار، ثُمَّ يتحدَّث عن مُفاوضاتِ حاميةِ عكَّا من أجْل شروط التسليم ليتم تسليم المدينة بأخَرةٍ دون علم صلاح الدِّين. وفي ثاني الفصول يتحدَّث عن مُفاوضات الصليبيين من أجْل عقد الصُّلْح مع صلاح الدِّين، ثُمَّ يتطرَّق لمذبحة رتشارد المُشينة مع الرهائن العُزَّل، وزحفه على ساحل البحر المتوسط في طريقه إلى بيت المقدس، ومحاولة صلاح الدِّين عرقلة تقدُّمه، وكسرة المسلمين بأَرْسُوف. وفي ثالث الفصول يتحدَّث عن وصول رِتْشارَد إلى يافا، وتخريب صلاح الدِّين مدينة عَسْقَلان، ثُمَّ عرض رِتْشارد الصُّلْح بموجب زواج أخته من الملك العادِل سَيْف الدِّين، ثُمَّ يتحدَّث عن مُحاوَلة رتشارد فرض الحصار على بيت المَقْدس، وإعادة بنائه عَسْقلان، كما يتطرَّق لمحاولة رتشارد الثانية لأجْل حصار بيت المقدس وانسحابه بأخَرةٍ.

وفي رابع فصلٍ من هذا الجزء يتحدَّث عن فتح صلاح الدِّين مدينة يافا، ثُمَّ إنقاذ رتشارد لها بشقِّ الأنفس، ومن هنا تبدأ مُفاوضات الصُّلْح لكن تُعكِّرها معركةُ يافا الأخيرةُ لتصفو ثانيةً بعد مرض رتشارد، فلمَّا ضَرِسَ الفريقان وكلَّا تهادنا فيما يُعرَف بمعاهدة الرَّمْلَة. ويستهلُّ خامِسَ الفصول بعرض نتائج الحملة الصليبية الثالثة المُخيِّبة للآمال وخروج صلاح الدين منها عظيمًا كما كان بعد حِطِّين، فيخطب ودَّه مَلِكُ جورجيا وجاثَلِيقُ أَرْمِينِيَة وسُلْطانُ قُونِيَة، ثُمَّ يتحدَّث عن توافد الحُجَّاج الصليبيين على بيت المقدس واستقبال صلاح الدِّين لهم، ثُمَّ ينتقل إلى مرض صلاح الدِّين لمدّة اثني عشر يومًا، وجنازته وقبره، ثُمَّ يتحوَّل تمامًا ليتحدَّث عن مجلس صلاح الدِّين وحديثه، وتقشُّفه وتديُّنه وحُبِّه للجهاد. لَعَمْري إنَّه كاد يُنْهِي الفَصْلَ بقول أبي تمَّام، والذي ختم به بَهَاءُ الدِّين ابن شدَّاد سِيرَةَ صلاح الدِّين:

ثُمَّ انْقَضَتْ تِلكَ السُّنُونَ وَأَهْلُها     فَكَأَنَّها وَكَأَنَّهم أَحْلامُ

ثُمَّ يختم لين بول كتابَه بفصلٍ - هو غايةٌ في الأهمِّيَّة والخطورة – يتحدَّث فيه عن صورة صلاح الدِّين في الأدب، فيبدأ برواية "رِتْشارَد قلب الأسد" الإنجليزية ويدحض تُرَّهاتها دحضًا لا نظير له، ثُمَّ يتحدَّث عن "حكايات منشد ريمس" الفرنسية، فينسف فكرةَ علاقة الملكة إليانور بصلاح الدِّين من جذورها، هي وغيرها من الحوادث التي لا أساسَ لها في التاريخ كتعميد صلاح الدِّين! ويطيل النَّفَس في الحديث عن تقليد صلاح الدِّين حزام الفروسية على يد الأمير همفري صاحِب تِبنِين أو الأمير هيو صاحِب طَبَرِيَّة بحسب ما أوردته رواية "وسام الفروسية" الفرنسية، لكنَّه يرجح - إنْ كان قد قُلِّد– أنَّ الذي قلَّده هو الأمير همفري صاحِب تِبنِين. ويولي أهمِّيَّةً كبيرةً بما ذكرته رواية "الطَّلْسَم" الإنجليزية الشهيرة عن صلاح الدِّين، ويدحض بالأدلّة عدم لقاء صلاح الدِّين برتشارد ألبتة. ثُمَّ يتحدَّث عن موضوعية مسرحية "ناتان الحكيم" الألمانية واقترابها من الواقع التاريخي كثيرًا.

وفي الختام ينهي هذا الفصل الماتِع مُتعجِبًا من أنَّ الشَّرْقَ – مسقط رأس صلاح الدِّين – يكاد يكون أهمله كُلِّيًّا في أدبه الروائي، ويُعلِّل ذلك بأنَّ الشَّرْقَ يعرفه كغازٍ مُظفَّرٍ، بينما يعرفه الغربُ كفارسٍ كريمٍ.

الدكتور علاء مصري النهر

عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية واتحاد المؤرخين العرب


كتاب صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدسكتاب صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس

د. علاء مصري النهر د. علاء مصري النهر
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
خدمــــات
مواقيت الصلاة
اسعار العملات
درجات الحرارة