شراكة جديدة بين وزارة الصحة والسكان ووزارة التضامن الاجتماعي بهدف إنشاء أول مركز وطني للكفالة في مصر، يتضمن توفير الخدمات الطبية والاجتماعية للأطفال فاقدي الرعاية في مصر، وخاصة الأطفال المعثور عليهم، والمعرضين لشتى المخاطر حال تركهم دون رعاية.
موضوعات مقترحة
ويهدف إنشاء أول مركز وطني للكفالة في مصر إلى تربية الأطفال في أسر شبه طبيعية وليس في مؤسسات ويعتبر مركز الكفالة الوطني هو مركز استقبال وتصنيف لخدمة فئات الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، ويعتبر من خطواته سرعة إنهاء إجراءات الكفالة في مدة لا تتجاوز 3 أشهر بحد أقصى بعد الانتهاء من التطعيمات الأولية اللازمة للأطفال حديثي الولادة مع وزارة الصحة والسكان، واستخراج الأوراق الثبوتية بالتنسيق مع وزارة الداخلية وبعض المستندات الأخرى اللازمة بالتنسيق مع النيابة العامة، بالإضافة إلى تلقى طلبات الأسر الكافلة وبحثها اجتماعيًا واقتصاديًا وتدريب الأسر المقبولة للكفالة من خلال وزارة التضامن الاجتماعي.
وقد وجهت القيادة السياسية بسرعة إنفاذ الإستراتيجية الوطنية للرعاية البديلة للأطفال المعثور عليهم لحين الانتهاء من تمرير قانون الرعاية البديلة قبل منتصف عام 2023.
كما يعتبر أول مركز وطني يجمع بين وزارتي الصحة والسكان والتضامن الاجتماعي في إطار تعاون الوزارتين، يهدف إلى تيسير الإجراءات الخاصة بكفالة الأطفال، وحماية لهم من خطر الانتقال من جهة إلى أخرى، وتحقيقًا لحمايتهم القصوى من خلال إعادة دمجهم في أسر سواء كانت أسرهم الطبيعية إن تم الوصول إليها، أو الأسرة الممتدة أو الكافلة أو البديلة، وإذا تعذر وضع أي طفل في أسرة كافلة، فسوف تعمل الوزارة بالتنسيق مع المؤسسة والجمعيات الأهلية المتخصصة على إيداع الأطفال بالحضانة الإيوائية اللائقة والمعتمدة من وزارة التضامن الاجتماعي.
إغلاق دور الأيتام بحلول 2025 وإحلال فكرة الأسر البديلة
قالت الدكتورة نسرين صلاح عمر عضو مجلس النواب، إنه تم التخلص التدريجي من دور الأيتام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة ودول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأخير من القرن.
الدكتورة نسرين صلاح عمر
كما تهدف وزارة التضامن الاجتماعي إلى إغلاق دور الأيتام بحلول ٢٠٢٥بقصد تخفيف العبء ومواجهة التحديات داخل الدور الخاصة بالتغيير المستمر علي الأطفال من الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين مما يؤدي إلي صعوبة في بناء الشخصية السوية.
كما أن إستراتيجية مصر 2030، من أحد محاورها محور العدالة الاجتماعية الذي تتمثل في تعزيز الاندماج المجتمعي وتحقيق المساواة في الحقوق والحد من الاستقطاب السلبي، وتحقيق الحماية للفئات الأولى بالرعاية للأسر البديلة، والذي بدأته الوزارة عام 1959 وإلحاق الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية خاصة مجهولى النسب بأسر يتم اختيارها وفقاً لشروط ومعايير تؤكد صلاحية الأسرة ولكن تأخر التطبيق ولكنه الآن يرى النور.
وأشارت الدكتورة نسرين عمر، إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي أصبح لها دور هام في الوقت الراهن من الإعلان عن حملة عائلة لكل طفل، مع تشجيع منظمات المجتمع المدني على نشر الثقافة إعلامية مثل يلا كفالة.
ولكن على الإعلام المرئي والمقروء والمسموع نشر ثقافة الأسرة البديلة بل و تغيير مسمى احتفالية يوم اليتيم باسم يوم الأسرة البديلة و اختيار أفضل أب و أم وعرض تجاربهم الناجحة علي المجتمع.
إنشاء أول مركز وطني للكفالة تمهيدا لتجهيز قانون الرعاية البديلة
يفضل طلعت عبد القوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، فكرة إنشاء أول مركز وطني للكفالة في مصر وتوفير الأسرة البديلة، خاصة بعد تجهيز قانون الرعاية البديلة الذي أوشكت وزارة التضامن الاجتماعي على الانتهاء من إعداده، هذا القانون من خلاله سيتيح وجود الأسر البديلة للأطفال فاقدي الرعاية بديلا عن دار الإيواء، وهنا قد تكون الأسر البديلة هي أسر أحد أقاربه، وهو يعتبر قانونا جيدا والذي سيمر على مجلس النواب قريب بعد مروره على الحوار المجتمعي.
طلعت عبد القوي
"كما سيتاح نوع من الخدمات التي ستقدم للأطفال فاقدي الرعاية، وهي الخدمات الصحية والتي ستتم من خلال الشراكة أو التعاون بين وزارتي الصحة والتضامن لتقديم كافة الخدمات الصحية للأطفال فاقدي الرعاية والتي تقدم إلى أي طفل عادي آخر موجود داخل أسرة، وبذلك نحقق للأطفال فاقدي الرعاية تلبيه حقوقهم التي كان بها إهمال في حقهم في وقت سابق، ولكن ستتاح له من خلال المنظومة الآن تقديم كافة الخدمات والحقوق الصحية وتوفير علاج متميز، حيث كان من قبل لم يتوفر لهم تأمين صحي نظرا لعدم وجود أوراق ثبوتية لشخصياتهم ولكن سيتوافر لهم الآن علاج متميز.
اقتراحات لتطبيق الأسر البديلة في جميع المحافظات لصالح الأطفال فاقدي الرعاية
ويضيف طلعت عبد القوي، أنه من ضمن الاقتراحات التي تضاف أن تخصص عيادات خاصة للأطفال فاقدي الرعاية، وأن تكون عيادات مجهزة بكافة الأجهزة والمعدات مع سرعة تسهيل الإجراءات.
ويفضل انتشار هذه الإجراءات على جميع مستوى المحافظات وليس على مستوى القاهرة فقط، وأن تطبق نظام الأسر البديلة على مستوى كافة المحافظات وأن يتوافر لها كافة الإمكانيات وتوفير خدمات صحية جيدة، حيث إن الأطفال فاقدي الرعاية كان من ضمن مشاكلهم الصحية عند إقامتهم في دار أيتام أنهم يعانون من أمراض التقزم والأنيميا وغيرها الكثير من الأمراض، لكن مع توفير الرعاية الصحية سيتم إنقاذ الأطفال فاقدي الرعاية.
مركز الكفالة تمهيدا لحين الانتهاء من قانون الرعاية البديلة
تقول الدكتورة إيناس عبد الحليم عضو لجنة الصحة بمجلس النواب وأستاذ الأورام بكلية الطب جامعة المنصورة، إن القيادة السياسية وجهت بإنشاء مجلس وطني للكفالة في مصر بهدف تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للرعاية البديلة مع الأطفال الذين يتم العثور عليهم، وهو قانون إجراءاته تعمل على تحويل الأطفال من خطة الرعاية المؤسسية إلى نظام الرعاية الأسرية.
الدكتورة إيناس عبد الحليم
والهدف من إنشاء مجلس وطني للكفالة في مصر هو توفير رعاية صحية للأطفال فاقدي الرعاية لحين يحدث تحسن في الأمور والتي تتحسن عبر صدور قانون وصيغة قانونية تحمي الأطفال في كافة الجوانب وبهذا سيكون صورة أفضل من دار الأيتام.
ومع إنشاء المجلس الوطني للكفالة في مصر ستتوفر قاعدة بيانات للأطفال فاقدي الرعاية مما يسهل دخولهم ضمن منظومة الرعاية الصحية التي تشمل الجميع، ونظرا لأن مؤسسات الرعاية عندما تأخذ طفل عمره سنة لا تقوم بإبلاغ وزارة التضامن هنا المفترض أن يتم الإبلاغ عن وجود الطفل حتى يتمتع الطفل بكافة حقوقه في المجتمع مثل أي طفل عادي هذا هو الهدف الأول.
وتشير الدكتورة إيناس عبد الحليم، إلى نظام الأسرة البديلة نظام جيد ولكن لا يجب أن ينسب اسم الأسرة البديلة للطفل لأن القانون لا يقبل كتابة أي طفل باسم أم وآب آخرين، حتى لا تتغير ولا تختلط الأنساب لكن الهدف فقط هو وجود أسرة بديله ، كما يجب معرفة الأسرة الكفيلة ودراسة أحوالها جيدا من خلال استعلام وزارة الداخلية عنهم وأن تكون أسر مقتدرة ماديا ويفضل أن لا يكون لديهم أطفال حتى لا تحدث خلافات وعدم استغلال الأطفال في العمالة بهدف جلب المال.
كما يجب وجود المتابعة للأطفال فاقدي الرعاية عند كفالتهم من الأسر البديلة، وأن تكون الأسر البديلة مشهود لها بالأخلاق الحسنة، ومن الضروري معرفة مصير الطفل الذي لا يجد رعاية الناتج عن طلاق الأم والأب لمعرفة هل يجوز إدراجه ضمن منظومة الكفالة الجديدة لأن الدولة هنا تكون مسؤولة عنه هو أيضا، مع دراسة موقف الأسرة الأصلية عند تعاملها مع الأسر البديلة.
كما أن الأسر البديلة يجب أن تختار بنات فقط أو ذكور فقط، لأنه لا يجوز تربيتهم معا في ييت واحد لأنهم أغراب.
توفير التأمين للأطفال فاقدي الرعاية
وتضيف الدكتورة إيناس عبد الحليم، أن الطفل حتى سن 6 أعوام هو مؤمن عليه تأمينا صحيا عاديا، لكن الطفل بعد وصوله 6 أعوام وفي حالة عدم التحاقه بالمدرسة فهنا لن يوجد له تأمين هنا يتم لهم عمل قرارات نفقة، وبذلك عند دخول الأطفال فاقدي الرعاية إلى التأمين الصحي الشامل سيتم دفع الاشتراكات لهم عبر طريق التكافل بين وزاراتي الصحة ووزارة التضامن.
وبذلك تتم معرفة احتياجات الأطفال فاقدي الرعاية لأن علاج الأطفال يختلف عن علاج الكبار حيث إن الأطفال سيحتاجون الحصول على التطعيمات في السن الصغيرة لذلك يجب معرفة أعدادهم ضمن مبادرات التطعيمات التي تتم في المدارس، وبالتالي تحدث تغطية لهم وإدخالهم في منظومة لم يكون متاحا لهم من قبل الدخول فيها وخاصة الأطفال حديثي الولادة وكذلك الأطفال التي لم تلتحق بدار أيتام، ولكن كل هؤلاء سيتم لهم التكافل لأنه ستتم تغطية كل دور الأيتام وتوفير العلاج للأطفال فيها وهنا لن يكون العلاج تابعا للدار ولكن العلاجات ستكون تابعة لوزارة الصحة ووزارة التضامن مباشرة.
الهدف من إنشاء مركز الكفالة الوطني في مصر
وتستطرد عضو لجنة الصحة بمجلس النواب الدكتور إيناس عبد الحليم، إن إنشاء أول مركز كفالة وطني في مصر، هو توفير العلاج للأطفال فاقدي الرعاية وإيجاد أماكن للعلاج فيها حتى لا يظلوا في دوامة البحث عن أماكن للعلاج فيها، وخاصة عند الإصابة بأي تعب في أي وقت هنا سيجد العلاج الذي يغطي احتياجاته بدءا من العمليات أو حدوث طوارئ، كل ذلك سيتاح تغطيته في أي لحظة وهذا يعتبر نوعا من التكريم للأطفال فاقدي الرعاية كما أنه حقهم على الدولة.
وكل ذلك سيوفر على الدولة سرعة دخول الأطفال فاقدي الرعاية إلى منظومة التأمين وستتوافر لهم أماكن من خلالها تتم معرفة أسمائهم وأوضاعهم التي كانت مجهولة من قبل.
مؤسسة مستقلة ومعنية فقط بالأطفال
تضيف الدكتورة سامية قدري أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الأطفال من فترة طويلة منذ بدء صدور قانون حماية الطفل والاهتمام بالأطفال من كافة المؤسسات سواء العالمية أو الوطنية أو الإقليمية كان يوجد جهود كثيرة تبذل من أجل حماية ورعاية الأطفال.#
لكن توجد الآن مؤسسة مستقلة ومعنية فقط بالأطفال وطنية حتى ولو كانت بالتعاون مع مؤسسات أجنبية، لكنها خطوة مهمة جدا في سبيل حماية الأطفال ورعايتهم، ولذلك فهي تعتبر خطوة مهمة من وزارة التضامن في أن تتعاون مع وزارة الصحة لأن صحة الأطفال هي مستقبل أي مجتمع من المجتمعات لذلك لابد أن تحقق هذه الخطوة الهدف المرجو منها في المستقبل القريب لأن الدولة بدأت أهم خطوتين في طريق التنمية المستدامة الحقيقية وهي التعليم والصحة لأنهما حجران الأساس لبناء أي مجتمع وبالتالي الأطفال هم رأس مال أي مجتمع وبالتالي تعتبر حمايتهم خطوة مهمة جدا من قبل الدولة.