بكلمات مؤثرة وحزن بالغ، تحدثت "م. ع" عن معاناتها مع طليقها، ووالد أطفالها، ومحاولاته المتكررة لاختطاف أطفالها، لكى ينفرد بتربيتهم بعيدا عن أحضانها، حتى أجبرها على مغادرة المدينة التى تقطن بها، وتنأى بأطفالها بعيدا عنه خوفا من أن يحرمها من رؤيتهم.
موضوعات مقترحة
بدأت القصة حينما تقدم لخطبتها أحد جيرانها، بعد قصة حب دامت لعامين، وتوجت بالزواج، ورغم أن الزوج كان مطلقا ولديه طفل يعيش مع أمه، لكن خلافاته مع طليقته، كانت كبيرة ويستحيل معها عودته إليها، وهو ما جعل "م. ع"، التي لم يسبق لها الزواج، لا تتردد في الموافقة عليه، خاصة أنه ميسور الحال ولديه مقومات الزواج التى تتمناها أي فتاة فى عمرها.
بعد مرور عام رزقت بطفلها الأول وبعد فترة بدأت المشاحنات بينهما على أتفه الأمور، خاصة بعد ظهور طليقته مرة أخرى فى حياتهما واهتمامه بابنه منها حتى بدت عليه علامات الرغبة فى ردها إلى عصمته، ومنها اكتشافها عودة متابعة كلاهما البعض على وسائل التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك، فزادت حدة المشكلة وتفاقمت ودفعتها الغيرة إلى طلب الطلاق، ولم يتردد الزوج فى تلبيته أو حتى محاولة إرضائها فكانت صدمتها من تخليه عنها.
عادت إلى منزل والدتها وقبل مرور شهر علمت إنه عاد لطليقته، وبعد شهرين فوجئت أنه أخبر شقيقها برغبته فى تربية أطفالها حتى يتثنى لها أن تبدأ حياتها من جديد وتتزوج ولكنها رفضت أن تضحي بفلذة كبدها وتتخلى عنهما.
عاد من جديد محاولا إصلاح علاقتهما ورغم موافقتها بأن تكون زوجة ثانية، إلا أن زوجته الأولى وقفت عائقا عندما علمت بالأمر، وقامت بسبها أمام جيرانها فاستجاب لها خوفا من تجدد الخلافات بينهما وتهديدها له بمغادرة المنزل، وترك الزوج "م. ع" غارقة فى أحزانها ذاهلة من سهولة تخليه عنها رغم وعوده وكلامه المعسول لها فى بداية زواجهما.
وعلمت من أحد المقربين أن زوجته الأولى تعانى من مشاكل صحية تمنعها من الحمل مجددا، لتجيب تلك المعلومة على تساؤلاتها عن سبب تعلق الزوج الأولى بأطفالها وإصرارها على عودتهم إلى منزل والدهم وتحمل عناء تربيتهم، وهو حتى تضمن إلا يتزوج ثانية أو تغلبه مشاعره بسبب تعلقه بهما ويرد طليقته إلى عصمته مجددا.
بعد مرور ثلاثة أشهر تلقت "م.ع" مكالمة هاتفية من زوجة طليقها الأولى تخبرها فيها مدى ندمها على فعلتها معها، وإنها انفصلت مجددا وتريد أن توصل الود بينهما رغبة فى أن يظل الأطفال على علاقة وطيدة ببعضهم البعض لأنهم فى النهاية أشقاء ولا ذنب لهم فيما حدث، وبالفعل اقتنعت وتوالت اللقاءات بينهما حتى علمت دفائن أسرارها وأصبحت تعتبرها صديقتها المقربة.
وذات يوم خرج سويا فى رحلة إلى حديقة الحيوان حتى فوجئت باختفاء أطفالها لتكتشف إنها وقعت ضحية فخ نصب لها، حينما رأت أطفالها في سيارته وبجوار زوجته الأولى وحينما حاولت اللحاق بهم فشلت، ظلت تبحث فى كل مكان عن أطفالها دون جدوى حتى إنه قام بتغيير محل إقامته ومقر شركته وأيضا مدارس أطفالها ليظل بعيدا عن الأنظار، وعلمت من الجيران إنه لم يحدث انفصال بينه وبين زوجته الأولى مرة ثانية من الأساس.
وبعد مرور عام ونصف وبحث طويل ومعاناة تدمى القلوب من حزنها على فقدان أطفالها ودخولها فى حالة نفسية يرثى لها، نجحت الأم المكلومة فى الوصول إلى مقر سكن طليقها حتى علمت اسم مدرسة أطفالها الجديدة، وطلبت منه رؤيته أطفالها إلا أنه رفض بشدة حتى علمت من أحد الجيران أن طفلها البالغ من العمر خمس سنوات سقط من شرفة المنزل منذ عدة أيام، ومحجوز بأحد المستشفيات، على الفور قامت بتحرير محضر إهمال لطليقها مطالبة بعودة الطفل بعد انتهاء العلاج ولكن دون جدوى.
قررت أن تذهب إلى المدرسة بعد إنتهاء اليوم الدراسي تنتظر خروجهما بفارغ الصبر وبالفعل هرولت إليهم مسرعة والتقطتهما فى أحضانها فى مشهد يبكى القلوب، وحينما رآها طليقها حدث بينهما مشادة كلامية وحاول جاهدا أن يبعدها عنهم إلا أنها تمسكت بهم قائلة (إقتلنى بس مش هسيب ولادى مهما حصل) وظلت تصرخ تستنجد بالمارة حتى ذهب معا إلى قسم الشرطة وهناك قدمت كل ما يثبت من أوراق بأن الأطفال فى حضانتها ومخالفته للقانون، وانتهى الأمر بعودتهم إلى أحضانها وعاد وميض الأمل إلى حياتها من جديد
وقامت "م. ع" برفع دعوى قضائية للمطالبة بنفقة أطفالها رقم ٥٣١١ لسنة ٢٠٢٢، ومازالت تنتظر الحكم فيها، إلا أنها تخشى الحرمان من أطفالها فى أى لحظة خاصة وأن القانون عقيم لا يقدر على حمايتها من بطش طليقها.